لبنان: «الصويري» البقاعية تشيع اثنين من أبنائها.. وآخران «ممنوعان من الدفن»

بعد اشتباكات «عائلية» أدت إلى سقوط قتلى وجرحى وإحراق منازل

TT

شيعت بلدة الصويري البقاعية (شرق لبنان) أمس، اثنين من أبنائها من عائلة جانبين، اللذين سقطا في اشتباكات الأحد الماضي بين عائلتين إحداهما سنية والأخرى شيعية، في ظل تدابير أمنية مشددة، فيما لا تزال جثتا قتيلين آخرين من آل شومان في المستشفى لتعذر دفنهما في الصويري، بعدما أجلى الجيش أفراد العائلة من البلدة، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، فيما لفتت بعض المعلومات إلى تأجيل تشييع قتلى آل شومان إلى اليوم الثلاثاء.

وفي حين بذلت جهود دينية وسياسية على مختلف المستويات، لتطويق تداعيات حادثة الصويري، تابع الرئيس اللبناني ميشال سليمان مع المسؤولين المعنيين الأوضاع في البلدة البقاعية، مبديا أسفه لسقوط الضحايا واللجوء إلى حرق المنازل بين المتخاصمين، داعيا إلى أن تسود روح المحبة والوئام والنظر إلى مصلحة البلدات والقرى وتاليا إلى مصلحة الوطن والمواطنين، معربا عن ارتياحه للتدابير التي اتخذها الجيش والقوى الأمنية لضبط الوضع وإعادة الهدوء.

وتوالت ردود فعل المسؤولين المنددة بأحداث الصويري، ومنهم النائب روبير غانم، الذي ناشد أهالي البلدة الحفاظ على وحدة عيشهم كما عهدهم، ومنع المتربصين بالبلدة شرا من تحقيق أهدافهم ونقل الفتنة والمؤامرة إلى هذه المنطقة العزيزة من لبنان. وقال غانم في بيان له أمس: «لقد أجريت اتصالات مع بعض المعنيين من أهلنا في الصويري، كما اتصلت برئيس مجلس النواب نبيه بري وبالنائب ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة الذين ساهموا جميعا منذ اللحظة الأولى بالتهدئة، وطالبوا برفع الغطاء عن كل من يطاله التحقيق القضائي في أحداث البلدة وإنزال أشد العقوبات بحقه».

بدوره، قال النائب في كتلة المستقبل زياد القادري: «إن لبنان يشهد توترات في أكثر من منطقة وأسباب ذلك كثيرة، منها مستجد وله علاقة بالأزمة السورية، وسلوك بعض القوى السياسية الذي استجلب النار السورية إلى الداخل اللبناني، وبعضها قديم متعلق بثقافة السلاح وانتشاره وثقافة القوة». وأوضح: «إننا كقوى سياسية وخصوصا (تيار المستقبل) ندق منذ فترة ناقوس الخطر وندعو إلى العمل على تحييد البلد وإطفاء النار، إذ إنه من غير المقبول أن يتحول أي خلاف إلى شبه حرب». وشدد على أن «الصويري لا تعرف الانقسامات المذهبية والطائفية ولا أي خلافات سياسية تؤدي لهذا النوع من الأعمال».

كما وصف النائب في كتلة المستقبل أمين وهبي «الوضع في الصويري بـ(المستقر) بعدما تمكن الجيش من الإمساك بالمواقع على الأرض والسيطرة على الوضع».

وكانت الأنباء قد تضاربت حول أسباب الإشكال الذي بدأ السبت الماضي وتفاعل الأحد، مما أدى إلى سقوط خمسة قتلى وعدد من الجرحى وإحراق منازل، بين دوافع عائدة إلى خلافات قديمة، كما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، وبين خلافات على أفضلية المرور، كما ذكر بيان للجيش اللبناني. وفي حين أشارت بعض المعلومات إلى أن أسباب الخلاف حملت طابعا مذهبيا، نفى مختار البلدة إبراهيم شومان، الأمر مؤكدا أن الخلاف عائد إلى إشكالات عائلية قديمة».