حماس ترفض دعوات الانسلاخ عن «الإخوان» وتفتح النار على منتقديها

فصائل منظمة التحرير: الانتماء لفلسطين وليس للإرهابيين

TT

رفضت حركة حماس الفلسطينية دعوات فصائل منظمة التحرير بالانسلاخ عن جسم الإخوان المسلمين، وهاجمت بعنف أصحاب تلك الدعوات، وفتحت النار على المنظمة ومصر.

ودعا قادة فصائل منظمة التحرير حركة حماس إلى فك ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين وتنظميها الدولي، وإعلان نفسها حركة وطنية فلسطينية، أسوة بفصائل العمل الوطني الأخرى، خصوصا بعد قرار الحكومة المصرية اعتبار «الإخوان» جماعة إرهابية ومحظورة، متوعدة بمحاسبة كل من يقدم لهم الدعم والمساعدة.

وحذر قادة فصائل المنظمة في أحاديث منفصلة لإذاعة «موطني» المحلية، من تبعات إصرار حماس على الانتماء لـ«الإخوان»، وآثار ذلك «على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، وعلى جماهير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بشكل خاص، الذين يدفعون ثمن هذا الانتماء يوميا».

وقال جمال محيسن، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح: «يجب أن تنسلخ حماس عن الجماعة، وأن تتحول إلى حركة تحرر وطني، على غرار التنظيمات الفلسطينية، وإقرار الولاء والانتماء للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وعدم ربط مصيرها بالجماعة».

وحذر محيسن من التبعات السياسة والاقتصادية والأمنية على الشعب الفلسطيني، إذا ما أصرت حماس على انتمائها للجماعة «الإرهابية المحظورة»، داعيا إياها إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصلحة الحزبية الضيقة.

وانضم قادة فصائل المنظمة لفتح، وقال أحمد مجدلاني، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي: «حماس حولت نفسها من حركة دعوية إلى ميليشيات مسلحة، بعد الانقلاب العسكري في غزة، والآن تتحول إلى حزب محظور وإرهابي، من خلال تبعيتها لجماعة الإخوان».

وبدوره، عدّ جميل شحادة الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية أن «المطلوب من حماس فك ارتباطها بالجماعة المحظورة، والكف عن رهن المشروع الوطني الفلسطيني بيد الجماعة من أجل أهدافها ومصالحها».

واتهم محمود إسماعيل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حركة حماس بـ«شق الوطن إلى شطرين». أما نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، فدعا حماس إلى تقديم نفسها كحركة وطنية فلسطينية، وليست جزءا من أي جهة خارجية.

وتعد هذه الدعوات الأولى من نوعها على مستوى رسمي وواسع، كي تنسلخ الحركة الإسلامية عن جماعة «الإخوان»، بعدما اقتصر الأمر في الأشهر الأخيرة على مجرد أفكار ودعوات لذلك.

لكن رد فعل حماس جاء عنيفا، وقال يحيى موسى النائب في المجلس التشريعي والقيادي في الحركة، إن دعوة بعض الأطراف للحركة بالابتعاد عن جماعة الإخوان المسلمين هي «دعوة لأن تكون حماس أي شيء إلا حماس».

وهاجمت وسائل إعلام حماس مصر، ووصفت القيادة المصرية بـ«السلطات الانقلابية». وقال موسى على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، مخاطبا فصائل منظمة التحرير: «يا من تتلونون مثل الحرباء، وقبلتم في لحظة يأس وإحباط أن تنكسر إرادتكم وتخونوا تاريخكم، وتعترفوا بعدوكم».

ووصف النائب الحمساوي الفصائل بأنها «بلاء هذا الشعب، ومصيبته ونكبته، مثل المرض العضال، الذي شل حركة التحرر وأقعدها عن بلوغ أهدافها، لأنكم بالتنسيق الأمني تحولتم إلى خنجر مسموم في ظهر المقاومة، وسيف مشبوه في يد الأعداء».

واللافت أن موسى نفسه كان قد دعا حركته في وقت سابق إلى إعلان نفسها حركة وطنية فلسطينية، وأن «لا تبقى هياكلها التنظيمية وأطرها المؤسساتية أطرا تنظيمية إخوانية (الإخوان المسلمين)».

وتعيش حماس أسوأ علاقة لها مع مصر، بسبب اتهامها بالتدخل في الشؤون الداخلية لمصر، وما قابله من ردة فعل مصرية. وحذر الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة حماس، فصائل المنظمة، من خطورة الانسياق خلف بعض «الموتورين الحاقدين» على «الإخوان»، وعدّ من يفعل ذلك «ما هو إلا مجرد ذيل من ذيول الاحتلال الذي يمارس حركات بهلوانية ليحصل في النهاية على الدعم المادي بكافة أشكاله منه».