وفاة السفير الفلسطيني في براغ بعد انفجار وقع في مسكنه

الشرطة استبعدت «الإرهاب».. وأنباء عن العثور على أسلحة ومتفجرات

عناصر شرطة ورجال إطفاء يحيطون بمقر إقامة السفير الفلسطيني في العاصمة براغ جمال الجمل أمس (إ.ب.أ)
TT

أحاط الغموض بمقتل السفير الفلسطيني في براغ جمال الجمل أمس بعد انفجار وقع في مسكنه أمس. واستبعدت الشرطة أن يكون الانفجار ناتجا عن هجوم إرهابي، لكن مصادر مقربة من سير التحقيقات تحدثت عن العثور على أسلحة ومتفجرات في مبنى مجاور تابع للسفارة الفلسطينية.

وصرحت المتحدثة باسم شرطة براغ أندريا زولوفا معلنة عن وفاة السفير الجمل: «إننا نؤكد مع الأسف هذه المعلومات التي وردتنا من خدمات الطوارئ». وأضافت: «الأدلة التي جمعتها الشرطة لا تشير إلى أي هجوم إرهابي أو أن شخصا معينا وضع نظاما بهدف الإضرار بأحد أو قتله».

وصرح الجراح دانيال لانغر من مستشفى براغ العسكري الذي نقل إليه الجمل لتلفزيون «تشيكيا» أن السفير أصيب بـ«جروح قاتلة في الرأس والبطن والصدر بسبب الانفجار»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية أمس.

وكان الجمل تولى منصبه في أكتوبر (تشرين الأول)، وانتقل مؤخرا إلى مسكنه الجديد في الضواحي الشمالية من براغ.

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان صحافي إن الانفجار وقع عندما حاول السفير الجمل فتح خزنة قديمة نقلت من مقر السفارة القديم إلى المقر الجديد، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا). وأضافت الوزارة أن الانفجار وقع بعد دقائق من فتح الخزنة، ما أدى إلى إصابة السفير الجمل ونقله إلى المستشفى في حالة خطرة».

وقال البيان إن الجانب الفلسطيني سمح للجهات الرسمية التشيكية بمعاينة مكان الانفجار والتحقق منه، مشيرا إلى أن الخارجية «سترسل وفدا إلى براغ غدا للتواصل مع الجهات التشيكية الرسمية وللتعاون في التحقيقات للوقوف على أسباب الانفجار». وقالت المتحدثة زولوفا إنه من المرجح أن يكون سبب الانفجار نظام ضد السرقة، كان مثبتا على باب الخزنة. وأضافت: «لا نستبعد خطأ في استخدام الجهاز. وبسبب وفاة الضحية، فسيكون من الصعب إثبات القضية»، مضيفة أن الشرطة تفتش مبنى مجاورا يعود كذلك للسفارة الفلسطينية.

وفي غضون ذلك نقل موقع «نوفينكي.شز» الإخباري عن مصادر مقربة من تحقيقات الشرطة قولها إن الشرطة عثرت على «كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات» في المبنى، إلا أن زولوفا قالت: «لا أستطيع تأكيد هذه المعلومات في الوقت الحالي».

وذكرت جيرينا ايرنستوفا المتحدثة باسم خدمات الطوارئ أن «خدمات الطوارئ استقبلت رجلا عمره 56 عاما ونقل إلى المستشفى العسكري في براغ وهو في حالة غيبوبة، إلا أنه توفي بعد ساعات». وأضافت أن «امرأة عمرها 52 عاما نقلت إلى مستشفى آخر بسبب استنشاقها للدخان والضغط النفسي الناتج عن الحادث».

وصرح نبيل الفحل المتحدث باسم السفارة لإذاعة تشيكيا أن عائلة السفير بأكملها كانت داخل المنزل وقت وقوع الانفجار.

وهز الانفجار مقر إقامة السفير قبيل الساعة 12 ظهر أمس بالتوقيت المحلي (11:00 بتوقيت غرينتش). وسارعت سيارات الشرطة وخبراء المتفجرات بصحبة الكلاب البوليسية وطائرة هليكوبتر إلى منزل السفير الذي طوق من قبل الشرطة في حي شودول بالعاصمة التشيكية براغ.

وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي لإذاعة «صوت فلسطين» إن السلطة الفلسطينية «سترسل وفدا إلى جمهورية التشيك اليوم (أمس الخميس) للانضمام إلى السلطات المحلية في التحقيق في سبب الانفجار» وإعادة جثمان جمال لدفنه في وطنه. ووصف المالكي السفير جمال بأنه كان دبلوماسيا مخلصا ومجتهدا.