«الحروب» المستمرة تستنزف قادة الجيش الحر الميدانيين

بعضهم قضوا في غارات جوية.. وآخرون اغتيلوا في المناطق

TT

استنزفت الحرب الدائرة في سوريا قادة الجيش الحر، حيث أسفرت المعارك عن مقتل عدد كبير من المقاتلين الميدانيين، واغتيال بعض القادة على يد قوات النظام حينا، وفصائل معارضة أخرى في المناطق الشمالية في ريفي حلب وإدلب.

ويعد الجيش السوري الحر الذي تشكل كإطار عسكري للمعارضة، أكثر الفصائل التي دفعت أثمانا نتيجة تحركها الميداني ضد النظام السوري؛ فقد اختطف مؤسس «الضباط الأحرار» المقدم حسين هرموش في العام الأول للأزمة من تركيا، حيث يقال إنه تعرض لتعذيب كبير أدى إلى كسر عموده الفقري، وتعرض مؤسس «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الأسعد لمحاولة اغتيال، نفذتها فصائل معارضة، نجا منها، وأسفرت عن بتر قدمه.

ويعد قائد «لواء التوحيد» في حلب عبد القادر الصالح، الملقب بـ«حجي مارع»، من أبرز القيادات العسكرية التي فقدها الجيش السوري الحر 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وذلك بعد أيام على إصابته البالغة جراء استهداف مبنى كان موجودا فيه بحلب، تردد أن تنظيم «الدولة الإسلامية في الشام والعراق» (داعش) مسؤولة عنه. وتعرض الصالح لأكثر من محاولة اغتيال، ووضع النظام السوري مكافأة مالية قدرها 200 ألف دولار لمن يعتقله أو يقتله.

كما أعلن ناشطون مقتل القيادي بلواء التوحيد في الجيش الحر يوسف العباس في العملية نفسها التي استهدفت اجتماعا لقادة اللواء في مدرسة المشاة في حلب. وفي 21 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعلن الجيش الحر في درعا مقتل المقدم ياسر العبود، أحد أبرز القادة الميدانيين في المنطقة الجنوبية، خلال اشتباكات مع القوات النظامية. وأفاد المكتب الإعلامي للمجلس العسكري بسوريا، بأن العبود، قائد لواء الفلوجة - حوران، والمعروف بـ«أبو عمار»: «قتل في معركة ضد قوات النظام، وهو رئيس غرفة العمليات في محافظة درعا». ويعد العبود من أوائل الضباط المنشقين عن نظام الرئيس بشار الأسد. كذلك أعلنت مصادر تابعة للكتائب المقاتلة مقتل الضابط المنشق هيثم درويش خلال اشتباكات في معرة الارتيق غرب حلب.وفي ريف دمشق، أفيد بمقتل قائد لواء عباد الرحمن بالنبك عبد الكريم شريدة والقيادي في الجيش الحر أحمد طيارة في معارك مع حزب الله اللبناني، كما أفيد بمقتل قائد عمليات «الجيش الحر» في قارا العقيد المنشق سليم بركات في معارك مع الجيش السوري. كما أكدت مصادر عسكرية مقتل العقيد المنشق فواز محمد عز الدين، وهو قائد ميداني في «الجيش الحر» ببلدة النبك في القلمون.

وكان القيادي في كتائب الفاروق في شمال سوريا ثائر وقاص، من أشهر الذين تعرضوا للاغتيال على يد مجموعات معارضة أخرى. وقالت مصادر المعارضة آنذاك إن وقاص قتل بالرصاص في منطقة تسيطر عليها المعارضة في بلدة سرمين على بعد بضعة كيلومترات من الحدود مع تركيا.

وفي حلب، نعى المجلس العسكري للجيش الحر في المدينة مشعل أبو عبد الله أحد قياديي الجيش الحر وعضو المجلس العسكري في محافظة حلب على يد مجموعة مسلحة ببلدة خان العسل. وكان «أبو عبد الله» جزءا من غرفة عمليات خان العسل بحلب، واليد اليمنى للعقيد عبد الجبار العكيدي قبل استقالة الأخير من رئاسة «المجلس العسكري» في حلب.

وفي الحادي عشر من شهر يوليو (تموز) الماضي، قتل عناصر في «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» عضو المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر كمال حمامي، الملقب بـ«أبو باسل اللاذقاني»، في ريف اللاذقية، علما بأنه كان يعد واحدا من أبرز قادة الجيش الحر في اللاذقية.