عبد ربه مهاجما خطة كيري: فلتعطِ أميركا لإسرائيل أجزاء من واشنطن أو كاليفورنيا

الفلسطينيون سينتظرون ما تطرحه واشنطن قبل إعلان موقفهم النهائي

TT

شن ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، هجوما غير مسبوق على الولايات المتحدة، قائلا إنها لا تملك الحق في تقرير ما هي الحدود الفلسطينية، واقتطاع أجزاء من الأرض الفلسطينية لصالح إسرائيل، وذلك في إطار مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أميركية.

وقال ياسر عبد ربه، وهو أحد كبار مساعدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس: «الولايات المتحدة لا تملك الحق في أن تقرر لنا أين هي حدودنا وأن تسمح للمحتل الإسرائيلي بأن يقتطع أجزاء من أرضنا».

وأضاف لـ«صوت فلسطين»: «ليعطوه (المفاوض الإسرائيلي) أجزاء من كاليفورنيا أو من واشنطن أو من أي مكان آخر هم يريدون، ولكن هذه هي الأرض الوطنية للشعب الفلسطيني التي لا يملك أحد على الإطلاق العبث بها أو التنازل عن أي جزء منها».

وكان عبد ربه يرد على مقترحات لوزير الخارجية الأميركي جون كيري بشأن الوضع الأمني في منطقة الأغوار، التي اقترح بقاء القوات الإسرائيلية فيها لعدة سنوات.

ويتوقع أن يطرح كيري اتفاق إطار جديدا الشهر المقبل أو الذي يليه يتضمن تعديلات على الخطة الأمنية التي رفضها الفلسطينيون. ويريد كيري وضع الفلسطينيين والإسرائيليين في موقف يوقعون فيه على اتفاق يضع الخطوط العريضة لحل الملفات النهائية المعقدة. وما زال الموقف الفلسطيني من اتفاق إطار غير واضح ويكتنفه الغموض.

والأسبوع الماضي قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات خلال لقائه بالصحافيين في بيت لحم إنه يمكن تمديد المفاوضات عاما آخر، إذ جرى التوصل إلى اتفاق إطار، وبعد يوم واحد نفى المفاوض الفلسطيني محمد شتية إمكانية توقيع اتفاق إطار. ثم عاد عريقات وقال إنه من الصعب القبول بتمديد فترة المفاوضات بعد 29 أبريل (نيسان) المقبل.

وفي غضون ذلك، قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن شكل وطبيعة الاتفاق الذي سيعرضه الأميركيون هو الذي سيحدد الموقف الفلسطيني. وأضافت: «القيادة الفلسطينية حريصة على أن لا تتهم بتخريب المفاوضات، إذا كنا أمام اتفاق مثل اتفاق أوسلو سنرفضه، إذا كان هناك اتفاق معقول وواضح فلكل حادث حديث».

ومن المفترض أن يعود كيري الشهر القادم إلى المنطقة مع خبراء أميركيين في محاولة لصياغة الاتفاق، بعدما توصل إلى قناعة باستحالة الوصول إلى حل سلام نهائي مرة واحدة. ويريد كيري إنقاذ المفاوضات بهذا الاتفاق، بدل إعلان فشلها.

وعقب عبد ربه على اتفاق الإطار، قائلا إنه «خطير جدا». وأضاف: «إذا وقع فإنه سيكون أمرا خطيرا للغاية وسيؤدي إلى تقويض كل الجهود التي تجري الآن وسيواجهه الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية بالرفض المطلق وبالدعوة إلى الامتناع عن إكمال الدخول في العملية السياسية». وتابع: «هذا أمر قاطع بالنسبة لنا أن لا تكون هناك أمور من هذا القبيل، نعتقد أن هناك أطرافا في الإدارة الأميركية تدرك أن هذه مسألة في غاية الخطورة ولا يمكن الدخول فيها على الإطلاق».

وأضاف عبد ربه: «نحن قلنا أكثر من مرة إننا لا نجد هناك أي ضرورة لوجود ما يسمى اتفاق إطار لأن هذا الاتفاق سوف يعطي إسرائيل كل ما تريده على حساب الأرض الفلسطينية». وأردف: «ما سيعطينا إياه اتفاق الإطار سيكون غير قابل للتنفيذ، بينما سيكون ما تأخذه إسرائيل قابلا للتطبيق المباشر، خصوصا في ما يتعلق بمنطقة الأغوار وما يتعلق بالحديث عن الدولة اليهودية وسواها من الأمور.. ولهذا السبب نحن نرى كما كنا نؤكد أن المطلوب هو اتفاق قابل للتطبيق وليس مجرد وعود أو مصطلحات عامة غامضة تمنح للجانب الفلسطيني، بينما تمنح إسرائيل الحق في السيطرة الكاملة على الأغوار والقدس وعلى مناطق واسعة في الأرض الفلسطينية تحت عنوان اتفاق إطار، هذا الأمر لا يمكن التعامل معه أو القبول به».

ويشارك مسؤولون فلسطينيون في منظمة التحرير عبد ربه رأيه في المفاوضات، لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يحتفظ لنفسه بالتفاصيل في المباحثات مع كيري.