براميل النظام المتفجرة تقتل العشرات في حلب.. والعثور على مقبرة جماعية بريف حمص

مقاتلو المعارضة يتقدمون في معارك مطار دير الزور

سوري يحمل طفلا انتشله من بين الأنقاض بينما يحييه آخرون، وذلك بعد غارة شنها النظام على حي الميسر في حلب أمس (رويترز)
TT

قتل 25 شخصا على الأقل، في هجوم جوي شنته القوات النظامية على سوق للخضار في مدينة حلب بشمال البلاد أمس، في حين واصل «الجيش السوري الحر» تقدمه في مدينة دير الزور باتجاه مطارها العسكري الخاضع لسيطرة القوات النظامية.

وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «من بين قتلى القصف النظامي على سوق الخضار بحلب أربعة أطفال قتلوا من جراء رمي بالبراميل المتفجرة أسفر أيضا عن تدمير مستشفى»، مشيرا إلى أن «حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع حيث أصيب عشرات آخرون في الهجوم».

ويعد هذا القصف على الأحياء المعارضة في حلب من قبل القوات النظامية استمرارا لحملة «البراميل المتفجرة» البدائية الصنع التي لاقت إدانة دولية. وأظهر مقطع مصور نشرته منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان على الإنترنت، بعض السكان وهم يخرجون جثثا مشوهة من هياكل سيارات محترقة، إضافة إلى حطام مبان قريبة في أحد الطرق التي تعرضت للهجوم وتراصت فيه الجثث، في حين استغاث بعض الشبان بالسيارات للمساعدة في نقل الجرحى.

وأشار ناشطون في حلب إلى أن «أهالي المناطق الشرقية من حلب بدأوا يومهم بتلقي البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران النظامي على التجمعات السكنية ومنازل المدنيين والأسواق والمدارس». وشهد حيا طريق الباب والميسر المكتظان بالمدنيين مجزرتين راح ضحيتها أكثر من 40 قتيلا وعشرات الجرحى، جراء إلقاء براميل متفجرة خلفت دمارا كبيرا في المنازل والمحال التجارية، بحسب الناشطين.

وتتعرض الأحياء الشرقية ومناطق في ريف حلب واقعة تحت سيطرة المعارضة منذ 13 يوما لحملات قصف جوي متواصلة استخدمت فيها البراميل المتفجرة، وأسفرت عن وقوع أكثر من 560 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطين.

وكانت القوات النظامية استعادت أراضي في جنوب شرقي حلب في الأسابيع الماضية وحققت مكاسب في أحياء حول العاصمة دمشق أيضا.

ومن المرجح أن تكون هذه الخطوة بمثابة محاولة لتعزيز موقف الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة المعارضة قبل مؤتمر «جنيف 2» للسلام المقرر عقده الشهر المقبل.

وتنفي السلطات الرسمية استخدام البراميل المتفجرة في حلب، إذ نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات من الجيش أوقعت قتلى ومصابين بين صفوف إرهابيين حاولوا الاعتداء على أهالي حي صلاح الدين في حلب، ودكت العديد من أوكارهم وتجمعاتهم في مدينة حلب وريفها». وأضاف أنها دمرت «أوكارا للإرهابيين بما فيها من أسلحة وذخيرة في قرى وبلدات ماير وبيانون وحريتان وحندرات والوضيحي وعزان ومعارة الأرتيق والمسلمية وخان العسل».

في موازاة ذلك، أعلن ناشطون في دير الزور، شرق البلاد، أن كتائب الجيش الحر حققت تقدما في المعارك الدائرة في محيط مطار دير الزور العسكري وسيطرت على بناء جانب كتيبة الصواريخ «دفاع جوي» المتاخمة للمطار مما يعد تقدما مهما ضمن المعارك الدائرة في محيط المطار.

وكانت كتائب الجيش الحر أعلنت سيطرتها على غالبية قرية الجفرة المحاذية لمطار دير الزور العسكري والتي كانت تتمركز فيها القوات النظامية وتصد من خلالها ضربات المعارضة الموجهة إلى أسواره. ويعد مطار دير الزور العسكري إلى جانب مركز الطلائع من النقاط العسكرية القليلة التي لا يزال الجيش السوري النظامي يحتفظ بها. وتحكم كتائب المعارضة حصارها على المطار منذ أكثر من سنة.

وفي ريف حمص، أفاد ناشطون بـ«العثور على 15 جثة لأشخاص من مدينة الرستن بريف حمص الشمالي أعدموا ميدانيا، وبعض الجثث مقطوعة الرأس، و12 شخصا من القتلى أشقاء وأبناء عمومة من عائلة الطويل، وثلاثة من عائلة العرعور والشمير والحيلاوي».

وفي ريف دمشق، شنت القوات النظامية حملة مداهمة وتفتيش في حي ركن الدين في العاصمة دمشق، حيث فتش عناصر الأمن عددا من المنازل، وسجلت عدة حالات اعتقال.

وأفاد ناشطون بأن «قوات الأمن ركزت في بحثها على الفارين من الخدمة الإلزامية في الجيش النظامي، إضافة إلى التدقيق بعقود الإيجارات للمنازل السكنية». كما نفذت القوى الأمنية حملة مماثلة في حي مساكن برزة تركزت على المباني المجاورة للفرن الآلي ونادي الضباط. ولم ترد أنباء عن وقوع حالات اعتقال، بينما شهدت منطقة السخانة في حي الميدان انتشارا أمنيا مكثفا، تزامنا مع حملة مداهمات لعدد من المنازل في المنطقة أيضا.