الائتلاف السوري يشكك في فرص انعقاد «جنيف 2»

جاموس: الدول الراعية تريد ترك الأمور ضبابية

TT

قلل «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» من فرص انعقاد المؤتمر الدولي لحل النزاعات في سوريا، بعد اللقاءات التي عقدها، ليل أول من أمس، خلال الاجتماع التحضيري لمؤتمر «جنيف2» في قصر الأمم في مدينة جنيف السويسرية.

وقال عضو وفد الائتلاف المعارض، عبد الأحد إصطيفوا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بأن «الأجواء الدولية لا تشير أبدا إلى إمكانية عقد المؤتمر لا سيما أن مسألة بقاء الأسد أو رحيله لم تحسم بعد».

وافتتح موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس، الاجتماع الذي يهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على قائمة الوفود المدعوة إلى المؤتمر. إضافة إلى بحث مسألة مشاركة إيران والمملكة العربية السعودية في المؤتمر وهي مسألة لا تزال قيد النقاش. كما سيتم بحث مسألة الوفود التي تمثل المعارضة حيث يصر الأكراد السوريون على الحضور بوفد خاص منفصل.

ونقلت تقارير إعلامية عن عضو بالائتلاف السوري دون أن تعلن هويته قوله إن الاستعدادات لتحديد الأسماء المشاركة في لقاء «جنيف2» باتت في مراحلها الأخيرة، معبرا عن أمله أن لا تعرقل القوى الموجودة على الأرض عمل المشاركين في اللقاء، في حال حصل الائتلاف على الضمانات الضرورية لتحقيق مطالب المعارضة السورية.

وكان وفد من الائتلاف الوطني السوري المعارض يضم إلى جانب أمين عام الائتلاف، بدر جاموس، كلا من المعارضين، عبد الأحد إصطيفوا ومنذر ماخوس ونذير الحكيم وصل إلى جنيف. من دون أن يشارك في الاجتماع التحضيري في قصر الأمم، لتقتصر نشاطاته على إجراء لقاءات ثنائية مع الوفود الحاضرة. إذ التقى الوفد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بغدانوف من دون أن يلمس أي تغيير في الموقف الروسي، بحسب ما أشار عبد الأحد إصطيفوا في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، موضحا «أن الروس لا يزالون يصرون على الذهاب إلى المؤتمر التفاوضي من دون أي شروط، هذا ما يتعارض مع توجه المعارضة التي تريد ضمانات حول تنحي الأسد (الرئيس السوري)».

ويشكل شرط تنحي الرئيس السوري بشار الأسد نقطة خلافية، ففيما تشترط المعارضة ضرورة تنحيه تمهيدا لتأسيس حكومة انتقالية، يصر النظام على عدم الذهاب إلى أي مؤتمر يسلم بموجبه السلطة.

وأشار إصطيفوا أن «الاجتماع الثاني كان مع الأخضر الإبراهيمي الموفد الأممي والعربي إلى سوريا لوضعه بصورة الوضع المتأزم نتيجة القصف النظامي بالبراميل على حلب وسواها».

بدوره، أوضح أمين عام الائتلاف بدر جاموس «أن الدول الراعية تريد ترك الأمور ضبابية، وتوعز للسوريين أن يتفقوا»، مشددا على ضرورة أن تكون «المفاوضات على أرضية صلبة، وهي تطبيق بنود جنيف1. وبعد تأكيد التزام جميع الأطراف بتنفيذها». وأشار جاموس إلى «عدم وجود جدية من الدول الفاعلة في الضغط على النظام السوري الذي يستمر في القتل والعنف والتدمير ويكثف من رمي المدنيين بالبراميل المتفجرة لإفشال جنيف»، لافتا إلى أن «هيئة الحكم الانتقالية هي التي ستحكم سوريا، ولا دور لأحد بعد تشكيلها، لا رئيس ولا رئيس وزراء ولا برلمان».

ولفت جاموس إلى أن وفد الائتلاف، الذي يرأسه، قال خلال اجتماعه مع الروس «إنكم تتحملون المسؤولية مع النظام بقتلنا بالطائرات والصواريخ الروسية، ومن الغريب أنكم ما زلتم تدعمونه، وخاصة بعد القرار الأخير في الجمعية العمومية للأمم المتحدة الذي صوّتم ضده أيضا، والذي يدين انتهاك النظام لحقوق الإنسان».

إلى ذلك قال عضو الائتلاف والمجلس الوطني محمد سرميني لـ«الشرق الأوسط» إن قرار المشاركة لم يتخذ بعد، «لكن المشهد العام في الائتلاف أن معظم التيارات، بينها الجيش الحر، باستثناء الجبهة الإسلامية، توافق على المشاركة ضمن ضوابط وثوابت الثورة السورية»، موضحا أن تلك الضوابط هي «رحيل الأسد وتشكيل هيئة انتقالية بكامل الصلاحيات نتوافق عليها ضمن المعارضة»، مشيرا إلى أنه «إذا لم يخرج جنيف بهذه المعطيات، سيكون موقف الائتلاف معارضا للمشاركة».

وتبقى عقبة المجلس الوطني السوري الذي لم يتخذ قرارا بعد بالمشاركة، وسيبحثه في اجتماعه مطلع العام المقبل. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن بعض مكونات المجلس مثل «الحراك الثوري»، والتيار الوطني السوري، ستشارك، فيما تعارض المشاركة أطراف أخرى مثل «إعلان دمشق». أما الإخوان المسلمون فلم يتخذوا قرارا بعد.

وفي هذا الإطار، تُعقد في أربيل، منذ الثلاثاء الماضي، اجتماعات المجلس الوطني الكردي السوري المعارض، المدعوم من قبل إقليم كردستان العراق، ومجلس شعب غرب كردستان، الذي يُعد الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، المعروف عنه علاقته مع النظام السوري، للوصول إلى رؤيا موحدة ومشتركة بخصوص مشاركة الأكراد في المؤتمر. وقد أعلن رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا في أربيل اليوم أن أكراد سوريا سيشاركون في «جنيف 2» ضمن وفدين؛ الأول مع المعارضة، والثاني مع النظام. وقال الجربا على هامش زيارة لمخيم كوروكوسك للاجئين السوريين في محافظة أربيل: «الأكراد سيشاركون في مؤتمر جنيف بوفدين؛ وفد من ضمن الائتلاف، ووفد النظام»، مشددا على أن «الأمر منتهٍ».