واشنطن تطالب دول الشرق الأوسط بوقف تمويل «داعش» و«النصرة»

مسؤول عراقي: كلما ضغط عليهما في سوريا انسحبتا إلى العراق لإعادة تنظيم صفوفهما

TT

حضت واشنطن قادة منطقة الشرق الأوسط على وقف تمويل وتجنيد عناصر لتنظيمي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة»، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا، فيما عد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده تواجه «فكرا تكفيريا متطرفا».

وقال الأسد إن «ما تواجهه البلاد من فكر تكفيري متطرف هو إرهاب لا حدود ولا وطن له... هو آفة دولية يمكن أن تضرب في أي زمان ومكان». وانتقد الأسد خلال لقائه أمس وفدا من أستراليا، قائلا «المشكلة أن بعض ساسته يتصرفون تجاه قضايا المنطقة بمعايير مزدوجة ومصالح ضيقة بعيدا عن فهم صحيح للواقع وطبيعة ما يجري في سوريا».

وأدانت وزارة الخارجية الأميركية أمس في بيان وزعته السفارة الأميركية في بغداد الهجمات الأخيرة في العراق التي استهدفت خصوصا قوات الجيش والشرطة، متهمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بالوقوف خلفها. وذكر البيان أن «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) هي فرع من تنظيم القاعدة الذي هو عدو مشترك للولايات المتحدة وجمهورية العراق، ويشكل تهديدا لمنطقة الشرق الأوسط الكبير».

ودعت وزارة الخارجية الأميركية قادة المنطقة إلى اتخاذ التدابير الفعالة لمنع تمويل وتجنيد عناصر في هذه المجموعات، ومن بينها الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، وإيقاف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا حيث يقوم الكثير منهم لاحقا بتنفيذ تفجيرات انتحارية ضد مدنيين أبرياء في العراق.

وقال المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع الفريق الركن محمد العسكري في تصريح إن «المعلومات والصور الجوية المتوفرة لدينا تفيد بوصول أسلحة ومعدات متطورة من سوريا إلى صحراء الأنبار الغربية وحدود محافظة نينوى». وأضاف أن هذا الأمر شجع تنظيمات القاعدة و«داعش» مختصر لاسم تنظيم الدولة الإسلامية على إحياء بعض معسكراتها التي قضت عليها القوات الأمنية في عامي 2008 و2009. وأشار إلى أن هناك «صورا ومعلومات استخبارية تشير إلى أنه كلما حدث ضغط على الجماعات المسلحة في سوريا، انسحبت إلى العراق لتفعيل دورها وإعادة تنظيم صفوفها ومن ثم القيام بعمليات إرهابية في البلدين. وفي وقت لاحق، أعلن العسكري أن القوات المسلحة العراقية تقوم بمطاردة وقصف معسكرات تنظيم «داعش» (الدولة الإسلامية في العراق والشام) الإرهابي في قاطع عمليات الأنبار والجزيرة.

وكان معهد واشنطن قدر عدد المقاتلين الأجانب الذين هاجروا إلى سوريا للقتال إلى جانب المعارضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بـ11 ألف مقاتل، يتحدرون من 74 دولة حول العالم، لافتا إلى ارتفاع العدد على مستوى الضعف، منذ شهر أبريل (نيسان) الماضي.

وأشار التقرير إلى أن المقاتلين القادمين من المملكة المتحدة، يبلغ عددهم، في أعلى التقديرات، 366 مقاتلا. وتتصدر فرنسا قائمة الدول الغربية التي هاجر منها مقاتلون إلى سوريا، حيث تشير أعلى تقديرات معهد واشنطن إلى أن عددهم يصل إلى 412 مقاتلا.

وأوضح معهد واشنطن في تقرير أصدره أخيرا، أن غالبية المقاتلين انضموا إلى صفوف جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، بينما انضم آخرون إلى فصائل «جيش المجاهدين والأنصار»، و«حركة أحرار الشام الإسلامية»، و«كتيبة صقور العز»، و«لواء الأمة»، و«حركة شام الإسلام».

ولفت المعهد إلى أن المقاتلين المهاجرين من أوروبا الغربية، يمثلون 18 في المائة من مجمل المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب المعارضة، معظمهم يأتي من فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وبلجيكا، وهولندا.