لبنان: إجراءات أمنية مشددة في الأعياد على وقع تحذيرات من أعمال تخريبية

تركيز على محيط دور العبادة والمرافق السياحية ومصالح الدول

TT

تشهد معظم المناطق اللبنانية إجراءات أمنية مكثفة على وقع بعض المعلومات التي حذّرت من أعمال تخريبية من شأنها توتير الأوضاع لا سيما في فترة الأعياد.

وطلب الرئيس اللبناني ميشال سليمان من المسؤولين العسكريين والأمنيين تكثيف التدابير من أجل الحفاظ على أمن المواطنين وتنقلاتهم لممارسة واجباتهم الدينية بسلام وطمأنينة، فيما أعلنت قيادة الجيش أن وحداتها واصلت تنفيذ تدابير أمنية استثنائية خصوصا في محيط دور العبادة والطرق الرئيسة وأماكن التسوق والمؤسسات العامة والمرافق السياحية، والمصالح الأجنبية والعربية، وذلك «لطمأنة المواطنين والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم». وقد شملت هذه التدابير، انتشارا للعناصر وتسيير دوريات راجلة ومؤللة، وإقامة حواجز ثابتة ومتحركة وتركيز نقاط مراقبة. وذكرت القيادة المواطنين بدعوتها إلى التجاوب التام مع الإجراءات الأمنية المذكورة، والمبادرة إلى التواصل مع قوى الجيش، في حال الاشتباه في أي أمر قد يعرض أمنهم وسلامتهم للخطر.

مع العلم بأن زحمة سير خانقة تكبّل مدينة بيروت ومعظم المناطق اللبنانية عشية الأعياد، ويبدو واضحا الظهور العلني لوحدات الجيش اللبناني والقوى الأمنية المنتشرة في مختلف الطرقات، وهو الأمر الذي وإن كان يبعث الأمن والطمأنينة في نفوس اللبنانيين الخائفين من أي توتر أمني قد يعكر عليهم صفو فرحة الأعياد، فمن شأن الأنباء والشائعات التي تبث بين فترة وأخرى لا سيما التي تشير إلى احتمال وقوع تفجيرات كبيرة على غرار التي استهدفت بعض المناطق في الأشهر الأخيرة، وكانت آخرها السفارة الإيرانية الشهر الماضي، تجعلهم غير واثقين أو مؤمنين بقدرة الإجراءات الأمنية على الحد من هذه الأخطار.

وفي هذا السياق، رفض وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل تأكيد أو نفي الأنباء التي تشير إلى وقوع أي أعمال تخريبية، قائلا في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «كل ما لدينا من معلومات هي ملكنا، ونحن نقوم بواجباتنا على أكمل وجه ضمن الإمكانات الموجودة لدينا وبالتنسيق مع كل القوى الأمنية التي تتواصل في ما بينها عبر غرفة معلومات موحدة، وبالتعاون كذلك مع المستشفيات والصليب الأحمر والدفاع المدني ونقابة الأطباء».

كذلك، أكد مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» أن «تنفيذ هذه الإجراءات يتم بشكل دوري وعادي لا سيما في فترة الأعياد، من دون أن ينفي أنه هذا العام، وبسبب الأوضاع الأمنية، اتخذ قرار رفع الجهوزية بشكل أكبر لا سيما في الأماكن التي تحصل فيها التجمعات والتي تكون عادة هدفا لأعمال تخريبية».

وفي حين لفتت بعض المعلومات إلى أن هناك تخوفا من أن تكون بعض مناطق الجنوب عرضة لمثل هذه الأحداث، لا سيما بعد الهجومين الانتحاريين اللذين تعرض لهما الجيش في صيدا الأسبوع الماضي، رفض المصدر أن تكون يكون تكثيف الإجراءات جاء بناء على معلومات في هذا السياق، وبالتالي عدم تركيزها في مناطق دون أخرى، موضحا أن التركيز على منطقة وإهمال منطقة أخرى من شأنه يسهل المهمة أمام من لديهم نية للتخريب.

وفي هذه الإطار، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن عناصر الأمن العام في الشمال نفذت انتشارا واسعا في القرى والبلدات الشمالية كافة، حيث أقامت حواجز ثابتة ومتنقلة، وسيرت دوريات مؤللة وراجلة في الأقضية الشمالية كافة، لا سيما في مدينة طرابلس. كما أقامت مراكز ثابتة أمام الكنائس والأديرة والنوادي الليلية والمطاعم والمجمعات التجارية وغيرها من المرافق التي ستشهد حضورا كثيفا للمواطنين خلال أعياد الميلاد ورأس السنة.