عباس في رسالة عيد الميلاد: ملتزمون بالسلام.. والمسيحيون ليسوا أقلية

إلغاء زيارة وزراء سياحة عرب للضفة بعد رفض إسرائيل

TT

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) التزامه بإحلال «السلام العادل» في المنطقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقال إن المسيحيين ليسوا أقلية في الأراضي الفلسطينية وإنهم «جزء لا يتجزأ» من شعبها.

جاء ذلك بينما أعلنت السلطة الفلسطينية إلغاء زيارة كانت مقررة لوزراء سياحة عرب إلى الضفة الغربية بعد رفض إسرائيل إصدار التصاريح اللازمة.

وقال عباس في رسالة مفتوحة بمناسبة أعياد الميلاد إن «الشعب الفلسطيني يستلهم من حياة السيد المسيح الأمل في نضاله من أجل العدل الذي سيفضي إلى السلام». وأضاف: «نحن الآن في خضم عملية التفاوض مع إسرائيل، ونحن ملتزمون بالمساهمة في إحلال السلام العادل في المنطقة بما يتضمنه ذلك من إنهاء لاحتلال الأرض المقدسة من خلال إنشاء دولة فلسطين المستقلة وكاملة السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

وأكد في الرسالة التي نشرتها وكالة أنباء «معا» الفلسطينية أن «المسيحيين ليسوا أقلية في بلادنا، بل هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني. المسيحيون من مختلف الطوائف؛ الأرثوذكس والكاثوليك والأرمن والسريان واللوثريون والإنجليون والأقباط والروم الكاثوليك والبروتستانت.. وغيرهم، هم جميعا جزء من الفسيفساء الغنية لفلسطين الحرة». وقال: «قبل أكثر من ألفي عام شهدت مدينة بيت لحم ميلاد السيد المسيح، الرسول الفلسطيني الذي أمسى نورا اهتدى به الملايين حول العالم. وفي الوقت الذي نسعى فيه كفلسطينيين لنيل حريتنا بعد أكثر من ألفي عام على ميلاد السيد المسيح، فإننا نبذل قصارى جهودنا لنسير على خطاه ودربه، يحدونا الأمل في سعينا نحو العدل من أجل تحقيق السلام الدائم والشامل». وأكد أن «عقودا من المعاناة والممارسات والمحاولات قد تسببت في تغيير معالم فلسطين، لكنها لم تنجح أبدا في تغيير هويتها». ولفت إلى أن احتفالات هذا العام تأتي بعد إدراج كنيسة المهد ضمن قائمة التراث العالمي الخاصة بمنظمة اليونيسكو. وأعرب عن تطلعه لأن تشكل زيارة البابا فرنسيس المقررة منتصف العام المقبل «فرصة جيدة للمسيحيين من كل أنحاء العالم ليتقربوا من أشقائهم في فلسطين وأن ينشر قداسته رسالة العدل والسلام للفلسطينيين ولشعوب العالم أجمع»، داعيا المسيحيين من أرجاء العالم كافة «لزيارة فلسطين وأماكننا المقدسة».

في غضون ذلك، أعلنت السلطة الفلسطينية أمس أنها ألغت زيارة كانت مقررة لوزراء سياحة عرب إلى الضفة الغربية بعد رفض إسرائيل إصدار التصاريح اللازمة. وقالت وزيرة السياحة رولا معايعة للإذاعة الفلسطينية الرسمية إنه كان من المقرر وصول عدد من وزراء السياحة العرب إلى الضفة الغربية أمس للمشاركة في احتفالات أعياد الميلاد. وذكرت معايعة أن الزيارة ألغيت بعد رفض إسرائيل طلبا فلسطينيا بإصدار التصاريح اللازمة لزيارة الوزراء التي كانت ستشمل مواقع دينية وحضور قداس منتصف الليل في بيت لحم. وعدّت معايعة أن رفض إسرائيل زيارة الوزراء العرب «يندرج في إطار العقبات التي تضعها أمام نهوض قطاع السياحة الفلسطيني»، مشيرة إلى أن ذلك «أمر مدان ومستغرب في ظل أن حرية العبادة والتنقل مكفولة للجميع».

وذكر بيان صادر عن وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، أوردته وكالة الأنباء الألمانية أمس، أنه كان مقررا للوزراء العرب أن يلتقوا الرئيس عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله، وزيارة القدس وبيت لحم والخليل، والمشاركة في قداس منتصف الليل في كنيسة المهد ليلة عيد الميلاد.

وتستفيد بيت لحم من تدفق قياسي للزوار، خصوصا في فترة أعياد الميلاد، بعد 10 سنوات قاحلة، لكن هذا المعلم السياحي الأول في فلسطين، ما زال متأثرا بجدار الفصل الإسرائيلي الذي يقطعها عن القدس المجاورة.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإنه منذ 2002 شيدت إسرائيل في الضفة الغربية حاجزا أمنيا سماه الفلسطينيون «جدار الفصل» لأنه يفصل بيت لحم عن المدينة المقدسة التي تبعد أقل من 10 كيلومترات، وعن القرى الفلسطينية المجاورة.

ويقول الفلسطينيون إن تمدد المستوطنات اليهودية القريبة ساهم في زيادة عزل المدينة التي ولد فيها المسيحية.

إلا أن بيت لحم تأمل منذ تصنيفها ضمن التراث العالمي لليونيسكو، الذي عدّه الفلسطينيون انتصارا «تاريخيا»، تحقيق طفرة سياحية تعد عاملا أساسيا للاقتصاد المحلي.

وفي هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 25 ألف نسمة، ويواجه واحد من كل أربعة من سكانها البطالة، يعتمد دخل اثنتين من كل ثلاث عائلات على الصناعة السياحية.

واستقبلت بيت لحم أكثر من مليوني شخص في 2011 و2012 وجموعا قياسية بعد سنوات العقد الأخير التي كانت صعبة بسبب الانتفاضة الأخيرة.