مواطن أميركي تحتجزه «القاعدة» يطلب من أوباما التفاوض لإطلاق سراحه

تعرض للخطف على يد مسلحين في باكستان عام 2011

وارن وينشتاين (واشنطن بوست)
TT

وجّه المتعاقد مع الحكومة الأميركية الذي تعرض للخطف على يد ميليشيات تنظيم القاعدة في باكستان في عام 2011 رسالة مصورة يطلب فيها من إدارة أوباما التفاوض مع معتقليه قائلا إنه يشعر بأنه لا يلقى الاهتمام «بكل ما تحمله الكلمة من معنى».

وناشد وارن وينشتاين، الذي بدا شاحب الوجه متحدثا بصوت خافت ينم عن الإنهاك، المسؤولين من أجل الاهتمام بقضيته، مطالبا حكومة الولايات المتحدة الأميركية بالنظر في مسألة تحريره من السجن المحتجز فيه من قبل ميليشيات «القاعدة». وبدأ وينشتاين، الخبير البالغ من العمر 72 عاما، حديثه مناشدا الرئيس أوباما بزيادة الجهود من أجل إطلاق سراحه.

وقال وينشتاين، الذي ظهر في تسجيله المصور جالسا في مواجهة جدار أبيض ومرتديا بدلة رياضية لونها رمادي وقبعة من الصوف سوداء اللون «أنت الآن في فترة ولايتك الثانية كرئيس للولايات المتحدة الأميركية، ويعني هذا أنك تستطيع اتخاذ قرارات صعبة من دون وجود أي قلق بشأن إعادة انتخابك لفترة ولاية أخرى». والجدير بالذكر عدم ظهور أي شخص آخر معه في مقطع الفيديو.

أُرسل مقطع الفيديو، الذي ظهر فيه شعار «الشباب» وهو الشعار الأصفر للإنتاج الإعلامي الخاص بتنظيم القاعدة، من خلال رسالة بريد إلكتروني مجهولة المصدر إلى العديد من الصحافيين الذين ينقلون الأخبار من أفغانستان، بحسب «واشنطن بوست» أمس. وتضمن مقطع الفيديو وجود روابط لملحوظة مكتوبة بخط اليد يُدعى أنها صادرة عن وينشتاين تحت عنوان «خطاب إلى وسائل الإعلام» في الجزء الأعلى من الفيديو. وكان تاريخ هذا المقطع هو 3 أكتوبر (تشرين الأول). ومن غير الواضح الوقت الذي جرى تسجيل مقطع الفيديو فيه.

وقال وينشتاين إنه يشعر بأنه «متخلى عنه ومنسي تماما»، وذلك في مقطع الفيديو الذي بلغت مدته 13 دقيقة، مصحوبا برسالة بخط اليد بثها موقع «السحاب» الجناح الإعلامي لتنظيم القاعدة على شبكة الإنترنت. وكان وينشتاين، وهو موظف بشركة «جيه إيه أوستن آند أوسوشيتس» الاستشارية ومقرها ولاية فيرجينيا، التي تدير مشاريع تنمية لصالح الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، اختطف من مدينة لاهور بشرق باكستان في 13 أغسطس (آب) عام 2011.

من جهتها، قالت ماري هارف، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، وأحد أفراد عائلة وينشتاين، مساء يوم الأربعاء، إنهما لم يتسلما الرسالة أو مقطع الفيديو بشكل منفصل، لكن صحيفة «واشنطن بوست» نقلت إليهما نسخة منهما. وذكرت هارف في ما بعد أن مسؤولي الولايات المتحدة الأميركية كانوا «يعملون بجد من أجل التحقق من صحة» محتوى الرسالة.

وقالت هارف في أحد التصريحات «نكرر مطالبتنا بتحرير وينشتاين وعودته إلى أسرته، لا سيما أثناء إجازة هذا الموسم، حيث إن هناك شخصا آخر بعيدا عن عائلته، ويحدونا الأمل وندعو له بالرجوع وسط أسرته مثلما يدعو الأشخاص الذي يحبونه ويشتاقون إلى رؤيته».

وفي بيان له صدر في ديسمبر (كانون الأول) 2011، قال زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري إنه سيجري إطلاق سراح وينشتاين في حال توقفت الولايات المتحدة عن شن غارات جوية في أفغانستان وباكستان والصومال واليمن. وطالب الظواهري بإطلاق سراح جميع المعتقلين من أعضاء تنظيم القاعدة وحركة طالبان. وفي العام التالي، حث الظواهري أنصاره على خطف المزيد من الرعايا الغربيين حتى يصبح موقف «القاعدة» أكثر قوة في مسعاها لتحرير جهاديين بارزين من قبضة الولايات المتحدة. ويأتي إطلاق سراح عمر عبد الرحمن على رأس أولويات التنظيم. وعمر عبد الرحمن مصري ضرير جرت إدانته بالتورط في تفجير مركز التجاري العالمي في عام 1993.

يذكر أن وينشتاين بين 12 شخصية بارزة اختطفتها «القاعدة» في باكستان، بينهم مواطن ألماني ونجل رئيس الوزراء السابق يوسف رضا جيلاني. ويعتقد مسؤولو الاستخبارات الباكستانية أن كل هؤلاء الرهائن محتجزون في مناطق قبلية بالقرب من الحدود الأفغانية التي يسيطر عليها مسلحون إسلاميون.