الجيش الإسرائيلي يرد بـ40 قذيفة على لبنان بعد سقوط صاروخين قرب الحدود

نتنياهو: سياستنا تجاه بيروت نفسها إزاء غزة

TT

شهدت الحدود اللبنانية - الإسرائيلية توترا أمس عندما أطلقت صواريخ من جنوب لبنان على شمال الدولة العبرية التي ردت بدورها بإطلاق قذائف المدفعية عبر الحدود التي كانت هادئة بشكل كبير منذ الحرب التي دارت بين إسرائيل وحزب الله اللبناني عام 2006.

وتزامن تبادل إطلاق النار الذي لم يتسبب في حدوث إصابات على أي جانب مع تصاعد حالة التوتر السياسي في بيروت في أعقاب اغتيال وزير اللبناني السابق محمد شطح الجمعة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، إن «جيشه رد على إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان بالسرعة والقوة اللازمتين»، مؤكدا أن إسرائيل لن تقبل باستمرار إطلاق الصواريخ بين حين وآخر، وسترد على ذلك كلما اقتضت الضرورة. وحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية عن حوادث إطلاق النار المنطلقة من أراضيها.

وقال نتنياهو لوزرائه: «الجيش رد بسرعة.. هذه هي السياسة التي ننتهجها إزاء لبنان كما هي سياستنا إزاء قطاع غزة». وأضاف أن «منظمة حزب الله وضعت آلاف الصواريخ داخل منازل سكنية في لبنان وهي ترتكب بذلك نوعين من جرائم حرب، أحدهما إطلاق النار على إسرائيل، والآخر استخدام مدنيين دروعا بشرية». وتابع: «هذه هي جريمة حرب مزدوجة ترتكب تحت رعاية الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني اللذين لا يعملان شيئا من أجل منع هذا التسلح وهذه الجرائم».

وأردف: «نحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية عن هذه التحولات ونعلم أن من يقف وراء حزب الله في هذا التسلح هو بالطبع إيران. هذه هي إيران نفسها التي تواصل مساعدة النظام السوري بذبح المدنيين وتواصل تسليح المنظمات الإرهابية التي ترتكب عمليات إرهابية في الكثير من الدول. وهذه هي إيران نفسها التي تطور حاليا أجهزة طرد مركزي مطورة تستطيع أن تخصب اليورانيوم بوتيرة بقدر ست مرات أسرع من أجهزة الطرد المركزي العادية التي تمتلكها».

وكانت عدة صواريخ أطلقت من لبنان، صباحا على شمال إسرائيل، سقط اثنان منها في أراض مفتوحة دون إصابات، لكنها رفعت نسبة التوتر على الحدود. وقالت السلطات الإسرائيلية، إن «خمسة صواريخ أطلقت من لبنان إلا أن صاروخا واحدا فقط أو اثنين سقطا داخل إسرائيل قرب بلدة كريات شمونة».

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش أطلق نحو 40 قذيفة على مناطق مختلفة من جنوب لبنان ردا على إطلاق صاروخي كاتيوشا.

ولم يتضح على الفور من أطلق الصواريخ تجاه إسرائيل. وقالت قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، وهي تحث على ضبط النفس، إنها تعمل مع الجيش اللبناني للحصول على مزيد من التفاصيل عن الهجوم.

وقال أندريا تيننتي، الناطق الرسمي باسم قوات الطوارئ الدولية، للوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، إن «قواته تتابع الوضع ميدانيا على الأرض». وأضاف أن «القائد العام الجنرال باولو سييرا يجري اتصالات مع الطرفين، وأن قوات يونيفيل والجيش اللبناني يسيران دوريات بالمنطقة الحدودية التي تسودها حالة من الحذر».

وذكرت الوكالة الوطنية أن القوات الإسرائيلية قصفت المنطقة الواقعة بين راشيا وراشيا الفخار والماري وابل السقي والوزاني وتلال كفر شوبا ووطي الخيام وسردا، في جنوب لبنان، بأكثر من 20 قذيفة.

وفي غضون ذلك عثر الجيش اللبناني في وادي الخريبة قضاء حاصبيا على أربع منصات خشبية استخدمت لإطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل.

وانضم وزير الدفاع موشيه يعالون إلى نتنياهو، وحمل هو الآخر حكومة لبنان وجيشه المسؤولية عن حادث إطلاق الصواريخ، متوعدا بأن يرد الجيش الإسرائيلي بصرامة أكبر على اعتداءات مماثلة إذا ما اقتضت الضرورة ذلك. وقال: «أنصح كل الجهات بعدم اختبار صبر إسرائيل وعزمنا على حماية أمننا». وأوضح أن الجيش رفع شكوى إلى قوات اليونيفيل الدولية العاملة في جنوب لبنان حول هذا الحادث. وأضاف: «لن نتسامح مع إطلاق النار علينا من لبنان ولن نسمح لكل منظمة بتعطيل الحياة».