مقتل جنديين مصريين في اشتباكات مع إرهابيين في رفح

الإخوان يصعدون في المحافظات.. وتوقيف 85 من مثيري الشغب

أحد عناصر الإخوان يرد عبوة غاز مسيل للدموع باتجاه قوات الأمن خلال إحدى المظاهرات بحي مدينة نصر شرق القاهرة أمس (رويترز)
TT

بينما أعلن المتحدث العسكري باسم الجيش عن مقتل جنديين وإصابة ضابط وسبعة جنود في اشتباكات بين الجيش و«تكفيريين» في سيناء، واصلت جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي استنساخ أنفسهم في مظاهراتهم أمس، في جمعة أطلقوا عليها اسم «دستورنا.. 2012»، رفضا لدستور 2013 الجديد للبلاد، والذي سيجري الاستفتاء عليه يومي الرابع عشر والخامس عشر من يناير (كانون الثاني) المقبل.

وقال المتحدث العسكري، العقيد أحمد محمد علي، إن عناصر من قوات الجيش والشرطة قامت أمس بـ«مداهمة منطقة غرب المهدية برفح، وذلك بعد ورود معلومات تفيد بوجود المدعوين شادي المنيعي وكمال علام، وهما من أخطر قيادات العناصر الإرهابية بشمال سيناء، وجرى الوصول إلى الهدف والاشتباك معه». وأضاف أن الاشتباكات أسفرت بعد تعرض القوات للنيران الكثيفة من كل الاتجاهات عن مقتل جنديين من قوات الجيش وإصابة ثمانية آخرين (ضابط وسبعة جنود)، ومقتل ثلاثة إرهابيين، وجار التعامل مع الأهداف بواسطة طائرات الهليكوبتر المسلحة. وقالت مصادر عسكرية وأمنية إن «المسلحين استقلوا سيارات دفع رباعي وهاجموا القوات بأسلحة ثقيلة بمدينة المهدية جنوب رفح».

وفي سياق متصل، نقلت وكالة الأنباء الألمانية أن «مسلحين تكفيريين قاموا بخطف جثة مجند لقي حتفه في الاشتباكات بين الجيش والمسلحين في قرية المهدية جنوب رفح بشمال سيناء»، حسبما أفاد شهود عيان للوكالة. وأكد مصدر أمني مسؤول للوكالة أن المسلحين خطفوا بالفعل جثة المجند السيد محمد عليوة، وقاموا بربط الجثة بسيارة والدوران بها حول القرية والتمثيل بها.

في غضون ذلك، انطلقت مظاهرات الإخوان أمس في أعداد محدودة في أماكن متفرقة بشارع الهرم بالجيزة، وقامت قوات الأمن بتفريقها ومطاردة عناصرها في الشوارع الجانبية، خاصة في منطقة العمرانية، وذلك بعد إطلاق قنابل الغاز المسيل، فيما اختبأ عدد من عناصر الجماعة بالعقارات الجانبية الموجودة بشارع خاتم المراسلين، وقام الأمن بمداهمتها للقبض عليهم.

وأشعل عناصر من جماعة الإخوان سيارة شرطة في شارع أحمد عرابي بمنطقة المهندسين، كما أطلقوا أعيرة نارية على قوات الأمن. وشهد محيط الشارع حالة من الكر والفر، بين قوات الأمن وعناصر جماعة الإخوان المنطلقة من منطقة إمبابة، وذلك بعد إطلاق قوات الأمن قنابل الغاز المسيلة للدموع بكثافة، وتمكنت قوات الأمن من تفريق مسيرة الإخوان والسيطرة على الموقف بعد وصول تعزيزات أمنية مكثفة من قبل قوات الأمن في شارع أحمد عرابي.

وشهدت أحياء مدينة نصر والزيتون (شرق) والمعادي (جنوب القاهرة) اشتباكات محدودة بين قوات الأمن وعناصر الإخوان. وترددت أنباء عن مقتل متظاهر بمنطقة الألف مسكن شرق القاهرة.

وفي محافظة السويس، قامت مسيرة لمؤيدي الرئيس المعزول بإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف على قوات الأمن بشارع أحمد عرابي بالسويس، مرددين الهتافات المؤيدة للرئيس المعزول والمناهضة للشرطة والجيش. وأعلنت مديرية الصحة بالسويس أنها استقبلت شابا مصابا في حالة حرجة منذ قليل، يدعى باسم محسن عبد النبي (22 سنة)، مصابا بطلق ناري في الوجه قادم من منطقة «الصباح». وقال مسؤولو المستشفى العام إن المصاب ما زال على قيد الحياة لكن حالته الصحية حرجة.

