قيادات سودانية جنوبية في جوبا تدعو لعزل الرئيس ونائبه المقال ليتحقق الاستقرار

كير يجدد التزامه بالحوار مع مشار.. ومبعوث أوباما يطالب باحتواء أعمال العنف

TT

أكد رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت رفضه استمرار الحرب في بلاده، مشددا على استعداده للحوار مع نائبه السابق رياك مشار، الذي يقود قتالا ضده منذ أكثر من أسبوع. في ذات الوقت عقد كير اجتماعا مطولا مع المبعوث الأميركي إلى السودان وجنوب السودان دونالد بوث، الذي أكد أنه سيجري لقاء مماثلا مع القيادات التي اعتقلها كير إبان الأحداث. فيما دعت قيادات سياسية إلى إبعاد كير ومشار لكي تنعم الدولة بالاستقرار، في وقت أكد الجيش الشعبي أنه على مقربة من مدينة بور بولاية جونقلي، غير أن تقارير ذكرت أن القتال انتقل إلى مناطق أخرى جديدة في ولاية الوحدة التي أحكم المتمردون سيطرتهم عليها.

وأكد كير في كلمة له أمام البرلمان، الذي انعقد لأول مرة منذ اندلاع الأزمة، عن استعداده للحوار مع نائبه مشار ومجموعته دون شروط مسبقة، مشيرا إلى قبوله بالوساطة التي تقدم بها وزراء خارجية دول «الإيقاد» الأسبوع الماضي.

وقال كير: «أظن أننا يمكن أن نحل هذه المشكلات عن طريق الحوار، كما يمكننا إيقاف دماء شعبنا.. إذا وافق الدكتور رياك مشار على التفاوض لكن دون شروط مسبقة»، وأدان بشدة الانتهاكات التي ارتكبت ضد المدنيين في مدينتي بور واكوبو في جونقلي، وأضاف «أرجو من الدكتور مشار إدانة الانتهاكات التي تجري ضد مواطنينا وقوات حفظ السلام».

وشدد كير على أن قوات الحكومة جاهزة لاجتياح بور، لكنه أوضح أنه أمر بوقف الهجوم على المدينة عقب طلب من السلطات الأميركية إرجاء الهجوم لحين إجلاء رعاياها منها، مشيرا إلى أن الطلب حدث يوم الأحد، وأن القوات الحكومية الموجودة بولاية الوحدة ستهاجم بانتيو قريبا.

وقال كير إنه «تلقى اتصالات من دول كثيرة منها كينيا وأوغندا في إطار جهود الوساطة»، وأضاف: «أخبرت رؤساء هذه الدول أن يجروا التشاور مع دول الإيقاد التي جاءني وزراء خارجيتها بمبادرة مماثلة حتى تتوحد المنابر»، مجددا التزامه بالسلام بقوله: «لن أعود بدولة جنوب السودان إلى الحرب مرة أخرى».

من جهة أخرى، قال المبعوث الأميركي الخاص السفير دونالد بوث، في تصريحات صحافية عقب اجتماعه مع كير أمس: «تباحثنا حول المشكلات الراهنة، إلى جانب الطرق والحلول الأميركية للعمل مع جميع الأطراف لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها».

وأوضح بوث أن الأطراف الإقليمية والدولية تبذل جهودا مع الجميع لاحتواء أعمال العنف التي انتشرت في أجزاء عدة من الدولة، داعيا طرفي النزاع إلى وقف العدائيات فورا والجلوس إلى طاولة الحوار للوصول إلى حلول سلمية، مؤكدا أنه سيجتمع مع المعتقلين من قيادات الحكومة السابقين لإعادة السلام في جنوب السودان.

في غضون ذلك، قال قيادي سياسي في جوبا، فضل عدم تعريفه لأسباب أمنية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «القيادات السياسية من مختلف الأحزاب، بما فيها حزب الحركة الشعبية الحاكم، باتوا على قناعة بأن الاستقرار السياسي في البلاد لن يحدث إلا في حالة إبعاد رئيس البلاد الحالي سلفا كير ومنافسه النائب السابق له رياك مشار إلى جانب رئيس حزب الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي لام أكول.. كونهم رجال ميليشيات وليسوا صالحين للحكم»؛ بحسب تعبيره.