النظام يواصل قصف حلب بالبراميل المتفجرة.. وتفجير انتحاري بدير الزور

وفاة طبيب بريطاني في سجونه بعد اعتقاله بتهمة مساعدة جرحى مدنيين

سوريون فوق انقاض أحد المباني يبحثون عن ناجين بعد قصفه من قبل قوات النظام السوري في حلب أمس (أ.ف.ب)
TT

أدت غارات جوية نظامية استهدفت مدينة حلب في شمال سوريا، إلى مقتل 18 شخصا على الأقل، في تصعيد متواصل لليوم الثالث على التوالي ضد الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، في حين فجر مقاتل معارض نفسه بسيارة مفخخة على حاجز «البانوراما» بالمدخل الجنوبي لمدينة دير الزور شرق سوريا. وأدى التفجير وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى «وقوع قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية». وأفاد المرصد بوقوع «اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في حي الجورة بدير الزور»، مشيرا إلى «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».

وفي حلب، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 18 شخصا بينهم طفلان وفتى وسيدة في قصف بالطيران الحربي النظامي على مناطق في حي الشعار في شرق حلب. وأشار المرصد إلى أن «القصف استهدف أحياء المعادي والقاطرجي وضهرة عواد، وتقع هذه الأحياء في الجهة الشرقية من مدينة حلب».

من جهتها، أوضحت شبكة «حلب نيوز» أن «القصف تركز قرب مبنى المواصلات والمنطقة المحيطة بمبنى السجن المركزي ومشفى الكندي ببرميلين متفجرات». كما أفادت الشبكة باستهداف مدينة «الباب» بريف حلب الشرقي ببرميلي متفجرات، إضافة إلى قصف حي «المعادي» في حلب القديمة قرب سوق «الخضار»، التي تكتظ عادة بالسكان المدنيين. وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب تصعيدا واضحا من قبل القوات النظامية هدفه «خلق الذعر بين السكان في هذه المناطق»، وفق ما أشار إليه المرصد السوري لحقوق الإنسان، موضحا أنه «عادة ما يكون القصف المتكرر ناتجا عن نية النظام التقدم»، لا سيما أن غالبية الأحياء المستهدفة تقع «على تماس» مع مناطق يوجد فيها النظام. وقتل عشرون شخصا أول من أمس في قصف «بالبراميل المتفجرة» ألقتها طائرات على حيين آخرين في المدينة، بحسب المرصد، وهم 12 بينهم أربعة أطفال في حي الإنذارات، وثمانية رجال في حي الأنصاري. ويقع الحيان في شرق المدينة. وتقع غالبية مناطق سيطرة المعارضين في شرق حلب، في حين يسيطر النظام إجمالا على الأحياء الغربية. وتتقاسم القوات النظامية ومقاتلو المعارضة السيطرة على أحياء حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا، إلا أنها تشهد منذ صيف 2012 معارك شبه يومية. وحققت القوات النظامية في الأشهر الماضية تقدما في ريف حلب، لا سيما باستعادته مدينة السفيرة الاستراتيجية جنوب شرقي حلب أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، إضافة إلى سيطرته على المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي (جنوب شرق) الذي لا يزال متوقفا عن العمل منذ نحو سنة بسبب المعارك.

وتزامن القصف الجوي مع وفاة الطبيب البريطاني عباس خان الذي كان يعمل متطوعا في مستشفيات ميدانية في سوريا في السجن بعد أكثر من عام على اعتقاله من قبل نظام الرئيس بشار الأسد، حسبما أعلنت عائلته أمس لإذاعة «بي بي سي». وأكد افروز خان، شقيق عباس أن «السلطات السورية كانت قد وعدت بإطلاق سراحه هذا الأسبوع قبل أن تعلن وفاته لوالدته الموجودة في سوريا منذ أربعة أشهر للمطالبة بإطلاق سراحه». وأشار إلى أن «شقيقه كان على استعداد للعودة للمنزل، وكان سعيدا وينتظر إطلاق سراحه بفارغ الصبر»، مشيرا إلى أنه «لم يتلق أي تفاصيل حول ظروف وفاة شقيقه». وأضاف: «نحن منهارون ومتأثرون جدا ونشعر بالغضب حيال وزارة الخارجية التي أبطأت خطواتها لنحو 13 شهرا». واعتقل عباس خان الذي يبلغ من العمر 32 سنة وهو جراح عظام في لندن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 في حلب من قبل القوات النظامية عندما كان متوجها لإسعاف جرحى مدنيين.

ولم تؤكد وزارة الخارجية البريطانية خبر وفاة الطبيب البريطاني، لكن الوزارة أعربت عن «قلقها الشديد من إعلان وفاة خان أثناء اعتقاله في سوريا».