مقتل 18 شخصا وإصابة 40 آخرين في هجوم انتحاري بمحطة قطارات في روسيا

التحقيقات الأولية تؤكد أن الهجوم نفذته امرأة انتحارية.. ومخاوف حول أمن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية

TT

قتل 18 شخصا على الأقل وجرح 40 آخرون أمس في روسيا عندما فجرت انتحارية نفسها في إحدى محطات القطارات في مدينة فولغوغراد القريبة من منطقة القوقاز الروسي المضطربة على ما أعلنت وسائل الإعلام الروسية.

وقالت اللجنة المكلفة التحقيق في الهجوم في بيان، إن «قنبلة انفجرت عند الساعة 13:00 بالتوقيت المحلي (09:00 بتوقيت غرينتش) عند مدخل محطة فولغوغراد، وبحسب المؤشرات الأولية فإن الهجوم نفذته امرأة انتحارية».

وأوضح البيان، أن الانفجار وقع بالقرب من أجهزة كشف المعادن الموضوعة عند مدخل المحطة الرئيسة للمدينة. وأضاف أن «ما لا يقل عن 14 شخصا قتلوا وأصيب 27 آخرون بجروح بينهم طفل». الحكومة المحلية من جانبها، وبحسب ما نقلت عنها وكالة ريا نوفوستي للأنباء الروسية التي تحدثت عن مقتل 18 شخصا وإصابة أكثر من 40 آخرين. ولكن مسؤولا في وزارة الصحة أكد للتلفزيون إصابة أكثر من 50 شخصا بالهجوم. وأظهرت لقطات بثها تلفزيون الدولة الرسمي نوافذ متطايرة من الطابقين الأوليين للمحطة والكثير من سيارات الإسعاف تقف خارج المدخل الرئيس للمحطة وسط الحطام والثلج. وقالت لجنة مكافحة الإرهاب الوطنية الروسية في بيان، إن «المؤشرات الأولية تظهر أن الانفجار نفذته امرأة انتحارية». ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» للأنباء الروسية عن المتحدث باسم اللجنة فلاديمير ماركين قوله، إن بعض المسؤولين بدأوا تحقيقا في «الهجوم الإرهابي» المفترض. ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية عن متحدث باسم وزارة الداخلية في مقاطعة سفيتلانا، أن الانفجار وقع داخل المحطة عند نحو الساعة 12:45 (08:00 بتوقيت غرينتش) وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 18 شخصا وإصابة 40 آخرين بجروح مختلفة. وقالت فالنتينان بيتروشينكو التي تعمل بائعة في محل في المحطة، إن «الانفجار كان قويا جدا». وأضافت: «كان هناك الكثير من الناس بدأوا يركضون. كان الأمر مخيفا». وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فجرت انتحارية من داغستان نفسها في حافلة ركاب في فولغوغراد بجنوب روسيا مخلفة ستة قتلى. وأثار الهجوم مخاوف في روسيا حول أمن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي والمؤمل إجراؤها في فبراير (شباط) المقبل. ومنذ عام 1999 تتعرض روسيا لسلسلة من الهجمات الدامية، تنفذ الكثير منها انتحاريات يطلق عليهن اسم «الأرامل السود». كما قامت انتحارية بتفجير نفسها على شبكات المترو في موسكو في عام 2010 مما أسفر عن 40 قتيلا. وتشهد داغستان الواقعة على ضفاف بحر قزوين بشكل شبه يومي تفجيرات أو اعتداءات تستهدف في الدرجة الأولى قوات الأمن وكذلك أيضا مسؤولون إداريون وسياسيون ودينيون. ويتبنى المتمردون الإسلاميون أغلبية هذه الهجمات التي عبرت حدود الشيشان بعد الحرب الأولى بين القوات الروسية الفيدرالية والانفصاليين في هذه الجمهورية الصغيرة (1994 - 1996) وتحولت إلى حركة مسلحة ناشطة في كل منطقة القوقاز الشمالي. ودعا زعيم الإسلاميين في القوقاز الروسي دوكو عمروف، العدو اللدود للكرملين، في الثالث من يوليو (تموز) الماضي إلى شن هجمات تستهدف الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014 التي تستضيفها مدينة سوتشي. وهي المرة الأولى التي يتوعد فيها الزعيم الإسلامي بمهاجمة الألعاب الأولمبية الشتوية. وسبق أن تبنى عمروف هجمات دامية عدة ارتكبت في الأعوام الأخيرة في روسيا، بينها اعتداء على مطار موسكو - دوموديدوفو أسفر عن 37 قتيلا واعتداءات مترو الأنفاق في موسكو في 2010. ويتزعم عمروف «إمارة القوقاز» وهي حركة إسلامية سرية مدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية لدى الولايات المتحدة. وأعلنت السلطات الروسية العام الماضي تفكيك مجموعة مرتبطة بعمروف كانت تعد لتنفيذ هجمات في سوتشي قبل الألعاب الأولمبية وخلالها. والألعاب الأولمبية في سوتشي حدث يحرص عليه كثيرا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي استخدم كل نفوذه من أجل تنظيمه. وهذه المدينة الواقعة بين الجبال والبحر الأسود قريبة من القوقاز الروسي وهي منطقة غير مستقرة في جنوب روسيا، حيث هجمات المتمردين الإسلاميين شبه يومية تقريبا. وكان عمروف أعلن في فبراير (شباط) 2012 أنه أمر أنصاره بالكف عن مهاجمة المدنيين. وشهدت الشيشان، الجمهورية الصغيرة في القوقاز الروسي، نزاعين متتاليين منذ 1994 مع القوات الروسية. وتحول التمرد الانفصالي تدريجيا إلى تمرد إسلامي امتد إلى جمهوريات مجاورة مثل داغستان.