استنكار شعبي في سيناء بعد سحل متشددين لجثة جندي مصري قرب العريش

مصادر أمنية: مقتل خمسة بينهم اثنان من الجيش وثلاثة «تكفيريين»

TT

قالت مصادر أمنية وشهود عيان في شبه جزيرة سيناء بمصر، أمس، إن انفجارا كبيرا هز مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء، وسط تصعيد من جانب القوات الأمنية لملاحقة «المتشددين الإسلاميين»، خاصة بعد أن قام عدد من العناصر «المتطرفة» بسحل جندي بعد قتله في قرية المهدية شرق العريش، مما تسبب في إثارة استياء واسع في سيناء من الواقعة غير المسبوقة هناك. وأضافت المصادر أن الانفجار الذي وقع في وقت متأخر، مساء أول من أمس، نتج عن محاولة فاشلة من قبل متشددين لتفجير مدرعة عسكرية تابعة للجيش بعبوة ناسفة، مشيرة إلى أن التحقيقات الأولية تفيد بتورط «عناصر من المتطرفين» وراء المحاولة، التي لم يتضح بعد ما إذا كانت قد أدت إلى وقوع قتلى أو مصابين. وأضافت المصادر أن «العناصر التكفيرية قامت أيضا بزرع عبوات ناسفة على الطرق المؤدية إلى معاقل التكفيريين بمناطق جنوب رفح منذ ليلة أول من أمس».

وجاء ذلك بالتزامن مع نجاح طائرات الأباتشي العسكرية في تحرير جثة جندي قتله متشددون قرب قرية المهدية شرق عاصمة شمال سيناء، وإلى الجنوب من مدينة رفح القريبة من الحدود مع قطاع غزة. وأوضحت المصادر أن الطائرات تمكنت من استعادة جثمان الجندي بعد أن خطفه مسلحون وربطوه في سيارة مكشوفة وتجولوا بها حول قرية المهدية.

ووفقا للمصادر، حلق سرب من طائرات الأباتشي فوق قرية المهدية، مما أدى لفرار المسلحين، ونجح الجيش في استعادة جثمان الجندي، ويُدعى محمد عليوة، ونقلها إلى المستشفى العسكري بالعريش. كما جرى نقل جثامين الضحايا الآخرين والمصابين بطائرات الجيش إلى المستشفيات العسكرية بالقاهرة.

وكانت جماعة أنصار بيت المقدس أشارت، في بيان لها قبل يومين، إلى أنها تعتزم استهداف قادة الجيش. ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش والمسلحين منذ يوم أول من أمس الجمعة، في شرق العريش، أسفرت، وفقا للمصادر الأمنية، عن مقتل اثنين من الجنود وإصابة ثمانية آخرين، بينهم ضابط برتبة مقدم وسبعة مجندين وسيدة مدنية، بينما جرى أيضا في وقت لاحق «القضاء على ثلاثة تكفيريين».

وكان المتحدث باسم الجيش المصري، العقيد أحمد محمد علي، أكد في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن عناصر من الجيش والشرطة قامت بمداهمة منطقة غرب المهدية برفح، وذلك بعد ورود معلومات تفيد بوجود اثنين من الإرهابيين بها، مما أسفر عن مقتل ضابط وجندي، بالإضافة إلى ثلاثة «إرهابيين»، بينهم اثنان يدعيان شادي المنيعي وكمال علام (وهما من أخطر قيادات العناصر الإرهابية بشمال سيناء).

وقال المتحدث باسم الجيش إن قوات الجيش والشرطة قامت يوم الجمعة بمداهمة منطقة غرب المهدية، وذلك بعد ورود معلومات تفيد بوجود المدعوين المنيعي وعلام، وإنه «جرى الوصول إلى الهدف والاشتباك معه». وأضاف: «أسفرت الاشتباكات بعد تعرض القوات للنيران الكثيفة من كافة الاتجاهات عن استشهاد جنديين من قوات الجيش وإصابة ثمانية آخرين هم ضابط وسبعة جنود، ومقتل ثلاثة إرهابيين».

وأوضحت المصادر، فيما يتعلق بما قالت إنه قيام «التكفيريين» بزرع عبوات ناسفة على طرق شرق العريش، أن هذه العبوات جرى زرعها على طرق تؤدي إلى مناطق يوجد فيها أولئك «التكفيريون»، خاصة في المنطقة الواقعة بين الشيخ زويد ورفح، مشيرة إلى أن «هذه العناصر الخطرة تخشى وصول السلطات الأمنية إلى أوكارهم والقبض عليهم».

وعلى صعيد متصل، رصدت تقارير محلية وجود حالة من الاستياء بين أهالي سيناء عقب حادثة سحل جثمان الجندي، الذي قتله المتشددون قرب قرية المهدية، يوم أول من أمس. ووفقا للمصادر، طاف المتشددون بجثمان الجندي القتيل في عدة مناطق سكنية جنوب رفح، قبل أن تتمكن قوات الأمن من تحرير الجثمان.

وصرح العقيد حاتم عبد الفتاح الخبير العسكري، بأن الاشتباكات التي وقعت بين قوات الجيش والشرطة مع «الإرهابيين» وأفراد تنظيم جماعة أنصار بيت المقدس في سيناء تعكس الحالة البائسة التي وصل إليها «هؤلاء الإرهابيون».