مصادر فرنسية رسمية: باريس والرياض لا تريدان عملية سياسية تبقي الأسد في السلطة

قالت إن السعودية «الشريك المرجع» ومسؤولياتها الإقليمية إلى تصاعد

TT

ثلاثة اجتماعات رئيسة سيعقدها الرئيس الفرنسي والوفد المرافق له في زيارته الرسمية للمملكة السعودية يومي الأحد والاثنين القادمين: الأول، مع العاهل السعودي مباشرة بعد وصوله من باريس في روضة الخريم يتبعه عشاء رسمي، والثاني يوم الأحد مع ولي العهد في الرياض، والثالث مع الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، وزير الحرس الوطني المكلف من الملك بمتابعة ملف العلاقات مع فرنسا.

وقالت مصادر فرنسية رسمية في معرض تقديمها للزيارة أمس إن باريس تعول كثيرا على علاقاتها مع السعودية التي وصفتها بأنها «الشريك المرجع» لأنها «بلد مستقر وواضح في خياراته السياسية ما يسهل التفاهم معه على أجندة سياسية للتعامل مع الأزمات الناشئة في المنطقة»، كما أنه «يتحمل مسؤوليات إقليمية متصاعدة». ويصل الرئيس الفرنسي إلى الرياض فيما تعرف العلاقات الثنائية طفرة متعددة الأشكال تؤكد المصادر الفرنسية أنها تنهض على التفاهمات السياسية وعلى رغبة في تعميق العلاقات الاستراتيجية واستثمارها. وتوفر الزيارة التي هي الثانية من نوعها لهولاند إلى السعودية الفرصة للتشاور بصدد المشكلات الإقليمية وكذلك بسبل توثيق العلاقات الثنائية سياسيا وعسكريا واقتصاديا وعلميا.

وفي الملفات السياسية، تناولت المصادر الفرنسية أربعة ملفات رئيسة منها وهي: الحرب في سوريا، والملف النووي الإيراني، ولبنان، ومصر، إضافة إلى ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، مشيرة إلى تطابق أو تقارب وجهات النظر بشأنها.

وفي الملف السوري، تؤكد باريس أن مؤتمر «جنيف 2» الموعود «لا يمكن أن يفضي إلى عملية سياسية انتقالية تختصر بالإبقاء على الأسد في السلطة بفضل المفاوضات أو عبر الانتخابات الرئاسية» لأن معنى ذلك «استمرار الحرب والعنف». ولذا فإن المطلوب «قيام عملية سياسية انتقالية ذات صدقية في دمشق» لا تلحظ دورا للأسد في مستقبل سوريا وبالتالي يتعين التفاوض من أجل «التفاهم على المحددات»، خصوصا أن النظام يقول إنه غير ذاهب إلى جنيف لتسليم السلطة فيما تشدد المعارضة على رفضها بقاءه في السلطة. كذلك فإن باريس والرياض متفقتان على الحاجة لدعم الجيش السوري الحر والمعارضة المعتدلة ممثلة بالائتلاف الوطني. ويريد الطرف الفرنسي تعميق التفاهم مع السعودية حول سبل مساعدة السوريين والمعارضة المعتدلة واحتواء نفوذ المجموعات المتطرفة الموجودة في سوريا «لما تحمله من أخطار مستقبلية».

وكما في الملف السوري، فإن المصادر الفرنسية ترى وجود تقارب بين الجانبين، فيما يخص الملف النووي الإيراني، حيث تتفهم باريس مخاوف الجانب السعودي من التدخل الإيراني في الشؤون العربية، كما أنها تريد ضمانات بشأن ما تخطط له مجموعة «5 زائد1»، حيث إنها لا ترغب باتفاق مع طهران «يؤدي إلى تطبيع ويكون على حساب البلدان الخليجية». وأوضحت هذه المصادر ان الرئيس هولاند «سوف يشرح ما تقوم به فرنسا ومجموعة الست» كما سيبين الفوائد المترتبة على التمسك بمواقف صلبة في التفاوض مع إيران إن بشأن الملف النووي أو بشأن تعاطيها مع شؤون المنطقة ودفعها لتقديم مؤشرات ملموسة إزاء العملية الانتقالية في سوريا واستقرار لبنان ومواضيع أخرى.

وسيحتل الملف اللبناني حيزا مهما من محادثات الرئيس هولاند في السعودية. وبحسب باريس، فإن فرنسا «تسعى للعمل مع السعودية في الظروف الحالية من أجل المحافظة على الأمور الأساسية في لبنان وهي الأمن والاستقرار». خصوصا أن لبنان قادم على استحقاقات قد تؤدي إلى فراغات مؤسساتية، في إشارة إلى انعدام وجود حكومة وغياب البرلمان، وربما العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وتسعى، في السياق عينه، إلى التنسيق مع الرياض في إطار المجموعة الدولية لدعم لبنان التي تشكلت في نيويورك قبل ثلاثة أشهر لتحقيق غرضين: دعم الجيش اللبناني لأنه ضمانة الاستقرار ومساعدة الحكومة على مواجهة تدفق اللاجئين السوريين إلى الأراضي اللبنانية. وكشفت المصادر الفرنسية أن الرئيس سيثير مع الملك عبد الله موضوع غياب حكومة لبنانية والجهود المبذولة لتذليل العقبات التي تحول دون قيام حكومة جديدة.