وتكررت الاشتباكات نفسها في محافظات الفيوم والمنيا وأسيوط بصعيد مصر، وفي مدينة المحلة بالغربية، وكذلك في محيط مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، حيث نظم المئات من الشباب والأهالي مسيرات تأييد للجيش والشرطة. ورفع المشاركون في المسيرات التي انطلقت عقب أداء صلاة الجمعة أعلام مصر ولافتات تأييد لخارطة الطريق وقانون التظاهر وثورة 30 يونيو (حزيران)، ومشروع الدستور الجديد، وصور الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري. كما نددوا بذبح سائق التاكسي بالمنصورة على يد أنصار الإخوان. وطالب المشاركون بضرورة مواجهة الإرهاب بكل حزم والمظاهرات العبثية التي تحاول الجماعة المحظورة القيام بها، والقصاص لدماء الشهداء من الشرطة والشعب.

وشملت مظاهرات الإخوان بمحافظة الإسكندرية مناطق سيدي بشر والعصافرة وأبو سليمان (شرق الإسكندرية)، والدخيلة وبرج العرب غرب المحافظة، ووقعت اشتباكات محدودة مع بعض الأهالي المناهضين لجماعة الإخوان.

وتسببت قنبلة هيكلية في حاله من الذعر بين أهالي منطقة سيدي بشر، بعد بلاغ بالعثور على جسم غريب. وقال اللواء ناصر العبد، مدير مباحث الإسكندرية، إن الأهالي قاموا بالإبلاغ عن عثورهم على جسم غريب، بمنطقة سيدي بشر، وعلى الفور توجه خبراء المفرقعات، وجرى فحصه، وتبين أنه قنبلة هيكلية فيها كمية من البارود، جرى التحفظ عليها، موضحا أن مكان العثور على القنبلة كان بالقرب من مظاهرات مؤيدي الرئيس المعزول، بشارع جمال عبد الناصر شرق الإسكندرية.

وأكد مصدر أمني مسؤول بوزارة الداخلية، أن الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض على 85 من مثيري الشغب في مظاهرات الإخوان في القاهرة والمحافظات. وقال بيان رسمي أمس صادر عن وزارة الداخلية إن الأحداث أسفرت عن إصابة خمسة ضباط وثلاثة مجندين بطلقات خرطوش بالوجه وأماكن متفرقة بالجسم، ويجري اتخاذ كل الإجراءات القانونية تجاه المتهمين وإخطار النيابة لتولي التحقيق.

وأوضح بيان الداخلية أنه جرى ضبط 25 من مثيري الشغب بالقاهرة عقب تجمع عناصر الإخوان بمنطقتي مدينة نصر وجسر السويس، حيث أعاقوا حركة المرور واشتبكوا مع الأهالي وقاموا بالتعدي على قوات الشرطة بإلقاء زجاجات المولوتوف عليها. وقام المتجمعون بجسر السويس بإطلاق أعيرة خرطوش تجاه الشرطة، مما أسفر عن إصابة ضابطين ومجند بالوجه وأماكن متفرقة بالجسم، وجرى تفريق المتظاهرين.

كما جرى ضبط 18 من مثيري الشغب بالجيزة عقب تجمع الإخوان بمناطق محور المنيب، وأحمد عرابي بالمهندسين، والهرم، وقاموا بإعاقة حركة المرور والاعتداء على الأهالي والقوات وحرق سيارة شرطة تابعة لإدارة تأمين الطرق والمنافذ أعلى محور المنيب جرى تفريقهم.

كما شهدت محافظات الإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد ودمياط والفيوم ومطروح بعض التجمعات المحدودة من المنتمين للإخوان، وقاموا بقطع الطرق وتعطيل الحركة المرورية، واشتبك بعضهم مع الأهالي، حيث تدخلت القوات وتمكنت من السيطرة على الموقف وتفريقهم وضبط 42 من المحرضين ومثيري الشغب من بينهم طالب ضُبط بحوزته عدد من زجاجات المولوتوف المعدة لإلقائها على قوات الشرطة بمدينة مطروح.