وزير الإعلام في جنوب السودان لـ «الشرق الأوسط»: نطارد مشار للقبض عليه.. والانقلابيون خططوا لتغيير علم الدولة

جوبا ترهن إطلاق سراح بقية المعتقلين السياسيين بوقف الأعمال العدائية

TT

أكدت دولة جنوب السودان أنها ستطارد نائبها السابق رياك مشار حتى تلقي القبض عليه في حال رفض الاتفاق على وقف العدائيات، وشددت على أن وفدها لن يذهب إلى المفاوضات الثلاثاء المقبل قبل الاتفاق على وقف العدائيات، واشترطت إطلاق سراح بقية المعتقلين وهم ثلاثة بمن فيهم باقان أموم بوقف العدائيات، وجددت تأكيدها بجهوزيتها للحوار من دون شروط، نافية اتهامات مشار بمشاركة الجيش الأوغندي في القتال الدائر في الدولة حديثة الاستقلال.

وقال وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم حكومة جنوب السودان مايكل مكواي لـ«الشرق الأوسط»، إن جيش بلاده سيظل يطارد نائب الرئيس السابق رياك مشار بعد أن وصفه بـ«الانقلاب الفاشل»، إلى أن يجري القبض عليه في المكان الذي يختبئ فيه، وأضاف: «نحن ما زلنا نبحث عن مشار وسنقبض عليه»، وتابع: «نحن طالبنا بوقف العدائيات بين القوات المتحاربة ولم نتحدث إطلاقا عن وقف إطلاق النار الذي يجري عبر تفاوض ونقاش حتى يجري خلق آليات للتنفيذ والإشراف». وقال: «يبدو أن مشار لا يفرق بين وقف العدائيات ووقف إطلاق النار وهذه مشكلته هو وليست مشكلتنا وموقفنا واضح أننا جاهزون للحوار من دون شروط»، مشيرا إلى أن مشار في كل لحظة يحاول أن يضع شروطا جديدة، وقال: «مشار انقلابي فاشل ومع ذلك يحاول أن يفرض شروطه هو على الحكومة».

وقال مكواي إن مشار في ظل رفضه الاتفاق على وقف العدائيات فلن تطلق الحكومة سراح بقية المعتقلين الذين اشتركوا في المحاولة الانقلابية في السادس عشر من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، وأضاف: «النقطة الرئيسة أن يجري وقف العدائيات بيننا وإذا رفض مشار فلن نطلق سراح المتبقين من المعتقلين وهم أنكروا في التحقيقات أي علاقة لهم به وبانقلابه الفاشل»، وقال: «لقد فوت مشار ومجموعته فرصة ذهبية برفضهم قدمتها دول الإيقاد بإعلان وقف العدائيات بل ما زالت قوات مشار تهاجم مواقع الدولة ولن نقف مكتوفي الأيدي وسنرد عليه»، وأضاف: «إذا لم يقبل مشار قبل الثلاثاء وقف العدائيات وهو موعد بدء المفاوضات فلن يكون هناك تفاوض معه»، وتابع أن مشار هو الذي يطالب بإطلاق سراح باقان أموم ودينق الور وكوستي مانيبي، وهذا يعني بالنسبة لنا أنهم شركاؤه في الانقلاب رغم أنهم أنكروا ذلك، وقال إن «المقبوض عليهم خططوا للانقلاب ووجدنا خطة احتلال جوبا كما وجدنا علما جديدا للدولة، بمعنى أنهم خططوا إلى تغيير علم الدولة»، وأضاف: «علم الانقلابيين فيه ألوان كثيرة وصورة بقرة»، وقال: «إذا أطلق سراحهم في هذا الوقت فسيذهبون إلى التآمر مرة أخرى». ونفى وزير الإعلام مشاركة طائرات الجيش الأوغندي في القتال الدائر في عدة مناطق في جنوب السودان، وقال: «مشار يطلق مثل هذه الاتهامات من دون أدلة، جيشنا لديه مروحيات مقاتلة وهو يعلم ذلك وليس لدينا طائرات (ميغ 29)»، مشيرا إلى أن كمبالا لديها قوات في الاستوائية، ووقف اتفاق ثلاثي بين بلاده وأوغندا والكونغو الديمقراطية لمقاتلة جيش الرب بقيادة جوزيف كوني، وقال «هذا الاتفاق معروف منذ فترة ومشار يعلم ذلك عندما كان نائبا للرئيس ولم تدخل أي قوات أجنبية في هذه المعارك»، وأضاف: «نحن سنواصل مقاتلة مشار وقواته إلى أن يستسلم أو يخرج من جنوب السودان».

وكانت جوبا قد أطلقت سراح ثمانية من جملة 11 قياديا كانت قد اعتقلتهم السلطات في أعقاب محاولة انقلابية فاشلة اتهم فيها نائب الرئيس السابق رياك مشار، ورفضت الحكومة إطلاق سراح الأمين العام السابق للحزب الحاكم باقان أموم، وعضو المكتب السياسي للحزب دينق الور، ووزير المالية السابق كوستي مانيبي، وثلاثتهم جرى تحديدهم كمفاوضين من قبل مشار، وكانت دول الإيقاد طلبت من رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت إطلاق سراح كافة المعتقلين في ما تطلق عليه الحكومة المحاولة الانقلابية الفاشلة، ليتمكنوا من المشاركة في المفاوضات التي حدد لها الثلاثاء المقبل.

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير لـ«الشرق الأوسط» إن «قواته صدت هجوما شنته قوات موالية للدكتور رياك مشار نائب الرئيس السابق في منطقة ميوم وفاريانق في ولاية الوحدة»، مشيرا إلى أن جيش بلاده عزز من وجوده العسكري لتأمين حقول النفط في منطقة ملوط في ولاية أعالي النيل، وأوضح: «لقد جرت معارك عنيفة أمس بين قواتنا وميليشيا تابعة للمتمرد الدكتور رياك مشار في منطقة ميوم في ولاية الوحدة وتمكنت قواتنا من السيطرة»، وأضاف أن قوات مشار تكبدت خسائر في الأرواح والعتاد.

وقال أقوير إن جيش البلاد لم يتلق تعليمات من قبل الحكومة بوقف إطلاق النار، وأضاف «لكننا سنلتزم بأي قرار صادر من القيادة السياسية لأي وقف لإطلاق النار»، وقال إن القيادة العسكرية أرسلت تعزيزات إضافية لحماية مناطق النفط في منطقة ملوط في أعالي النيل التي تنتج 200 ألف برميل يوميا، عادا أن قوات مشار صعدت من عملياتها العسكرية وتقوم بتخريب منشآت الدولة.

من جهته، رفض الدكتور رياك مشار الالتزام بأي هدنة، مطالبا بأن أي وقف لإطلاق النار يجب أن ترافقه آلية للمراقبة. في حين وصلت طلائع القوات الأممية للبلاد، وأعلن الرئيس سلفا كير ميارديت التزامه بوقف إطلاق النار والإفراج عن معتقلين، ونقلت «بي بي سي» عن مشار قوله في اتصال هاتفي عبر الأقمار الصناعية من مكان لم يحدد، أن وقف إطلاق النار - حتى يتمتع بالمصداقية «وحتى لا نخدع أنفسنا» - يجب أن يخضع للمراقبة، ويكون تفاوضيا بما يسمح بوضع آلية للإشراف عليه. وأضاف أنه قال للوسطاء إنه من أجل بدء مفاوضات مباشرة مع سلفا كير يفضل أن يجري الإفراج أولا عن «المعتقلين السياسيين».