«الجيش الحر» يعلن أحياء بحلب «مناطق عسكرية» والقصف بالبراميل يتمدد إلى ريف حماه

دمشق: المناطق السكنية تحولت إلى «جبهة قتال» تضم مقاتلين عربا وأجانب

صورة وزعتها الاستخبارات العراقية أمس قالت إنها تعود لزعيم «جبهة النصرة» المتشددة التي تقاتل في سوريا،
TT

بررت دمشق استهداف مدينة حلب بالغارات الجوية أن هذه المناطق تضم مقاتلين عربا وأجانب، فيما تمدد القصف بالبراميل المتفجرة، أمس، إلى محافظة حماه التي أعلن اتحاد تنسيقيات الثورة أن قرية الحويجة التابعة للمحافظة في سهل الغاب، وكفر زيتا، تعرضتا للقصف، بموازاة استمرار الهجوم بالبراميل المتفجرة على حلب وريفها، مما أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص خلال عشرة أيام. وتزامنت تلك التطورات مع تقدم القوات النظامية على أحد مداخل بلدة عدرا العمالية في ريف دمشق، إثر اشتباكات متواصلة مع مقاتلي المعارضة فيها.

وردت وكالة «سانا» على انتقادات واشنطن حول استهداف النظام للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب بالغارات الجوية، معتبرة أن استهداف هذه المناطق أتى بعدما تحولت إلى «جبهة قتال» تضم مقاتلين عربا وأجانب. واعتبرت الوكالة أن البيت الأبيض «تعامى» عن جرائم الإرهابيين (في إشارة إلى مقاتلي المعارضة) وغالبيتهم من أولئك المسلحين الأجانب عندما دان ما سماه «الهجمات الجوية المستمرة من جانب القوات الحكومية السورية.. بلا تمييز في مدينة حلب». وأضافت الوكالة: «إذا كان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، وصف المناطق التي تتعرض للقصف من قبل القوات الحكومية السورية بأنها «مناطق مدنية» فهذا صحيح بمعنى أنها أحياء سكنية، ولكن السؤال كيف تحولت إلى جبهة قتال يستخدم فيها الطيران، وهل أولئك الذين داخلها هم أصحابها أم أنهم عبارة عن مجموعة من المقاتلين غير السوريين.

وصرح كارني أن بلاده «تدين الهجمات الجوية المستمرة من جانب القوات الحكومية السورية على المدنيين، بما في ذلك استخدام صواريخ (سكود) وبراميل متفجرة بلا تمييز في حلب».

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بارتفاع عدد قتلى البراميل المتفجرة في حلب إلى أكثر من 410 قتلى بينهم 117 طفلا و34 امرأة، و30 مقاتلا معارضا، خلال عشرة أيام.

وكانت القوات الحكومية دفعت بتعزيزات كبيرة إلى حي الشيخ مقصود بالتزامن مع محاولته دخول معاقل المعارضة المسلحة في حي بني زيد والسكن الشبابي بحي الأشرفية. فيما اندلعت مواجهات عنيفة في محيط اللواء 80 بين الجيشين الحر والنظامي، وسمعت أصوات انفجارات قوية هزت شرق المدينة.

وأعلن الجيش السوري الحر وكتائب إسلامية معارضة ومقاتلة في مدينة حلب، بعض الأحياء السكنية «مناطق عسكرية». وأفاد مكتب أخبار سوريا المعارض، بأن مقاتلي المعارضة «وجهوا نداء لسكان كل من أحياء الأعظمية وسيف الدولة والكرة الأرضية وشارع الحديقة في المدينة للابتعاد عن الحواجز والمقرات العسكرية التابعة للجيش النظامي، معتبرا أنها مناطق عسكرية وخطوط اشتباك».

في غضون ذلك، أعلن ناشطون أن القوات النظامية قصفت مناطق في مدينة الزبداني وبلدة مضايا ومحيطها، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية، مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في مدينة عدرا العمالية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسيطرة القوات النظامية على إحدى مداخل المدينة، فيما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مخيم خان الشيح.

وتجددت المعارك بين الكتائب الإسلامية التي تسيطر على المدينة وقوات النظام، حيث تحاول الأخيرة استعادة السيطرة عليها منذ نحو أسبوعين، في ظل انقطاع الاتصالات والكهرباء عن المدينة بشكل كامل، ؟ بالتزامن مع قصف عنيف تعرضت له المدينة. وقال ناشطون إن القوات الحكومية استخدمت راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، مما أسفر عن حدوث دمار كبير في الأبنية السكنية.

واتسعت دائرة القتال إلى تخوم عدة، وتحديدا إلى دوما التي تعرضت لقصف جوي وبالمدفعية. وذكر ناشطون أن القوات النظامية شنت غارات على عين ترما ومزارع المليحة.

إلى ذلك، قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين كتائب المعارضة وقوات النظام في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة دمشق. وشهد محورا شارع اليرموك الرئيس وشارع فلسطين أعنف المعارك، استخدم خلاله الطرفان الأسلحة الثقيلة. وتزامن ذلك مع تعرض المخيم لقصف متقطع باستخدام القذائف المدفعية والصاروخية، كما استهدفت القذائف حي القابون.