أجواء الرعب والقلق تعم بيروت.. والشلل يصيب وسطها التجاري

TT

لم يكن ينقص العاصمة اللبنانية إلا اغتيال جديد ليشل ما استجد فيها من حركة وزحمة، سبّبها موسم الأعياد، مع عودة عدد كبير من المغتربين الذين يعملون في الخارج ويستغلون فترة إجازة نهاية العام للعودة إلى بلدهم والمساهمة في تنشيط حركة الأسواق والمقاهي فيه.

وبينما كانت المطاعم والمقاهي والفنادق تستعد لموسم عيد رأس السنة، جاء الحدث الأمني باغتيال وزير المال السابق محمد شطح، إحدى أبرز شخصيات تيار المستقبل، ليشل الحركة نهائيا وينشر أجواء من الرعب والقلق، ظن اللبنانيون أنها ولت إلى غير رجعة. بدت الشوارع في العاصمة بيروت أمس مسمومة، حركة السير فيها خجولة، باستثناء الطرق المؤدية إلى وسط بيروت، حيث باشرت عائلة شطح الصغيرة والسياسية تقبل التعازي في مسجد محمد الأمين، بالقرب من المكان الذي سيدفن فيه اليوم إلى جانب رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل منتصف فبراير (شباط) 2005.

وباستثناء الطرق المؤدية إلى مسجد محمد الأمين، بدت أسواق وسط بيروت التجارية ومقاهيه مقفرة، لا أحد يلوح فيها باستثناء قلة من الموظفين حضرت على الرغم من معرفتها السابقة بطبيعة الوضع. شهد الوسط التجاري بأكمله حالة من الشلل، لا سيما أن عملية الاغتيال وقعت على أحد مداخله. وانسحب هذا المشهد على المجمعات التجارية الكبرى في بيروت وضواحيها، بحيث افتقدت أمس روادها وحيويتها المعهودة في مثل هذه الفترة من العام.

في موازاة ذلك، اتخذت القوى الأمنية تدابير مشددة لمواكبة المعزين الذين توافدوا أمس إلى وسط بيروت، وقطعت كل الطرق المؤدية إلى المسجد أمام المارة والسيارات. كما أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عن اتخاذها اليوم إجراءات خاصة خلال تشييع شطح ومرافقه طارق بدر، بدءا من التاسعة صباحا ولحين الانتهاء، تشمل تحويل السير في عدد من الطرق وإقفال بعضها الآخر.

وناشدت المواطنين أخذ العلم والتقيد بتوجيهات وإرشادات رجال قوى الأمن الداخلي، وبعلامات السير التوجيهية الموضوعة في المكان تسهيلا لحركة المرور ومنعا للازدحام.