وزراء أفارقة ينهون اجتماعات مكثفة مع كير.. وتفاؤل بقرب انتهاء الأزمة

قوات أوغندية تصل جوبا وتضارب حول مهمتها

TT

أنهى وزراء خارجية دول الاتحاد الأفريقي والإيقاد اجتماعات مكثفة أمس مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، عقب وصولهم في محاولة لإنهاء الصراع الدموي بين كير ونائبه السابق رياك مشار الذي دعا لإسقاطه. ويتوقع أن تجرى محادثات مع مشار، في وقت أرسلت فيه أوغندا قوات إلى جوبا، يعتقد أنها ستقف إلى جانب الطرف الحكومي، لكن مسؤولا حكوميا نفى أن تكون القوات الأوغندية لحماية الحكومة أو عاصمة البلاد.

وقال وزير الخارجية الإثيوبي تيدروس أدهانوم، الذي يرأس هيئة التنمية الحكومية (إيقاد)، للصحافيين أمس في جوبا، إن محادثات أجريت بين سلفا كير ووزراء أفارقة يحاولون التوسط في اتفاق سلام، بعد اشتباكات تفجرت منذ ستة أيام بين فصائل عسكرية متناحرة تتطور بشكل متنام. وأضاف «عقدنا اجتماعا مثمرا للغاية مع الرئيس كير وسنواصل المشاورات».

من جهته، قال مصدر مطلع في جوبا، فضل عدم تعريفه، لـ«الشرق الأوسط»، إن وزراء خارجية جيبوتي وأوغندا وكينيا وإثيوبيا والصومال والسودان دخلوا في اجتماعات مكثفة على مرتين مع كير. وأضاف أن الوزراء سيقدمون مقترحا من عدة بنود تمثل «خارطة طريق» لطرفي الصراع في جوبا. وقال المصدر إن البنود ستبدأ من عملية وقف إطلاق نار فوري للقوات المتحاربة، وإعادتها إلى معسكرات منفصلة، ونشر قوات للفصل بينها. إلى جانب إخلاء المدن التي احتلتها القوات الموالية لمشار وإطلاق سراح المعتقلين منذ بدء الأحداث وحصر القتلى وإجراء تحقيق وتحديد المسؤولين، فضلا عن بدء حوار بين كير ومشار. لكن المصدر تابع أنه «ليس من المعروف إذا كان الحوار سيجري في جوبا أم عاصمة مجاورة»، مبديا تفاؤله من انتهاء الأزمة في اقرب وقت.

وقال المصدر إن الوزراء الأفارقة سيتوجهون إلى لقاء مشار في المكان الذي هو فيه، من دون أن يحدد مكانه. وأضاف أن الوزراء أنهوا محادثاتهم مع كير «بعد تأكيدات منه بالجنوح إلى التفاوض دون شروط مع خصمه لتجنيب البلاد إراقة الدماء».

من جهة أخرى، قال رئيس الاستخبارات الأسبق في الجيش الشعبي إدوارد لينو، لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات أوغندية أرسلها الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني وصلت إلى جوبا لحماية الرعايا الأوغنديين، وأعدادهم بالآلاف في جنوب السودان، نافيا أن يكون الهدف من وصولهم هو «حماية جوبا كما يشاع»، مشيرا إلى أن كمبالا تتخوف من وجود عناصر أوغندية متمردة بين المواطنين الأوغنديين قد يسببون مشكلات في ظل الأوضاع السائدة.

وحذر لينو من حشود للقوات السودانية في الحدود المتاخمة لبلاده في ولاية الوحدة الغنية بالنفط، والتي شهدت ذات التوترات الأمنية. وقال إن «تصريحات المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد بأن بلاده قلقة من تدفق النفط بسبب الأحداث تنم عن أطماع تسعى لإحداثها الخرطوم للدخول إلى مناطق النفط.. ولكن لن تستطيع»، متهما الخرطوم بأنها في الخفاء كانت وراء الأحداث التي تشهدها بلاده. وقال إن «محاولة البشير لخلط الأوراق، خاصة في ملفي أبيي والنفط، لن تجدي.. وهو يحاول إيجاد ذريعة للتدخل في تلك المناطق».

وأوضح لينو أن السودان كان يعمل على تصعيد العمليات في مناطق غرب النوير التي توجد بها حقول النفط، وتابع أن «القوات السودانية والميليشيات التابعة لها موجودة بالقرب من مناطق النفط، لأن الخرطوم تريد أن تنقض عليها»، معتبرا أن مشاركة وزير الخارجية السوداني علي كرتي ضمن وزراء الاتحاد الأفريقي لا يمكن قبولها، مشيرا إلى أن «كير يشعر بالحرج، لأنه أبعد القيادات التاريخية للحزب الحاكم وجاء بمجموعات انتهازية ولاؤها للخرطوم».

غير أن القيادي في حزب الحركة الشعبية الحاكم الدكتور بيتر أدوك قال لـ«الشرق الأوسط» إن دخول القوات الأوغندية في بلاده يعد «تدخلا في شؤونها، ولا يمكن لشعب جنوب السودان قبول ذلك». وأضاف أن هناك أطرافا في حكومة كير هي التي دعت موسيفيني لإدخال قواته لحماية الحكومة. وأوضح أدوك أن القتال بين الأطراف الجنوبية يمكن أن يجري إيقافه دون الاستعانة بقوات إقليمية، لا سيما أن هناك قوات دولية تحت رعاية الأمم المتحدة موجودة. وأضاف «لا أعرف سببا آخر لدخول قوات أوغندية سوى أنها لحماية الحكومة.. وهذا تدخل في شأننا».