رفسنجاني يشيد بقدرة حكومة روحاني على إصلاح ما أفسده نجاد

قال إن الرئيس الإيراني الجديد منح الشعب «الأمل والتطلع إلى المستقبل»

TT

انتقد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران أكبر هاشمي رفسنجاني بشدة سياسات الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، وقال: «فيما اعتمدت (حكومة أحمدي نجاد) سياسات استفزازية من خلال تقديم تصرحات غر مدروسة في الأعوام الماضية، تمكنت حكومة روحاني من تعديل الظروف السابقة، ما أدى إلى إقبال دول العالم على استئناف العلاقات مع إيران».

وأشار رفسنجاني خلال لقائه مع طلبة وأساتذة جامعات في إقليم كرمان (جنوب شرق) إلى أن «عنصر التدبير في القرارات السياسية والاقتصادية يلعب دورا أساسيا في تحمل المسؤولية من قبل المسؤولين الإيرانيين»، وزاد قائلا: «لو قمنا بتوظيف كافة إمكانيات البلاد، لكان العالم وجد نفسه مسؤولا لصيانة أمن إيران».

وقارن المسؤول الإيراني الظروف القائمة في إيران، ونظرة العالم إلى النظام مع الظروف التي سادت خلال العامين الماضيين، وأضاف: «إن الذين أصروا على فرض العقوبات، وممارسة التهديدات على إيران، نجدهم الآن وهم يناشدون إيران بإبرام الاتفاقيات، والمصالحة».

وقدم عضو مجلس خبراء القيادة في إيران تحليلا للأحداث التاريخية التي شهدتها إيران خلال العقد الأخير، وقال: «قام عدد من كبار علماء الدين بدعم تيار مشبوه ومجهول، إذ وصل الأمر بهم إلى تقديسه، غير أن السياسات السلبية التي اعتمدها هذا التيار كانت على حساب المؤسسة الدينية».

وعد رفسنجاني تعديل نظرة القوى الغربية بشأن إيران بأنه «ناتج عن يقظة الشعب الإيراني الذي قد رجح سياسة الاعتدال في الانتخابات الرئاسية الماضية، إلى جانب تدبير المرشد الأعلى للثورة الإيرانية».

وقال: «كانت التقديرات تشير إلى أن ينال (أحمدي نجاد) نسبة تصويت عالية في المناطق الريفية بسبب منحها المعونات والمساعدات المالية، غير أنها أعطت صوتها لمرشح لم يتولى أي منصب في الحكومة السابقة (أحمدي نجاد)».

وعد رفسنجاني «دفعت عوامل عدة مثل الخلف في الوعد، وتقديم إحصائيات مزورة، وارتفاع معدل البطالة والتضخم، وغلاء المعيشة، دفعت المجتمع الإيراني إلى الإقبال على المرشح المعتدل. وأثبتت الجماهير بأنها تتحلى باليقظة من خلال تصويتها لروحاني خلال الانتخابات الرئاسية».

وأضاف: «إن انتشار وثائق الفساد الإداري في حكومة أحمدي نجاد، وإقرار أحد المسؤولين بدفع هدايا كرشى لبعض المسؤولين أمر يدعو للأسف، ويتعارض مع مكانة النظام الإسلامي». وزاد قائلا: «أشكر رب العالمين أن الشعب الإيراني لم يحمل الدين، والمذهب، والنظام بأكمله مسؤولية هذه الأخطاء الفردية». وقال: إن وصول روحاني إلى سدة الرئاسة «منح الشعب دفعة أمل، والتطلع إلى المستقبل».

وأوضح «تتسم سياسات الحكومة (روحاني) الهادفة إلى حلحلة القضايا الشائكة بنحو تدريجي بالتعقل، وبالتدبير، والأمل». وزاد: «يعد النهج الدبلوماسي الذي اعتمدته حكومة روحاني من أهم الإنجازات في السياسة الخارجية، حيث تمكنت الحكومة من إقناع العالم وبلغة دبلوماسية بحق إيران في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، وأنها لا تسعى لحيازة قنبلة ذرية».

وأشار رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران إلى مسار المفاوضات النووية بين إيران والقوى الدولية في جنيف وزاد قائلا: «لقد لعب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية دورا مهما في المفاوضات، إذ وصف المفاوضين النوويين الإيرانيين بأبناء هذه الأمة، وقد أنهى بهذه التصريحات الانتقادات التي عملت إلى إثارة التطرف، وتوتير الأجواء قبل البدء في المفاوضات النووية بين إيران والدول الكبرى».

وأشاد رفسنجاني بفريق المفاوضين الإيرانيين في محادثات جنيف، وقال: «لقد دافع وزير الخارجية ظريف كدبلوماسي محترف من حقوق إيران المطلقة، ما أثار استياء إسرائيل».

وحول العقوبات الأميركية الجديدة ضد إيران، قال رفسنجاني «لقد أثارت العقوبات الأميركية ضد إيران الاحتجاج الصيني والروسي».

وعد المسؤول الإيراني أن «الاتفاق بين إيران والغرب بشأن برنامجها النووي أثار استياء المتشددين في الولايات المتحدة، والدول الغربية، وإسرائيل»، وزاد قائلا: «لقد عارضت جهات متشددة في إيران الاتفاق النووي، ولكن الحقيقة أن غالبية دول العالم تطمح لإجراء مفاوضات تتسم بالمساواة بين الطرفين».

وقال: «لقد التقى وزير الخارجية الإيراني ونظيره الأميركي مؤخرا، إذ شجع الأخير إيران باستمرار المفاوضات النووية».

وتابع رفسنجاني «أعرب الأميركيون عن رغبتهم بالتعامل مع إيران التي تحظى بمكانة جيدة».

وأكد على قدرة حكومة روحاني على «حل القضية النووية»، معربا عن أمله «بتحسن الوضع الاقتصادي، وانخفاض معدل البطالة، واستئناف المشاريع العمرانية».

وأضاف رفسنجاني أن «إيران عليها احترام ومراعاة أسس المبادلات التجارية العالمية في تعاملها الدبلوماسي مع العالم، لتتمكن من توظيف إمكانيتها البرية، والجوية، والبحرية بشكل مناسب».