جنبلاط لـ«المتورطين» اللبنانيين في سوريا: الأزمة أكبر من طاقتكم فلا تراهنوا عليها

رأى أن وقف الحرب الأهلية السورية في غاية الصعوبة

TT

حذر رئيس كتلة «اللقاء الديمقراطي» البرلمانية اللبنانية وليد جنبلاط اللبنانيين المتورطين في الأزمة السورية من أنها «أكبر من طاقتهم». وطالبهم بـ«ضرورة عقلنة الخطابات وتنظيم الخلافات السياسية من خلال تأليف حكومة وطنيّة سياسية جامعة تضم جميع الفرقاء وتحظى بأكبر قدر ممكن من التوافق السياسي، والإقلاع عن أي شكل من أشكال المراهنات على الحدث السوري».

وقال جنبلاط في تصريحه الأسبوعي لصحيفة ناطقة بلسان حزبه أمس «يوما بعد يوم تؤكد الأحداث أن الأزمة السورية أكبر بكثير من طاقة جميع اللاعبين اللبنانيين المتورطين كل على طريقته وفق رهانات وحسابات بقرب انتهاء تلك الحرب الأهلية الدامية وحدوث التغيير الجذري على كل المستويات. ويوما بعد يوم، تتكشف التداعيات السلبية لتلك الأحداث والتي تتخذ طابعا مذهبيا خطيرا كان آخره حادثة (الاشتباك المذهبي في بلدة) الصويري التي ندينها ونشجبها بكل الأشكال». وأضاف «مجددا، نذكر كيف أن النظام السوري، منذ اللحظات الأولى لاندلاع شرارة الأحداث في درعا، ومنذ الخطاب الأول لحاكم هذا النظام، ادعى أنه يحارب الإرهاب، ولم يغير في أدبياته أو سلوكياته التي أدت إلى إغراق سوريا في الدماء عبر الإبادة الجماعية بحق الشعب السوري، وصولا إلى التهجير الجماعي لما يزيد على سبعة ملايين مواطن سوري داخل وخارج سوريا، وها هي الحرب الأهلية السورية قد اندلعت وأصبح وقفها مسألة في غاية الصعوبة. ومجددا، نذكر أيضا بأداء تلك المجموعة المسماة (أصدقاء سوريا)، التي بتلكئها وترددها، إن لم يكن بتواطئها وغبائها وعدم توافر الحد الأدنى من الحس الديمقراطي المدني عند بعضها، أسهمت في تشويه الثورة السورية وضرب طموحاتها المشروعة في الحرية والديمقراطية والكرامة، وسهلت دخول فرق المرتزقة والإرهابيين والمجموعات المتطرفة، فتقاطعت بذلك مع مصالح النظام السوري، فاستعرت الحرب الأهلية وتأججت نيرانها بشكل غير مسبوق، وبتنا نشهد الاستيلاد المتتالي للإمارات الإسلامية والكردية والتركمانية فضلا عن الجزر التي يسيطر عليها النظام».

وحض جنبلاط رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام من دون أن يسميهما على «الابتعاد عن الإقدام على تشكيل ما سمي حكومة أمر واقع، لأنها ستفاقم التعقيدات على المستويات السياسية والدستورية والأمنية، في الوقت الذي تتناسى فيه معظم مكونات الطبقة السياسية ضرورة الاحتضان السياسي الواسع للجيش اللبناني والقوى الأمنية لكي تتمكن من القيام بالمهام الكبرى الملقاة على عاتقها»، مستغربا لماذا الرهان اللبناني الدائم على الخارج وتطوراته، ومتسائلا «ألا يكفي هذا البلد ما سدده من أثمان باهظة طوال عقود؟».