لا اتفاق في جنيف حول مشاركة إيران.. وهولاند يرى أن المؤتمر لن ينجح إذا بقي الأسد

لافروف: الغرب بدأ يدرك أن بقاء الرئيس السوري ليس أخطر من سيطرة الإرهابيين

الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص لسوريا قبل بدء الاجتماع التحضيري لمؤتمر «جنيف 2» الدولي في قصر الأمم في جنيف بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة وروسيا وظهر إلى يمينه جيفري فيلتمان نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية (رويترز)
TT

فشل الاجتماع التحضيري الذي عقد أمس في جنيف تمهيدا لانعقاد مؤتمر الحوار السوري المقرر في 22 يناير (كانون الثاني) المقبل في سويسرا في التوصل إلى اتفاق حول مشاركة إيران في هذا الحوار، فيما كان لافتا كلام للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند رأى فيه أن المؤتمر «لن يكون ناجحا إذا أكد بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة».

ورأى الرئيس الفرنسي إثر قمة أوروبية بحثت بشكل سريع الملف السوري أن مؤتمر السلام «جنيف 2» لا يمكن «أن يكون هدفا لذاته». وأضاف «إذا كان (جنيف 2) سيشكل تكريسا لبشار الأسد أو يؤدي إلى انتقال سياسي من بشار الأسد إلى بشار الأسد، سنكون إزاء فرص قليلة لاعتبار أن هذا الموعد يشكل الحل السياسي للقضية السورية».

واجتمع مسؤولون بارزون من الولايات المتحدة وروسيا مع المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في محاولة للتغلب على آخر عقبة قبل انعقاد محادثات السلام السورية المزمعة في يناير في سويسرا. ووصل إلى جنيف كذلك مبعوثون من بريطانيا والصين وفرنسا التي تملك حق النقض (فيتو) بالأمم المتحدة، وجيران سوريا العراق والأردن ولبنان وتركيا، حيث انضموا إلى المحادثات في وقت لاحق.

وافتتح موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس في مقر الأمم في جنيف الاجتماع التحضيري لمؤتمر «جنيف 2» حول سوريا، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة وروسيا. ويهدف الاجتماع إلى وضع اللمسات الأخيرة على قائمة الوفود المدعوة إلى المؤتمر، حيث يمثل هذا الموضوع مشكلة لرعاة المؤتمر.

ورأى الإبراهيمي أن «ما يحدث في سوريا محزن جدا»، آملا أن «يتوقف استخدام الأسلحة الفتاكة، أي البراميل الحارقة». وفي كلمة له على هامش المباحثات الجارية استعدادا لعقد مؤتمر «جنيف 2»، عبر الإبراهيمي عن «خيبة أمل وإحباط جراء ما يجري في سوريا من قتل وعنف». وأوضح «التقينا بممثلين عن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية وقالوا لنا إنهم على اتصال مع أشخاص من الداخل والخارج لتشكيل وفدهم إلى (جنيف 2)»، مؤكدا أن «وفد الحكومة السورية لـ(جنيف 2) تشكل، لكننا لم نحصل بعد على قائمة الأسماء».

وشدد على أن «مؤتمر (جنيف 2) سيعقد في وقته المحدد، أي في 22 من الشهر المقبل»، لافتا إلى «اننا نحتاج إلى وفد ذي صدقية يعبر عن كل أطياف المعارضة السورية». وعن مشاركة إيران في المؤتمر، أكد الإبراهيمي «اننا نرحب بمشاركة إيران، لكن شركاءنا، أي الولايات المتحدة، ما زالوا غير مقتنعين بأن مشاركة إيران هي قرار صائب». من جهة أخرى، شدد الإبراهيمي على أن «خطف راهبات معلولا والمدنيين والقساوسة في مناطق كثيرة من سوريا أمر يقلقنا جدا».

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الغرب «بدأ يدرك أن بقاء بشار الأسد على رأس السلطة ليس بالأمر الخطر مثلما لو سيطر عليها الإرهابيون». وأضاف في مقابلة أجرتها وكالة «ريا - نوفوستي»: «الآن ليس فقط في النقاشات الخاصة، وإنما حتى في التصريحات العلنية لبعض شركائنا الغربيين، تبرز فكرة أنه في حال وصول الجهاديين والإرهابيين، الذين ينمو تأثيرهم بصورة مطردة في سوريا، إلى سدة الحكم فسيطبقون الشريعة وسيذبحون الأقلية ويحرقون الناس فقط لأنهم أصحاب عقائد أخرى». وقال لافروف «في هذه الحالة فإن بقاء الرئيس الأسد في منصبه يعتبر أقل خطورة على سوريا من تسلمها من قبل الإرهابيين». وأكد لافروف أن الرئيس السوري لم يتوجه لروسيا بطلب ضمانات أمنية في حال رحيله من منصب الرئاسة. وقال لافروف «لم يأت مثل هذه الطلب من أحد من دمشق».

وشدد لافروف على أن جميع المنظمين والمشاركين في أعمال المؤتمر الدولي «جنيف 2» متفقون على أهمية حضور إيران المؤتمر. وقال الوزير لافروف «كل الدلائل تشير إلى التأثير الذي يمكن أن تلعبه إيران في عملية الوصول إلى حل سياسي في ما يتعلق بسوريا، وفي اللقاءات الخاصة وفي التصريحات العامة أصبح البعض يطرح فكرة مفادها أنه لا يجوز فقدان مثل هكذا مشارك مهم كإيران». وأضاف لافروف «من يقف ضد مشاركة طهران في المؤتمر يفعل هذا ليس من منطلق الحرص على القضية، وإنما من منطلق آيديولوجي».

وأعلن رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي الذي يحضر قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل أن إسبانيا ستدعو ممثلين من المعارضة السورية إلى اجتماع يعقد يومي التاسع والعاشر من يناير المقبل في مدينة قرطبة بجنوب البلاد. وقال راخوي إن الهدف من الاجتماع «تسهيل الحوار» قبل مؤتمر السلام الذي سيعقد في سويسرا من دون أن يكشف أي تفاصيل بشأن هوية الشخصيات التي ستحضر الاجتماع في قرطبة.

وتضم لائحة المشاركين كما قدمها الإبراهيمي أمس كلا من: «الأمين العام للأمم المتحدة، والأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا)، والأمين العام لجامعة الدول العربية، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والجزائر، والبرازيل، وكندا، والدنمارك، ومصر، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، والعراق، وإيطاليا، واليابان، والأردن، والكويت، ولبنان، والمغرب، والنرويج، وعمان، وقطر، والسعودية، وجنوب أفريقيا، وإسبانيا، والسويد، وسويسرا، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة».