الرئيس التشادي يجري مباحثات حول الأمن والسلام في الخرطوم

وزير الخارجية السوداني: لن نتوسط بين الفرقاء في جوبا.. والقضية بيد «الإيقاد»

TT

وصل الرئيس التشادي إدريس ديبي إلى الخرطوم أمس في زيارة مفاجئة لمدة يومين، يعقد خلالها مباحثات مع نظيره السوداني عمر البشير حول الأوضاع الأمنية على حدود البلدين، وكذلك النزاع في دارفور والاضطرابات الأمنية في دولة أفريقيا الوسطى. واستقبله في مطار الخرطوم أمس الرئيس السوداني وعدد من كبار مساعديه.

وقال وزير الدولة بالإعلام، المتحدث باسم الحكومة، ياسر يوسف في تصريحات للصحافيين عقب لقاء الرئيسين بمطار الخرطوم، إن زيارة ديبي «مهمة وجاءت في توقيت مهم، وتتعلق بالتعاون الأمني والسياسي بين البلدين».

وأضاف أن الرئيس ديبي لعب أدوارا كبيرة في استتباب الأمن والسياسة في دارفور، لا سيما في مؤتمر «أم جرس»، وأنه بذل مجهودا كبيرا لتوفير الأمن والاستقرار في إقليم دارفور السوداني.

وأوضح يوسف أن الزيارة امتداد لمناقشة موضوعات الأمن في الإقليم وتأمين الحدود بين تشاد والسودان، والأوضاع المتفجرة في دولة أفريقيا الوسطى، وترسيخ استتباب الأمن على الحدود بين البلدين والدول المجاورة.

يذكر أن الرئيس إدريس ديبي ينتمي إلى قبيلة «الزغاوة»، وهي قبيلة تمتد مضاربها في السودان وتشاد، ولها دور مؤثر في الحرب في دارفور، وينتمي إليها معظم حركات دارفور المسلحة، لا سيما في حركتي العدل والمساواة وحركة تحرير السودان جناح مني أركو مناوي.

وعقد الرئيس التشادي ديبي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مؤتمرا للسلام والأمن في دارفور بمنطقة أم جرس التشادية لدعم جهود السلام والاستقرار بدارفور وإيقاف تداعيات الحرب على مواطني الدولتين، وهو الأمر الذي اعتبرته حركات متمردة مؤامرة تستهدفها، وأن الهدف من المؤتمر تحريض الرئيس التشادي ضد أبناء عمومته من «الزغاوة» السودانيين.

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية السوداني علي كرتي، في تصريحات بمطار الخرطوم أمس، إن حكومته لا ترغب في التقدم بمبادرة مستقلة للتوسط بين الفرقاء الجنوبيين، وأضاف: «لا نريد أن ندخل في ذلك، نحن جزء من الإيقاد، ودورنا فيها مطلوب، وليس هنالك ضرورة لمبادرة مستقلة»، بيد أنه استدرك بالقول: «إذا طلب منا اتصالات محددة داخل الإيقاد فيمكن أن يقوم السودان بما يستطيع، لكن القضية في يد الإيقاد، ورئاسة الإيقاد ستوزع الأدوار حين تكون هنالك فرصة للحوار».

وقال كرتي إن وجود نائب رئيس جنوب السودان السابق رياك مشار في مناطق بانتيو قد يؤثر على إنتاج البترول، وإنه يأمل بأن يفي مشار بالتزامه بعدم المساس بمرور البترول.

وأضاف أن تطور الأوضاع في الأرض يمكن أن يأتي بحسابات مختلفة، مبديا خشيته من تأثر إنتاج وتصدير البترول بالعمليات العسكرية التي تدور في المنطقة.

وأضاف أنه سبق أن ذكر أن اختلال الأمن في الجنوب سيؤثر سلبا على السودان، وأن السلام في الجنوب مطلوب للسلام في السودان، واصفا الحرب التي تدور في مناطق جنوب كردفان وحدود السودان مع جنوب السودان بأنها «أثر» لخلافات الفرقاء الجنوبيين.

وتمنى كرتي انتهاء الخلافات بسلام على الرغم من سيلان الدماء، ودعا الجنوبيين للاستفادة من تجربتهم مع السودان، بأن لا سبيل للعيش في جنوب السودان إلا بالتفاوض والوسائل السلمية، محذرا من تضييع عشرات السنين في الحرب بين أبناء الجنوب، بما يضيع الموارد، ومن أن تضيع الدولة التي سعوا إليها «هباء».

وبدا كرتي غير متفائل بالوصول إلى مرحلة التفاوض بين الفرقاء الجنوبيين في وقت قريب بقوله: «ظننا وتقديرنا أن التجاوب، وإن حدث، فلن يكون هناك جلوس للتفاوض سريع»، وأضاف: «إن من خرج على الدولة يريد أن يثبت أن لديه إمكانية في الاسيتلاء على أراضٍ وعلى حاميات عسكرية أو على موارد مثل البترول».

ودعا كرتي الجنوبيين لتحكيم صوت العقل، وإلى أن لا يكون ثمن خلافاتهم ضياع جنوب السودان، لأنهم ذاقوا الحرب وعرفوا أنها ليست الأسلوب المناسب لحسم الخلافات.

كما نفى كرتي قيام حكومته بعلميات إجلاء للرعايا السودانيين من جنوب السودان، وأضاف أن حركة الطيران العادية تكفي لإجلائهم، مؤكدا عدم وجود «زحام» على السفريات القادمة من جنوب السودان، وأن السودانيين لا يعيشون حالة هلع لأنهم خبروا العيش في جنوب السودان، لكنه عاد ليقول: «إذا كانت هنالك حالة تستدعي الإجلاء يمكن أن نتعامل معها».