البشير يفوض الرئيس التشادي الاتصال بمتمردي دارفور

المبعوث الأميركي يزور معتقلي الحركة الشعبية في سجونهم بجنوب السودان

TT

كشف الرئيس التشادي إدريس ديبي عن تفويض نظيره السوداني عمر البشير له للاتصال بالحركات المسلحة في إقليم دارفور المضطرب غرب البلاد لاستئناف التفاوض، وفي غضون ذلك قالت السفارة الأميركية بالخرطوم إن مبعوث الرئيس أوباما الخاص إلى دولتي السودان السفير دونالد بوث حصل على تعهد من رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت بالدخول في تفاوض غير مشروط مع نائبه السابق رياك مشار، وإنه التقى المعتقلين من قيادات الحركة الشعبية، وحصل منهم كذلك على وعود بلعب دور بناء لوقف الاقتتال في جنوب السودان.

وقال إدريس ديبي في مؤتمر صحافي مشترك مع البشير في ختام مباحثاتهما بالخرطوم: «أدعو الحركات المسلحة لقبول التفاوض لإنهاء الحرب في الإقليم»، ونبه إلى أن ملتقى «أم جرس لا يخص قبيلة الزغاوة فقط وإنما كل قبائل دارفور التي يقع على عاتقها إنهاء الحرب لأن أبناءهم هم من بدأوا العمل المسلح».

يذكر أن دولة تشاد عقدت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ملتقى للسلام والأمن في دارفور بـ«أم جرس» التشادية، شارك فيه زعماء من قبيلة الزغاوة في البلدين وبإشراف الرئيس ديبي، بينما رفضت حركات التمرد ذلك الملتقى واعتبرته مؤامرة تستهدف وجودها.

وقال البشير إن ديبي لعب أدوارا رئيسة ومخلصة لإنهاء الحرب في دارفور منذ اندلاعها، كان آخرها ملتقى «أم جرس» التشادية، مؤكدا على أن إحلال السلام في الإقليم مهم للبلدين، وأنهما يسعيان للوصول إلى سلام شامل عام 2014 عبر التفاوض، وأنهم سيحسمون التمرد عسكريا حال رفض الطرف الآخر للتفاوض.

وأشاد البشير بالقوات المشتركة السودانية التشادية، التي تعمل على تأمين الحدود بين البلدين، وتحويلها إلى مناطق لتبادل المصالح، بدلا عن تركها نهبا لحملة السلاح والمتمردين والعصابات التي تنشط في البلدين، وأضاف أنهما فوضا تلك القوات لوقف الصراعات القبلية في المنطقة، لا سيما وأن هناك الكثير من القبائل المتداخلة بين البلدين، التي يهب بعضها لنجدة بعض حال تعرضها لمخاطر. وكشف الرئيسان عن توصلهما إلى اتفاق بالعمل معا لتهدئة الأوضاع في أفريقيا الوسطى، دون أن يقدما تفاصيل إضافية حول كيفية إسهامهما في ذلك. وقال البشير إنه قدم تنويرا لضيفه عن تطور الأوضاع في جنوب السودان، على الرغم من بعده الجغرافي من تشاد، استنادا إلى أهميته الإقليمية.

وغادر ديبي السودان أمس متوجها إلى بلاده بعد أن أمضى يومين في الخرطوم، التقى خلالهما مسؤولين سودانيين وقيادات دارفورية، فضلا عن عقد لقاءات مع الآلية العليا لملتقى «أم جرس» للسلام والتنمية الدارفورية.

من جهته قال مساعد الرئيس السوداني إبراهيم غندور عقب لقائه بالرئيس ديبي إن وفدا من حزب الجبهة الوطنية للإنقاذ الحاكم في تشاد سيزور السودان الشهر الحالي لتطوير العلاقات بينه وحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان.

وفي غضون ذلك، وصف الرئيس البشير ما أطلق عليه انتصارات القوات المسلحة في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور بأنها مؤشر على الاستقرار والأمن الذي تشهده البلاد. وقال أثناء مخاطبته لضباط دورة القيادة والأركان إن قطاعات الشعب كافة تسعى لتعزيز السلام وجعل العام المقبل عاما للسلام في البلاد، وأضاف أن كل الأيادي ستظل بيضاء والأبواب مشرعة أمام من سماهم «شركاء الوطن»، لنبذ العنف والاحتراب. وبشأن الأحداث في جنوب السودان، قال البشير إن حكومته ملتزمة بما جاء في اتفاقيات التعاون الموقعة مع جوبا، وأنها ذات الوقت حريصة على تحقيق السلام والاستقرار في جنوب السودان، كاشفا عن استعداد حكومته للقيام بأية دور إيجابي يسهم في إرساء السلام في جنوب السودان، إلى جانب الجهود الدولية والإقليمية. ودعا البشير الفرقاء لنبذ العنف وتحكيم صوت العقل، ومجددا التأكيد على استمرار الاتصالات مع قيادة دولة جنوب السودان حتى يعم السلام والاستقرار أنحاءها.

من جهة أخرى، قالت السفارة الأميركية في الخرطوم في نشرة صحافية حصلت عليها «الشرق الأوسط» إن المبعوث الأميركي الخاص لجنوب السودان السفير دونالد بوث عقد جولة مباحثات مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت بجوبا أول من أمس بشأن التدابير المطلوبة لوقف العنف في جنوب السودان. وقال السفير بوث في البيان الصحافي إنه حصل على تعهد من كير بالتفاوض مع نائبه المقال رياك مشار ووقف الاحتراب في أسرع وقت، ودون شروط حال إبداء الطرف الآخر لاستعداده للتفاوض.

وأضاف بوث في بيانه أنه التقى 11 من قياديي الحزب الحاكم الذين اعتقلهم الرئيس سلفا كير عشية إعلانه عن انقلاب عسكري اتهمهم بتدبيره بقيادة مشار. وقال إن «المعتقلين في أمان ويحصلون على معاملة جيدة، وعبروا لي عن رغبتهم في القيام بدور بناء تجاه المصالحة الوطنية»، وفي ذات الوقت قال إن حكومته تنتظر كيفية توظيف هذه المواقف البناءة لحل الأزمة ووقف الاحتراب، وترحب بالدور الحالي لمنظمة الإيقاد في جنوب السودان، وتشجعها على التحرك بسرعة، والدفع بالقوات الحكومية والمعارضة لبدء مفاوضات فورية لوقف الاقتتال، ومعالجة أسبابه السياسية، وإنها مستعدة لتقديم الدعم لجهود الإيقاد عند الضرورة.