القصف بـ«البراميل» ينتقل إلى ريف حلب

دمشق تعلن عزمها تسليم جثة الطبيب البريطاني إلى سفارة بلاده في بيروت

سورية تحاول الهرب بطفلها أمس بعد تعرض منزلها في أحد أحياءحلب لقصف جوي عنيف باستخدام البراميل المتفجرة (أ.ب)
TT

توسعت الحملة العسكرية التي تنفذها القوات النظامية ضد أحياء سكنية في مدينة حلب، حيث واصل الطيران النظامي غاراته على مناطق المعارضة في المدينة لليوم الخامس على التوالي، موسعا قصفه الجوي ليطال مناطق في ريف المحافظة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وحض الائتلاف الوطني السوري المجتمع الدولي على «رد فعل عملي وحاسم ضد النظام، يضمن وقف هذه الجرائم ويدعم التطلعات المشروعة للسوريين». وأشار في بيان إلى أن «الحملة العسكرية على حلب تدخل أسبوعها الثاني، حيث تتعرض الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة إلى قصف جوي عنيف باستخدام البراميل المتفجرة». ولفت الائتلاف إلى أن «مواقف المجتمع الدولي لا تترك للشعب السوري خيارا سوى الاستمرار في مقاومته للنظام بكافة الطرق المشروعة».

ميدانيا، أشار «مركز حلب الإعلامي» على صفحته الخاصة على موقع «فيس بوك» إلى أنه «بعد أربعة أيام من قصف الطيران المروحي مدينة حلب بالبراميل المتفجرة، حول النظام مسار ضرباته الجوية ليستهدف صباح أمس قرية تل علم بالبراميل في ريف السفيرة (جنوب شرق)».

وأفادت شبكة «شهبا برس» التابعة للمعارضة بأن «القصف الجوي طاول أيضا بلدات دارة عزة ومارع ومنبج وعندان شمال حلب، التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس بشار الأسد منذ عام ونصف عام».

وتشهد مناطق المعارضة السورية في مدينة حلب منذ الأحد الفائت، قصفا عنيفا من الطيران النظامي، غالبيته باستخدام «البراميل المتفجرة» التي تلقى من الطائرات من دون نظام توجيه ما يسبب دمارا واسعا. لكن مصدرا أمنيا سوريا نفى لوكالة الصحافة الفرنسية قبل أيام استخدام «البراميل المتفجرة»، مشيرا إلى أن «الطائرات الحربية تستخدم القنابل لقصف الإرهابيين أينما كانوا».

ويصعب على النظام السوري إن لم يكن مستحيلا التقدم في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون في حلب، بحسب ما يؤكد مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن، معربا عن اعتقاده بأن «النظام يحاول تأليب سكان هذه الأحياء ضد الكتائب المقاتلة».

ووصل عدد القتلى بسبب القصف النظامي على مدينة حلب التي يتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على أحيائها إلى 161 شخصا منذ الأحد الفائت.

في سياق آخر، أعلنت دمشق أمس، عزمها تسليم سفارة المملكة المتحدة في بيروت اليوم، جثمان الطبيب البريطاني عباس خان الذي توفي وهو موقوف في سوريا، بحسب ما قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المقداد «بناء على طلب العائلة، السلطات السورية واللجنة الدولية للصليب الأحمر يجريان تشريحا أخيرا على جثمان خان لتحديد أسباب الوفاة»، موضحا أنه «حينما تنتهي هذه العملية، سينقل الجثمان إلى لبنان عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتسليمه إلى السفارة البريطانية في بيروت».

وكانت السلطات الرسمية السورية أعلنت أول من أمس أن الطبيب أقدم على «الانتحار شنقا» في السجن، مشيرة إلى أنه كان موقوفا لديها لقيامه بأعمال «غير مسموحة». وأشارت وزارة الخارجية السورية إلى أنه بحسب تقرير طبي، فإن سبب الوفاة كان «الاختناق بالشنق وإن عملية الشنق كانت ذاتية أي إن من قام بها هو الشخص نفسه بقصد الانتحار»، مؤكدة عدم وجود «أي آثار لعنف أو شدة أو مقاومة» على الجثة.

وكان وزير بريطاني اتهم دمشق بأنها اغتالت الطبيب البالغ من العمر 32 عاما، والذي كان محتجزا لدى السلطات السورية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، أثناء معالجته طوعا جرحى مدنيين سوريين.