حركة التغيير الكردية تعقد أول مؤتمراتها في أربيل بحضور زعيمها

نوشيروان مصطفى: نحن القوة الثانية في الإقليم والأولى في السليمانية

جانب من المؤتمر الوطني الأول لحركة التغيير الكردية («الشرق الأوسط»)
TT

عقدت حركة التغيير الكردية «التي كانت في قيادة جبهة المعارضة الكردستانية منذ عام 2009»، مؤتمرها الأول الوطني في أربيل، «بحضور نوشيروان مصطفى زعيم الحركة وأكثر من ألف مندوب للمؤتمر من أعضاء الحركة، بقاعة الشهيد سعد عبد الله للمؤتمرات».

وجرى افتتاح المؤتمر بكلمة زعيم الحركة نوشيروان مصطفى، حيث أكد فيها أن حركته تأسست «من أجل النضال في سبيل محاربة الاحتكار السياسي والفساد في المجتمع، بالإضافة إلى تأكيد أن شعب كردستان لا يقبل بإضفاء المصالح الشخصية على المصلحة العامة»، مؤكدا أن مؤتمر حركته سيكون مؤتمرا مختلفا، حيث لا تقبل «بالتكتلات السياسية، ولا تعد المؤتمر مكانا لتصفية الحسابات بين قيادات الحركة».

مصطفى سلط الضوء على حركته، التي بدأت العمل إعلاميا من حيث توعية الجماهير في إقليم كردستان العراق، «طورت بعدها العمل إلى أن وصلت لمستوى إعلان قوة سياسية أصبحت اليوم من أكثر القوى تأثيرا على الساحة الكردستانية والعراقية وحتى في المنطقة بدليل وجودها في المراكز الأولى في كل العمليات الانتخابية التي جرت بالإقليم والعراق».

وأكد مصطفى أن حركته استطاعت أن تحدث تغييرات واضحة على الخارطة السياسية في إقليم كردستان، مؤكدا أن «الكثير من المواطنين تعرضوا للمحاسبة وقطع الأرزاق لمجرد انتمائهم إلى حركة التغيير، وهذا لم يمنع الحركة من خوض العملية السياسية والنجاح فيها، بدليل نتائج الانتخابات التي اشتركت فيها الحركة». وسلط مصطفى الضوء على سياسة حركته على المستوى القومي الكردي، حيث أكد دعم حركته الحركات التحررية الكردية «ماديا ومعنويا دون التدخل في شؤونها وإجبارها على الانصياع لها لتحقيق مكاسب سياسية أو حزبية».

وقد لوحظ في المؤتمر غياب بعض القادة الأساسيين الذين كان لهم دور كبير في تأسيس الحركة، أبرزهم «حمة توفيق رحيم الذي يعد الرجل الثاني في الحركة ويرتبط بصلة قرابة بزعيم الحركة نوشيروان مصطفى والذي قيل إن الأخير كان على خلاف معه بسبب تصريحاته حول حق حكومة الإقليم تصدير النفط من أراضي الإقليم للخارج شرط وجود الشفافية في الأمر، مما أغضب زعيم الحركة».

لكن الحركة، وعلى لسان إحدى قيادييها، نفت هذا الأمر، مؤكدة أن «سفر رحيم للخارج بسبب أمور تتعلق بصحته، كان سببا في تخلفه عن المؤتمر وعدم المشاركة فيه».

القيادي في الحركة أرام شيخ محمد الذي جرى اختياره متحدثا رسميا للمؤتمر، أكد في مؤتمر صحافي عقده عصر أمس أن ما يتداول حول الخلاف الموجود بين زعيم الحركة ونسيبه حمة توفيق رحيم القيادي في الحركة «بعيد عن الصحة، وأن ظروفا صحية منعت الأخير من المشاركة في المؤتمر».

وحول الانتقادات الموجهة لحركتهم حول آلية اختيار القيادات التي نصت عليها مبادئهم الأساسية باختيار قياداتهم سنويا دون اختيارها في المؤتمر العام لحركتهم، بين شيخ محمد أن حركة التغيير «تسلك طريقا مختلفا عن بقية الأحزاب في كردستان والعراق فيما يتعلق باختيار قيادتها»، مؤكدا عدم ممانعة القيادة والمجلس الوطني للحركة تغيير زعيم الحركة أو القيادات العليا فيها، «حيث تخضع كل هذه الأمور لتصويت أعضاء المجلس الوطني»، كما أكد شيخ محمد.

وأوضح المتحدث باسم المؤتمر أن عقد مؤتمرهم في أربيل لم يعن الانتقاص من أهمية السليمانية كصاحبة قاعدة جماهيرية واسعة لحركتهم، بل إن هذه المسألة تأكيد لـ«أهمية وموقع مدينة أربيل كعاصمة لإقليم كردستان وكمركز لاتخاذ وصنع القرار في الإقليم لدى قيادة الحركة، وتنفي بالدليل القاطع تمسك الحركة بالحس العاطفي الضيق لمدينة معينة على حساب المدن الكردستانية الأخرى».

ونفى شيخ محمد أن يكون «الحزب الديمقراطي الكردستاني» «قد ساهم ماليا في مصاريف المؤتمر»، مؤكدا أن «مصاريف الفنادق وقاعة المؤتمر والتنقلات التابعة لمندوبي المؤتمر على الحساب الشخصي لحركة التغيير».

وينتظر أن يختتم المؤتمر اليوم أعماله في أربيل «بتقييم أداء الحركة في السنوات الأربع الماضية ووضع برنامج متعلق بالسنوات الأربع المقبلة في الإقليم».