مصر تتعهد باتخاذ قرارات مشددة في الداخل ومع قوى خارجية لحفظ أمن البلاد

الرئاسة أعلنت الحداد ثلاثة أيام على ضحايا تفجير مديرية أمن الدقهلية

شاب يحاول المرور بين حطام عدد كبير من السيارات التي تأثرت بالانفجار أمس (أ.ب)
TT

تعهدت مصر أمس باتخاذ قرارات مشددة، قالت إنها ستكون استثنائية و لازمة، في الداخل ومع قوى خارجية لم تسمها، لحفظ أمن البلاد. وأعلنت الحداد ثلاثة أيام على ضحايا تفجير مديرية أمن الدقهلية في شمال البلاد، وشددت على معاقبة منفذي الحادث، الذي أودى الليلة قبل الماضية بحياة 14 وإصابة أكثر من مائة أشد العقاب. وقالت إنها «ستدحر الإرهاب كما دحرته في تسعينات القرن الماضي».

وأضافت الرئاسة المصرية في بيان لها مساء أمس أن «البلاد في حالة حداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح شهداء مصر الأبرار الذين اغتالتهم يد الإرهاب الآثمة في الحادث الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية»، وشدد بيان الرئاسة على أن دماء وأرواح شهدائنا لن تذهب هباء، وسيعاقب أشد العقاب كل من سولت له نفسه سواء بالتخطيط أو التمويل أو التحريض أو الاشتراك أو التنفيذ، حتى يوقن الجميع أن العبث بمقدرات هذا الوطن خط أحمر لن يتم تجاوزه أو حتى مجرد الاقتراب منه، دونما أن يكون لذلك عقاب رادع.

وأكدت الرئاسة على أن الدولة المصرية ستدحر الإرهاب مجددا وتجتثه من جذوره، كما دحرته في تسعينات القرن الماضي، في إشارة إلى موجة العنف التي قام بها إسلاميون متشددون في ذلك الوقت وتركزت في القاهرة وجنوب البلاد، واستهدفت المسؤولين في الدولة والسياحة والمسيحيين.

وتابع بيان الرئاسة قائلا، إن «مصر ستحارب القائمين على الإرهاب بلا هوادة ولن تأخذها بهم شفقة أو رحمة.. أولئك الذين تخلوا عن الوطن وابتعدوا عن صحيح الدين». وأضاف البيان: «وليعلم الجميع أن لهذا الوطن درعا تحميه، وسيفا يذود عن سيادته وأمنه»، مشددا على أن الوطن أمانة في أعناقنا، وهي أمانة غالية ومسؤولية جسيمة، سنقوم بإذن الله بالوفاء بها، في إطار سيادة القانون؛ حفاظا على مقدرات هذا الوطن وأرواح أبنائه. وقال أيضا إن «الحرب على الإرهاب باتت أولوية المرحلة الراهنة.. أما أرواح أبناء الوطن وحمايتها فهي مسؤوليتنا الأولى.. ولقد اتخذت مؤسسات الدولة المعنية ما يلزم من إجراءات ستنعكس على أمن الوطن والمواطن خلال الفترة القادمة، كما تعاهد رئاسة الجمهورية شعب مصر العظيم بأنها لن تتردد في اتخاذ ما يلزم من إجراءات استثنائية للذود عن الوطن والحفاظ على أرواح أبنائه». وأكد بيان الرئاسة أن مصر ستتخذ القرارات اللازمة إزاء القوى الخارجية التي تواصل تدخلها في الشأن الداخلي المصري، وشدد على أن الأمن القومي المصري يسمو فوق أي اعتبار؛ وأن أرواح أبناء هذا الوطن لا يمكن مقايضتها بأي علاقات أو أواصر أو مصالح.

وقال البيان: «شعب مصر العظيم إن هذه اللحظة الحرجة والحساسة من مصير أمتنا إنما تحتاج في المقام الأول إلى تلاحم كافة فئات الشعب والتفافها على هدف واحد لدحض الإرهاب واستكمال خطوات خارطة المستقبل وفقا لجدولها الزمني المعلن.. فأبدا لن تتعطل مسيرة هذا الوطن.. وأبدا لن نخل بالتزامنا تجاهه». ونعت الرئاسة المصرية «الشهداء»، وتقدمت لذويهم بخالص التعازي، وأكدت أن مسيرة الوطن لن تتوقف مهما حاول المعتدون، ومهما تآمر الغادرون، وسيقف لهم الأمن المصري بالمرصاد، ويثأر لشهدائنا وجرحانا ويقتص ممن أزهقوا أرواحهم وحاولوا بث الرعب في نفوس أبناء هذا الوطن».