الأمم المتحدة تطالب النظام والمعارضة بإدخال المساعدات إلى مخيم اليرموك

أكثر من نصف الفلسطينيين في سوريا غادروها منذ اندلاع الأزمة

TT

طالبت منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أمس قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة بالسماح بدخول المساعدات إلى آلاف السكان المحاصرين في مخيم اليرموك في جنوب دمشق.

ويأتي هذا النداء بعد نحو سنة من اندلاع أعمال العنف في المخيم الأكبر للاجئين الفلسطينيين في سوريا والذي يعاني حصارا تفرضه القوات النظامية، في حين تشهد أحياؤه اشتباكات بين مسلحين موالين لنظام الرئيس بشار الأسد وآخرين معارضين له.

وقال المفوض العام للمنظمة فيليبو غراندي إنه «منذ سنة تشهد اليرموك، الضاحية الواسعة لدمشق التي أقام فيها أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا، أعمال عنف». وحذر من أن «20 ألف فلسطيني ما زالوا محاصرين في المخيم، وعلى الرغم من التقارير عن الصعوبات والمجاعة، فإن هذه المشكلات ما زالت تتفاقم»، مشيرا إلى أن الأونروا «لم تتمكن منذ سبتمبر (أيلول) 2013، من دخول المخيم وتسليم المساعدات الإغاثية». وأضاف أن الظروف الإنسانية «تتدهور بشكل كبير»، وأن المنظمة «باتت غير قادرة على مساعدة أولئك المحتجزين في الداخل»، محذرا من أنه «في حال عدم معالجة الوضع بشكل عاجل، فقد يكون فات الأوان لإنقاذ حياة آلاف الأشخاص، ومن بينهم أطفال».

وأكد أن الأونروا «ما زالت ملتزمة بتوفير المساعدة، إلا أن الوجود المستمر للمجموعات المسلحة التي دخلت في نهاية عام 2012، والحصار الذي تفرضه القوات الحكومية، أفشل كل جهودنا الإنسانية». وقال إنه على النظام السوري ومعارضيه «ضمان السماح بدخول الغذاء والمواد الطبية والمساعدات الإنسانية الأخرى إلى المنطقة». وأضاف «أعتمد بشكل خاص على الحكومة السورية للتجاوب إيجابا مع ندائي والقيام بكل ما في وسعها لتسهيل جهودنا».

ويعاني المخيم من دمار هائل جراء المعارك اليومية وأعمال القصف والغارات الجوية التي طالته منذ عام. وغادر المخيم عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا مقيمين فيه، وكان عددهم يقدر بنحو 170 ألف شخص قبل اندلاع المعارك، إضافة إلى الآلاف من السوريين الذين لجأوا إليه هربا من أعمال العنف في مناطقهم منذ اندلاع الأزمة في البلاد منتصف مارس (آذار) 2011. وأقام نحو 500 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا قبل اندلاع النزاع في البلاد، إلا أن أكثر من نصفهم غادروا منازلهم ونزح عشرات الآلاف إلى خارج سوريا.