نتنياهو يتوجه لاستئناف سياسة الاغتيالات غداة تفجير حافلة في تل أبيب

مسؤولون إسرائيليون يتهمون حماس بمحاولة «تخريب السلام»

TT

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستئناف سياسة اغتيالات قادة ونشطاء في فصائل فلسطينية مسلحة، بعد أن هدأت قليلا في الأشهر الماضية، وذلك ردا على تفجير حافلة إسرائيلية قرب تل أبيب، أول من أمس، دون وقوع إصابات.

وقالت محافل سياسية مسؤولة في إسرائيل إن نتنياهو ينوي «الاستمرار في سياسته الأمنية المبنية على إحباط الاعتداءات والقتل المستهدف».

وعلى الرغم من أن خلفية عملية تفجير الحافلة لم تعرف بعد، فإن إسرائيل اتهمت الفلسطينيين فورا بالوقوف وراءها.

وقالت مصادر أمنية إسرائيلية: «الحديث يجري عن وضع جديد من العنف، ولكن ليس منظما أو موجها، ولكنه يزداد يوميا». وأضافت: «لم تتلق القوى الأمنية في الأيام الأخيرة أي تحذير بوجود نية واستعداد لتنفيذ عملية تخريبية كبيرة في المواصلات العامة، ولا في أي مكان آخر. وفي ظل غياب تحذير محدد أو حتى تحذير عام، فإنه يجري الآن عمل حثيث ودقيق لجمع المعلومات الاستخباراتية من أجل الوصول إلى المنفذين».

وأكد جهاز الأمن الإسرائيلي (الشاباك) أنه يفحص ما إذا عملية فردية أو منظمة، تقف وراءها جهة فلسطينية محددة. وكانت قنبلة انفجرت في حافلة ركاب بعد إنزالهم منها، قرب تل أبيب، أول من أمس، بينما كان خبير المتفجرات يفككها.

وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفلد: «نؤكد أن الانفجار الذي وقع في الحافلة كان عملا إرهابيا، بناء على تقييمات وأدلة جُمعت من الموقع».

وهذا أول حادث من نوعه منذ استئناف محادثات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية في يوليو (تموز) الماضي. وكانت آخر مرة انفجرت فيها قنبلة في حافلة في إسرائيل في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة.

ولم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن الحادث، لكن إسرائيل أشارت إلى مباركة حركة حماس العملية، ولمحت إلى أنها قد تقف وراءها.

وكان المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم، وصف العملية في بيان بالعمل «البطولي»، ردا على «الجرائم المستمرة» للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وقال غادي شمني القائد السابق للمنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، إن حركة حماس تسعى لإشعال انتفاضة بالضفة الغربية لإفشال مفاوضات السلام الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضاف: «يمكن أن يكون هناك علاقة بين العملية والإعلان عن قرب اتفاق مبادئ بين الفلسطينيين والإسرائيليين».

وارتفع الجدل في إسرائيل مجددا حول إمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة. وعد رئيس حزب «كديما» الإسرائيلي شاؤول موفاز محاولة التفجير الجديدة «بداية موجة أخرى من الإرهاب، لا سيما في ظل الاعتداءات التي ارتكبت خلال الأشهر الأخيرة». وقال موفاز في حديث إذاعي: «هذه مؤشرات انتفاضة جديدة، ويجب عدم الاستهتار بالأمر».

لكن وزير العلوم يعقوب بيري هون من إمكانية اندلاع انتفاضة ثالثة، وقال للإذاعة الإسرائيلية: «نلاحظ زيادة معينة في حجم أعمال العنف في الضفة الغربية، إلا أنه لا يمكن اعتبار ذلك انتفاضة جديدة». وأضاف: «كلما ظهرت مؤشرات لإحراز تقدم في العملية السياسية حاولت تنظيمات فلسطينية إرهابية المساس بها». وتابع: «الأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لنتائج العملية السلمية، والعنف كذلك».

وانتهز مسؤولون وناشطون إسرائيليون العملية، ودعوا إلى وقف الإفراج عن دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين مقررة نهاية الشهر الحالي.

وقال موفاز، الذي شغل منصب وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان في حقب سابقة: «ما من دولة ذات سيادة تفرج عن قتلة، في الوقت الذي تفجّر فيه عبوات ناسفة في مدنها».

ووجه خمسة من أبناء عائلة يهودية قُتل والداهم وثلاثة من أشقائهم في هجوم في القدس، قبل أكثر من 12 عاما، بطلب إلى محكمة العدل العليا بأن توعز إلى الحكومة بإعادة النظر في مواصلة إطلاق سراح أسرى، في إطار عملية التفاوض مع الفلسطينيين. وطالبت العائلة بتحديد معايير واضحة تتعلق بإطلاق سراح أسرى أمنيين، في إطار عملية التفاوض.

ومن المفترض أن تفرج إسرائيل عن دفعة جديدة في الـ29 من هذا الشهر. وتجري الاستعدادات في رام الله لاستقبالهم.