وزير السياحة اللبناني لـ «الشرق الأوسط»: المغتربون كثر والسائحون قلة

رقم قياسي لمطار بيروت رغم المخاوف الأمنية

TT

لا تثني الأحداث الأمنية المتلاحقة المغتربين اللبنانيين، لا سيما العاملين منهم في دول الخليج، عن القدوم إلى لبنان، من أجل تمضية إجازة موسم الأعياد، على الرغم من ارتفاع وتيرة الأحداث الأمنية في أكثر من منطقة لبنانية. وتعمل الجهات الرسمية وتلك المعنية على تكثيف إجراءاتها الاحترازية والوقائية.

وقال وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال فادي عبود في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «كل الرحلات الجوية المتجهة إلى بيروت خلال فترة الأعياد ومن أي وجهة كانت مكتملة وحركة الطيران لا بأس بها»، لكنه أوضح في الوقت ذاته أن «حجوزات الفنادق والرحلات السياحية خجولة»، ما يعني أن غالبية الوافدين هم من المغتربين اللبنانيين وليسوا سياحا.

ورأى عبود أنه «لو نظمت الشركات رحلات أكثر وقدمت أسعارا تشجيعية لكان الوضع أفضل مما هو عليه»، مؤكدا أن «الاستقرار هو الأساس لازدهار قطاع السياحة وكل ما عداه من كلام أو إجراءات لا قيمة له». وأوضح أن «الاستقرار لا يعني الهدوء الأمني على مدى أسبوع أو اثنين، بل يعني حالة مستمرة توحي للسائح بالثقة وتشجعه على القدوم إلى لبنان».

وكان وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، قد أشار أمس إلى «أهمية اتخاذ التدابير الأمنية والوقائية لمواكبة موسم الأعياد الكفيلة بإبقاء الأجواء هادئة كما في العام الماضي وما سبقه من دون حوادث سير أو حوادث أمنية»، مشددا على «أهمية التعاون بين الأجهزة الأمنية وكل الجمعيات والقطاعات المعنية بالإسعاف والإنقاذ، لأن المهمة وطنية وتخص جميع المواطنين».

وقال شربل، بعد ترؤسه أمس اجتماعا أمنيا لمواكبة موسم الأعياد بحضور عدد من المسؤولين والقادة الأمنيين وممثلين عن جهات أهلية وصحية، إن «مشاركة بعض الجمعيات في الاجتماع تندرج في إطار جاهزيتها واستعدادها للتعاون مع الأجهزة الأمنية وتقديم المساعدة التي من شأنها المساهمة في إطلالة العام المقبل بهدوء في هذه المرحلة الصعبة»، متمنيا أن «يكون عام 2014 أفضل من الأعوام السابقة». وأوضح أن «الاحتياطات الأمنية المتخذة تأخذ في الاعتبار حوادث السير وصولا إلى أي جريمة يمكن أن ترتكب».

من جهة أخرى، أعلن «مطار رفيق الحريري الدولي» في بيروت أمس تخطي عدد ركابه خلال العام الحالي، للمرة الأولى منذ نشأته، الستة ملايين راكب، محققا وفق إحصاءات رسمية عبور ستة ملايين وستة آلاف و905 ركاب، أي بزيادة 5 في المائة عن الفترة ذاتها من العام الفائت، على الرغم من الضغط السلبي الشديد لتراجع أعداد ركاب الترانزيت عبر مطار بيروت التي انخفضت منذ مطلع العام الحالي وحتى 18 ديسمبر (كانون الأول) بنسبة 319 في المائة. وذكر أن عدد الركاب اقتصر خلال الفترة المذكورة على 14871 راكبا، ما يحتم السؤال عما كانت عليه صورة الحركة لو ساهمت الظروف الاقتصادية والأمنية والسياسية في البلاد برفع معدلات السفر من وإلى لبنان في ظروف مريحة وغير متشنجة.

وارتفع عدد الواصلين إلى لبنان 4,5 في المائة فيما ارتفع عدد المغادرين من لبنان بنسبة 7 في المائة، لكن اللافت في هذه الإحصاءات كان نسبة التراجع الكبير لركاب الترانزيت التي انخفضت 319 في المائة.

تجدر الإشارة إلى أنه مع ارتفاع أعداد المسافرين عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت لما يفوق الستة ملايين راكب سنويا يكون هذا المرفق قد بلغ قدرته الاستيعابية السنوية، ما يستوجب بدء التحضير والعمل بكل جدية للدخول في المرحلة الثانية من تطويره التي تؤهله لاستيعاب 12 مليون راكب سنويا، وهذا ما كان ملحوظا في المخططات الموضوعة لإعادة تأهيل وتطوير هذا المطار.