إطلاق أكبر حملة قومية لتطعيم الأطفال والأمهات في الصومال

«حركة الشباب» تعد لقاح شلل الأطفال أجندة غربية

TT

أطلقت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بالتعاون مع وزارة الصحة الصومالية، أمس (الأحد)، حملة واسعة تحت شعار «أيام صحة الطفل والأم». وتهدف هذه الحملة إلى «الوصول إلى جميع المجتمعات المحلية في الصومال لتقديم مجموعة من الخدمات الأساسية المنقذة لحياة الأطفال والنساء». كما تهدف حملة «أيام صحة الطفل والأم» إلى «زيادة معدلات التلقيح وتعزيز صحة الطفل والأم، وكذلك نشر الوعي بأهمية التلقيح والخدمات الصحية للأطفال والنساء، وتشجيع المجتمعات المحلية على القيام بدور حيوي للحفاظ على حق الطفل في الرعاية الصحية الجيدة».

ويشارك في تنفيذ هذه الحملة الضخمة، التي انطلقت أمس وتستمر حتى السادس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، العشرات من المنظمات المحلية الشريكة، والآلاف من العاملين الصحيين المدربين. ومن المتوقع أن يتم تطعيم قرابة مليون طفل صومالي دون الخامسة من العمر ضد شلل الأطفال والحصبة والدفتيريا والسعال الديكي والكزاز خلال هذه الحملة، وبالإضافة إلى هذا التطعيم يتلقى الأطفال مكملات فيتامينية وأقراص التخلص من الديدان. ومن المتوقع أيضا أن يتم تطعيم أكثر من نصف مليون من الأمهات في سن الإنجاب (15 – 49 عاما) ضد كزاز حديثي الولادة. وقال مسؤولون في وزارة الصحة إن هذه الحملة مفيدة للغاية في بلد توجد فيه أدنى معدلات التلقيح الروتينية في العالم، حيث لا يتمكن ملايين الأطفال والنساء من الوصول إلى المرافق الصحية والخدمات الجيدة.

وأعرب المسؤولون عن أملهم من أن تقلل هذه الحملة وفيات الأمهات وأن تحسن فرص بقاء الأطفال على قيد الحياة. وخلال الشهور الستة الماضية، تم رصد ما لا يقل عن 107 حالات مرض شلل الأطفال في الصومال، وهو أسوأ تفشٍ لهذا المرض في البلاد منذ سنوات. وعلى الرغم من أن هذه الحملة تشمل للمرة الأولى مناطق واسعة من البلاد، حيث بإمكان فرق العمل الصحية الوصول إلى المناطق التي طردت منها حركة الشباب المتشددة بوسط وجنوب الصومال، فإنه يصعب الوصول إلى المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة الحركة. وتحظر حركة الشباب تنفيذ مثل هذه الحملات لتطعيم الأطفال في المناطق التي تقع تحت سيطرتها، وتمنع الفرق الطبية من الوصول إليها. وتقول الحركة إن هذا التطعيم هو أجندة غربية ضد المسلمين ويحتوي على مواد سامة قد تتسبب بالعقم لدى الأولاد أو الفيروس الذي يسبب الإيدز. وبالإضافة إلى مرض شلل الأطفال، تعد معدلات وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر والأمهات في الصومال من بين أعلى المعدلات في العالم، إذ يصل معدل وفيات الأطفال دون الخامسة من عمرهم إلى 220 وفاة لكل ألف ولادة حية. ومن أهم أسباب الوفيات الأمراض الناجمة عن الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي والملاريا وسوء التغذية وغير ذلك.