الصومال: مبادرة لإعادة إحياء المكتبة الوطنية في مقديشو بعد 23 عاما من الدمار

السعودية ومصر تدعمان هذه المبادرة بتقديم مئات الآلاف من الكتب

TT

أطلق معهد «هيراتيج» للدراسات السياسية والثقافية، ومقره في مقديشو، أمس، مبادرة جديدة لإعادة إحياء بناء وتأهيل المكتبة الوطنية الصومالية بتمويل من جهات عربية وإسلامية.

وتتضمن المرحلة الأولى من هذه المبادرة إعادة بناء مبنى المكتبة الذي تعرض لدمار هائل خلال العقدين من الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد، وذلك بتكلفة مليونين ونصف المليون دولار.

وقد تبرعت عدة جهات عربية وإسلامية ببعض هذه الأموال للمساهمة في عملية إعادة بناء المكتبة الوطنية الصومالية، بينما تدفع الحكومة الصومالية بالتعاون مع بعض رجال الأعمال الصوماليين الجزء الآخر من الأموال لتمويل عملية إعادة بناء المكتبة. ومن المتوقع أن يستغرق العمل علي إعادة بناء مبنى المكتبة حتى نهاية العام المقبل. وكانت المكتبة تحتوي قبل اندلاع الحرب الأهلية في البلاد عام 1991، مئات الآلاف من الكتب والمخطوطات والمواد الأرشيفية التاريخية والثقافية الأخرى. وبفعل الحرب الأهلية تعرضت المكتبة لأضرار كبيرة وخسرت جميع موجوداتها، إذ تعرض الكتب والمواد الأخرى إما للتلف أو النهب، بالإضافة إلى ذلك تحول مبني المكتبة خلال سنوات الحرب الأهلية إلى ملجأ للمشردين. وجرى مؤخرا إخلاء النازحين الذين كانوا يقيمون في مبني المكتبة، وذلك تمهيدا لإطلاق عملية إعادة بناء دار المكتبة.

وقد تعهدت عدة مؤسسات عربية من بينها اتحاد الناشرين العرب، وكذلك بعض الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ومصر، بدعم هذه المبادرة والتبرع بمئات الآلاف من الكتب للمكتبة الوطنية الصومالية. كما تلقت المكتبة 22 ألف كتاب من الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن تتلقى المكتبة تبرعات أخري في الفترة القادمة. وقد تأسست المكتبة الوطنية في عام 1975، وكانت تحت إشراف ومسؤولية وزارة التربية والتعليم العالي والثقافة حتى انهيار الحكومة المركزية في البلاد عام 1991. وبسبب الحرب الأهلية خلال العقدين الماضيين تعرضت المعالم التاريخية والبنى التحتية في البلاد لدمار هائل.

وذكرت زينب محمد حسن، مديرة هذا المشروع لإعادة تأهيل المكتبة الوطنية، أن إعادة إحياء وتأهيل المكتبة الوطنية سيتيح للصوماليين حفظ تاريخ بلدهم للأجيال القادمة.

وقالت: «إن مبادرة إعادة تأهيل المكتبة الوطنية مشروع ثقافي حيوي وسيكون له آثار إيجابية كبيرة على جهود الإنماء الثقافي والبحثي والحضاري واستعادة وحفظ إرث الصومال الثقافي والمعرفي». وأعربت مديرة هذا المشروع عن أملها في أن المكتبة الوطنية، بعد إعادة تأهيلها، سوف تكون مركزا يقصده الباحثون والطلاب والقراء والمهتمون كافة للحصول على مصادر للمعلومات عند إجراء الأبحاث والاستفادة منها لتحقيق أهدافهم العلمية والثقافية.

وتعاني المؤسسات البحثية وكذلك الجامعات المحلية في الصومال من شح الكتب والمصادر العلمية، وهي من أهم المعوقات التي تواجه الطلبة الصوماليين، كما أن نسبة كبيرة من التراث الثقافي الموروث عن الأجداد ينتقل من جيل لآخر عن طريق الرواية الشفوية. وبعد عامين منذ طرد حركة الشباب من العاصمة، تشهد مدينة مقديشو الآن حركة إعمار كبيرة، حيث بدأت الحكومة الجديدة بالعمل على إعادة بناء المباني العامة المملوكة للدولة، بينما بدأ رجال الأعمال والمغتربون بالعودة للوطن لإعادة بناء منازلهم والمراكز التجارية التي تهدمت خلال الحرب الأهلية، وباتت مدينة العاصمة مقديشو الآن تستعيد جزءا من مجدها الغابر.