الصومال: بعثة الأمم المتحدة تدين مقتل ثلاثة أطباء سوريين قرب مقديشو

مبعوث بان كي مون أدان العملية ودعا الحكومة إلى إجراء تحقيق شامل

TT

أدانت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في الصومال، بشدة، مقتل ثلاثة أطباء سوريين، في كمين نصبه مسلحون مجهولون، أول من أمس، بالقرب من العاصمة الصومالية مقديشو.

وكان مسلحون يرتدون ملابس عسكرية مشابهة لزي القوات الحكومية قد نصبوا كمينا لقافلة الأطباء أثناء توجههم إلى مستشفى ميداني في ممر أفغوي، الذي يؤوي عشرات الآلاف من المشردين والنازحين. ووقع الحادث في منطقة «سينكا دير» التي تبعد نحو 15 كيلومترا جنوب غربي العاصمة مقديشو. وقتل في هذا الهجوم أيضا طبيب صومالي وسائق سيارة الأطباء السوريين وأحد حراسهم الشخصيين، بينما أصيب طبيب سوري رابع بجروح خطيرة، وذلك في أحدث هجوم ضد العاملين الأجانب في المجال الطبي في الصومال.

ووصف نيوكولاس كاي، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في الصومال (أنسوم)، مقتل الأطباء بعملية فظيعة وغير مقبولة. داعيا الحكومة الصومالية إلى «إجراء تحقيق شامل في هذه الجريمة البشعة وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة». وقال كاي في بيان: «إن العاملين في المجال الطبي في الصومال يعملون في ظروف صعبة للغاية لإنقاذ الأرواح. أحث السلطات الحكومية على العمل على حماية الأطباء والعاملين في مجال الصحة».

وقد أثار هذا الحادث مشاعر الصدمة والاستياء لدى الصوماليين، فقد استنكرت نقابة الأطباء الصوماليين هذه الجريمة التي أودت بحياة الأطباء السوريين الثلاثة وزميلهم الصومالي، مؤكدة أن الأطباء السوريين الذين تعرضوا لهذا الاعتداء كانوا يقومون بمهمة إنسانية عظيمة في الصومال. وأضافت النقابة بأن «هذا الاعتداء الشنيع على الأطباء السوريين الذين قدموا إلى الصومال لمساعدة الصوماليين ليس له أي مبرر على الإطلاق، بل وإن الهجوم عليهم يعد بمثابة هجوم على الشعب الصومالي».

وذكر الدكتور عبد الرحمن معلم مدير عام مستشفى «فقي التخصصي» الذي كان الأطباء السوريون يتوجهون إليه عندما تعرضوا للهجوم، بأن الأطباء كانوا ذاهبون إلى عيادة طبية في ممر أفغوي من أجل مساعدة الناس هناك، مشيرا إلى أن أحدا لم يتوقع على الإطلاق أن يصيبهم مكروه، لأنهم أطباء من بلد عربي شقيق جاءوا إلى الصومال لإنقاذ حياة الصوماليين. وكان الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود قد أدان هذا الحادث، مشددا على ضرورة محاسبة الجناة وسرعة تقديمهم للعدالة في أقرب وقت، مقدما تعازيه لشعب سوريا ولأسر وأصدقاء أولئك الذين فقدوا حياتهم في هذا الهجوم. وقال الرئيس حسن في بيان: «أدين هذا الاعتداء الإجرامي بأشد العبارات الممكنة. إن مثل هذا الهجوم على الأبرياء الضيوف ليس له مكان في عقيدتنا وقيمنا وثقافتنا الصومالية». وأضاف: «أدعو الأجهزة الأمنية إلى بذل ما في وسعها للقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة في أقرب وقت ممكن، وذلك للعمل على عدم تكرار مثل هذه الحوادث الإجرامية في المستقبل».

وكان الأطباء السوريون من بين عمال الإغاثة الأجانب الذين يعملون في البلاد لتقديم مساعدة طبية للمشردين والنازحين. وبسبب قلة الكادر الطبي والصحي في الصومال نتيجة هجرة الأطباء المحليين إلى الخارج خلال العقدين الماضيين نتيجة الأوضاع المتردية في البلاد، لجأت المؤسسات والجهات الصحية المحلية إلى جلب واستقدام أطباء أجانب يقومون بتقديم الاستشارات الطبية والعمليات الجراحية للمرضى بدلا من إرسالهم إلى الخارج لتلقي العلاج.

ويوجد في الصومال الكثير من الأطباء العرب، معظمهم من اتحاد الأطباء العرب، الذي أوفد العام الماضي فريقا مكونا من كوادر طبية إلى الصومال للعمل في المستشفيات والمراكز الطبية في البلاد ولتدريب الأطباء الصوماليين، إلا أن هذا الفريق الطبي يواجه عدة عوائق ميدانية في التحرك خارج العاصمة مقديشو، وذلك لوجود تهديد على حياة الطواقم الطبية الأجنبية، وحالات الاختطاف من قبل المجموعات المسلحة التي تطالب بالحصول على فدية.