الوفد الأوروبي يلتقي ناشطين معارضين في إيران.. والدوائر الرسمية تتبادل الاتهامات

البرلمانيون يلتقون لاريجاني رغم انتقادات المحافظين

TT

التقى الوفد البرلماني الأوروبي يوم الجمعة الماضي بالمحامية الإيرانية نسرين ستوده، والمخرج الإيراني جعفر بناهي في مقر السفارة اليونانية في طهران، وهما من المتهمين في أحداث الانتخابات الرئاسية الإيرانية في عام 2009. وبدأ الوفد البرلماني الأوروبي برئاسة تارا كرونبورغ التي تشغل منصب مديرة لجنة العلاقات مع الجمهورية الإسلامية في البرلمان الأوروبي، زيارته إلى إيران نهاية الأسبوع الماضي. ومنح البرلمان الأوروبي جائزة سخاروف لحرية الفكر إلى نسرين ستوده وجعفر بناهي العام الماضي، ولم يتمكن الفائزان بالجائزة من تسلمها بسبب منعهما من السفر.

وردا على هذا اللقاء، نقلت وكالة فارس الإيرانية للأنباء عن عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني جواد كريمي قدوسي قوله إن «لجنة الأمن القومي ستستجوب وزير الخارجية جواد ظريف بسبب هذا اللقاء».

وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي كان أكد مستشار رئيس البرلمان الإيراني في الشؤون الدولية حسين شيخ الإسلام أن «وفد البرلماني الأوروبي سيزور طهران ردا على دعوة من نظيره الإيراني».

هذا وقال مدير عام دائرة التشريفات في البرلمان الإيراني محمد يثربي إن «اللقاء مع هذين الشخصين (ستوده وبناهي) لم يندرج ضمن جدول أعمال الوفد الأوروبي». وزاد قائلا «لم يتول البرلمان الإيراني تنظيم هذا اللقاء ولم يكن له أي صلة للتنسيق لهذا اللقاء».

كما نفت وزارة الخارجية الإيرانية وعلى لسان المتحدثة باسمها مرضية أفخم أن تكون الخارجية الإيرانية هي الجهة المسؤولة عن تنظيم مثل هذا اللقاء، وزادت قائلة «تجري زيارة الوفود البرلمانية الدولية إلى طهران وتنظيم جدول أعمالها في إطار دبلوماسية العلاقات البرلمانية بين البرلمان الإيراني ونظرائه في سائر الدول، إذ إن البرلمان الإيراني هو الجهة المشرفة على أعمال الوفود البرلمانية في طهران».

وتابعت «تقوم الوزارات ومنها الخارجية بالمساعدة، أو التنسيق بخصوص البرامج وجدول الأعمال للوفود الزائرة وفقا لمهمتها المحددة».

وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي قال فيه عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني محمد حسن أصفري إن «البرلمان لم يوجه الدعوة للوفد الأوروبي لزيارة طهران». وأضاف: «على الجهات التي وجهت الدعوة إلى الوفد الأوروبي دون أي تنسيق مع البرلمان، أن تكون جاهزة للرد على التساؤلات بهذا الشأن». وعلى الرغم من تصريح أصفري، استقبل رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الوفد الأوروبي أمس وأكد على رغبة بلاده في توسيع العلاقات مع أوروبا.

ولم تتمكن الوفود البرلمانية الأوروبية من زيارة إيران، إذ تم إلغاء الزيارات أربع مرات منذ 2009 ولأسباب مختلفة. وكان أولها في عام 2009، حيث تم إلغاء الزيارة، وطلب الوفد البرلماني الأوروبي في 2011 زيارة طهران، وتم تأجيل الزيارة إلى أجل غير مسمى. وقد أعلن حينها أن السبب في تأجيل الزيارة يكمن في عدم منح السلطات الإيرانية تأشيرة الدخول لرئيس الوفد البرلماني الأوروبي.

وألغت إيران زيارة الوفد الأوروبي إلى البلاد في 2012. وقال مستشار رئيس البرلمان في الشؤون الدولية حسين شيخ الإسلام إن السلطات الإيرانية عارضت طلبا تقدم به الوفد الأوروبي بزيارة جعفر بناهي ونسرين ستوده.