أوروبا تناقش الاندماج الدفاعي لأول مرة منذ سنوات

العلاقة مع أوكرانيا والوضع في أفريقيا الوسطى يلقيان بظلالهما على القمة الأوروبية

صورة جماعية لقادة دول الاتحاد الأوروبي في اليوم الأول من قمتهم في بروكسل أمس (أ.ب)
TT

بدأ قادة دول الاتحاد الأوروبي أمس في بروكسل أشغال قمتهم التي تستغرق يومين وتركز على الإصلاحات في مجالي الدفاع والاقتصاد، بينما يلقي توتر علاقات الاتحاد الأوروبي مع أوكرانيا والوضع في أفريقيا الوسطى بظلالهما على الاجتماع.

وتطرقت مباحثات القادة في اليوم الأول إلى تعزيز التعاون في قضايا الدفاع في ظل ميزانيات وطنية محدودة وتحديات تواجه صناعة الدفاع الأوروبية وتحول اهتمام الولايات المتحدة إلى منطقة المحيط الهادي. وهذه هي المرة الأولى منذ سنوات التي يركز فيها القادة على القضية وليس على مخاوف التكتل الاقتصادية.

وشدد قادة مشاركون في القمة على أن الطريق لا يزال طويلا أمام الاندماج الدفاعي الأوروبي، مشيرين إلى أن أوروبا لا تملك حتى الآن سياسة دفاعية منسقة. وقال رئيس الوزراء البلجيكي إيليو دي ريبو، إن دول الاتحاد لا تزال بعيدة عن تحقيق الاندماج الدفاعي «لكننا اليوم نقوم بخطوة على هذا الطريق وعلينا إنشاء مؤسسات أوروبية في هذا الصدد وبالتالي يجب إعطاء الدول الأعضاء فرصة من الوقت لاتخاذ الخطوات والقرارات المطلوبة والمتعلقة بهذا الصدد سواء مع الشركاء الاجتماعيين أو البرلمان».

من جانبه قال أندرس راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، الذي شارك في جزء من أعمال القمة بأنه يحمل رسالة للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تطالبهم بالعمل من أجل الاستثمار بشكل أكبر في مجالات الأمن والدفاع وأن عليهم تدعيم تعاونهم الدفاعي في الحلف، إذ «تحتاج أوروبا إلى بناء قدرات دفاعية أكثر فاعلية وقوة، وإلى تدعيم الاستثمار مع حلف الأطلسي في هذا المجال». وعبر عن أمله أن يتخذ قادة ورؤساء حكومات الدول الأعضاء في التكتل قرارات هامة بهذا الشأن في قمتهم الحالية: «لكننا في حلف شمال الأطلسي لن نتدخل في القرار الأوروبي، فالأمر يعود للدول الأعضاء بالدرجة الأولى». وشدد على أن الأمن في دول الاتحاد وحلف الأطلسي يشكل تحديا هاما للمنظمتين الدوليتين، ما يعزز الحاجة إلى مزيد التعاون والتنسيق.

وثمن راسموسن الجهود الفرنسية في أفريقيا، سواء في مالي أو في جمهورية أفريقيا الوسطى، ورأى أن «ما تقوم به فرنسا أمر جيد من أجل محاربة الإرهاب وحفظ حياة الناس». وردا على سؤال حول قيام روسيا بنشر صورايخ باليستية على حدودها الغربية، عبر الأمين العام لحلف الأطلسي عن استغرابه للتصرف الروسي. وأكد أن منظومة الدفاع الصاروخي التي يعمل الأطلسي على إقامتها غير موجهة بأي حال من الأحوال ضد روسيا، وشدد على أن «الأمر دفاعي بحت، ولا يتعين على موسكو التحرك ضد عدو وهمي».ويتوقع تكون قضايا دولية مثل العلاقة مع أوكرانيا على جدول أعمال القمة، خصوصا بعدما قرر الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش الشهر الماضي تأجيل التوقيع على اتفاق شراكة كان سيمثل مرحلة مهمة في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. ويشدد الاتحاد الأوروبي على أن أبوابه ما زالت مفتوحة أمام أوكرانيا لكن هناك خلافا متناميا مع حكومة الرئيس يانوكوفيتش الذي يسعى لتعزيز العلاقات أكثر مع روسيا مع توقيع الجانبين هذا الأسبوع اتفاقيات منها تسهيل ائتمان وخصومات على أسعار الغاز.

ومن بين القضايا الأخرى المدرجة على أجندة القمة، الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى والهجرة في البحر المتوسط. كما سيبحث الزعماء طلبات الدول الساعية للانضمام للاتحاد الأوروبي وسط توقعات بالموافقة على طلب صربيا بالبدء في مفاوضات انضمامها.