يمني وقطري على قائمة الإرهاب الأميركية

عبد الرحمن النعيمي ينفي مزاعم واشنطن حول صلته بـ«القاعدة»

TT

قال عبد الرحمن النعيمي، رئيس منظمة الكرامة لحقوق الإنسان ومقرها جنيف، أمس، إنه سيطعن على عقوبات فرضتها عليه الولايات المتحدة بسبب مزاعم بتمويله لتنظيم القاعدة. وكان النعيمي واحدا من اثنين أدرجت وزارة الخزانة الأميركية اسميهما على قائمة الإرهابيين العالميين يوم الأربعاء الماضي، في خطوة تضع قطر حليفة الولايات المتحدة في وضع محرج.

وتعارض الدوحة «القاعدة»، لكنها تدعم جماعات إسلامية في مصر وسوريا، مما يثير غضب حلفائها في دول الخليج العربية الذين يخشون أن يتحدى صعود الإسلام السياسي حكمهم. وقال موقع وزارة الخزانة الأميركية على الإنترنت إن النعيمي «قدم دعما ماليا وماديا ونقل اتصالات لـ(القاعدة) والتابعين لها في سوريا والعراق والصومال واليمن لأكثر من عشر سنوات».

ونفى النعيمي (59 عاما) المزاعم، وقال إنها «مهزلة سياسية» سببها انتقاده للسياسات والأفعال الأميركية في المنطقة، مثل هجمات الطائرات من دون طيار في اليمن. وأضاف أنه واثق من وقوف الحكومة القطرية إلى جانبه. وقال لـ«رويترز»: «هذا قرار سياسي المقصود به نشاطي الحقوقي والسياسي المتعلق بقضية الثورات العربية والدفاع عن المظلومين في منطقتنا العربية مما أزعج بعض الأنظمة التي لا تتحمل مثل هذا النشاط». وأضاف «أنا على استعداد لنقل القضية إلى المحكمة، وإلى الذهاب إلى أقصى نقطة ممكنة، لأنني على يقين من أن ما قدم هو مهزلة أو مضحكة». وقال النعيمي إنه اتصل بمحامين في الولايات المتحدة للدفاع عنه في القضية.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن النعيمي أمر بتحويل نحو 600 ألف دولار لـ«القاعدة» عبر ممثل في سوريا هذا العام، وأشرف على تحويل أكثر من مليوني دولار شهريا لـ«القاعدة في العراق» لبعض الوقت. وأضافت أنه قدم أيضا نحو 250 ألف دولار لرجلين تصفهما الولايات المتحدة بأنهما من حركة الشباب الصومالية قبل منتصف 2012. وتأسست منظمة الكرامة غير الحكومية في 2004، وعملت مع الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية ومنظمة «هيومان رايتس ووتش» في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إنها أدرجت أيضا عبد الوهاب الحميقاني، وهو سياسي يمني ومدافع عن حقوق الإنسان، على قائمتها للإرهابيين العالميين. وأضافت أن الحميقاني قدم دعما ماليا لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب من خلال جمعيته الخيرية في اليمن، وتصرف بالنيابة عن شبكة التنظيم المتشدد. وذكرت الوزارة أن الحميقاني ساعد التنظيم خلال الاضطرابات السياسية في اليمن على اكتساب موطئ قدم ومعقل له في محافظة البيضاء، وتولى منصب القائم بأعمال أمير التنظيم هناك في منتصف عام 2011.

ونفى الحميقاني الاتهامات، وقال إن دوافعها سياسية. وأضاف أنه عمل على توثيق وانتقاد هجمات مقاتلي «القاعدة». وقال الحميقاني لـ«رويترز» عبر الهاتف «هناك قوى سياسية داخل اليمن ربما لها مصلحة في ذلك. وأضاف أنه قد يدرس رفع دعوى قضائية في الولايات المتحدة لأن هذه المزاعم أضرت به.

وكثفت الولايات المتحدة هجماتها بطائرات من دون طيار على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي تعتبره الجناح الأنشط لـ«القاعدة». وقالت «هيومان رايتس ووتش» في أغسطس (آب) إن عشرات المدنيين في اليمن قتلوا في هجمات صاروخية أميركية، ومنها هجمات الطائرات من دون طيار التي تأتي في إطار حملة على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب». وقالت «واشنطن بوست» أمس «يمتلك النعيمي سجلا حافلا من سنوات طويلة من جمع التبرعات والعمل مع جماعات حقوق الإنسان الدولية. لكن إنجازا مهما سقط سهوا من سجل النعيمي، حسبما يقول مسؤولون أميركيون. هذا الإنجاز هو العمل سرا كممول لتنظيم القاعدة من خلال تحويل ملايين الدولارات للجامعات التابعة لذلك التنظيم في سوريا والعراق، في الوقت الذي كان يقود فيه النعيمي حملات في أوروبا من أجل مزيد من الحريات للمسلمين».

ويعلق مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون على الدور المزدوج الذي يؤديه هذان الرجلان (الترويج للقضايا الإنسانية والحقوق المدنية وتوفير الدعم في الوقت ذاته للجماعات المتطرفة) بالقول إن ذلك يمثل تحديا كبيرا للمسؤولين الذي يحاربون الإرهاب ويحاولون مراقبة التمويل الذي يتدفق على الجماعات الإسلامية المتمردة في سوريا.

ويقول خوان زاراتي، المسؤول السابق بوزارة الخزانة الأميركية ومؤلف كتاب «حروب الخزانة» الذي يشرح جهود الولايات المتحدة في اختراق شبكات تمويل الإرهاب، إن «الأفراد الذين يجمعون بين العمل في الأنشطة المشروعة والعمل في مجال تمويل الإرهاب يوفرون غطاء شرعيا لتنظيم القاعدة». ويضيف زاراتي أن مثل هذه الحالات إنما تعقد بشكل كبير «الدبلوماسية المالية» التي تحاول إحباط شبكات دعم الإرهاب، لا سيما التمويل الذي يأتي من المتبرعين الأثرياء في منطقة الخليج العربي الذين يسعون لمساعدة المتمردين في سوريا.