«داعش» تهدر دم عناصر «الجبهة الإسلامية» وتساويها بالنظام

اتهامات متبادلة بتعذيب وقتل أسرى الطرفين

TT

أهدر تنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» أمس، دماء عناصر «الجبهة الإسلامية» التي تضم أكبر تجمع لفصائل المعارضة العسكرية على خلفية التوترات التي حصلت بين الطرفين في اليومين الماضيين.

ووصف التنظيم المعروف بصلاته بـ«القاعدة» مقاتلي «الجبهة» بأنهم «أعداء الله»، متوعدا في بيان «بإلحاق الهزيمة النكراء بهم». وأكد بيان «داعش» على الفتوى التي أصدرها أمير ولاية الشمال أبي عبيدة العدم التي نصت على «إهدار دماء كل المنتمين لـ(بدعة الجبهة الإسلامية)، لتصبح دماء هؤلاء مساوية لدماء الأعداء من أتباع النظام، ومرتزقة الأميركان». وهدد تنظيم «الدولة الإسلامية» في بيانه كلا من «لواء التوحيد»، و«جيش الإسلام»، و«الجيش الحر» بـ«القصاص والقتل».

ويأتي بيان «داعش» إثر اشتباك حصل قبل يومين بين عناصر تابعين لها وآخرين ينتمون إلى «الجبهة الإسلامية»، بالقرب من بلدة سرمدا في الشمال السوري قرب الحدود مع تركيا. حيث أشار ناشطون إلى أن الاشتباكات أدت لانسحاب عناصر «الدولة» من حاجز «شلح» القريب من بلدة سرمدا، مع توارد أنباء عن مقتل عنصر وإصابة آخرين من «الدولة» أثناء الاشتباك.

وتضم «الجبهة الإسلامية» التي أعلن عن تشكيلها في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت كلا من حركة «أحرار الشام الإسلامية» و«جيش الإسلام» و«ألوية صقور الشام» و«لواء التوحيد» و«لواء الحق» و«كتائب أنصار الشام» و«الجبهة الإسلامية الكردية». وترجح مصادر مقربة من الطرفين أن يكون سبب الاشتباكات العسكرية بينهما تعود إلى إقدام عناصر «الدولة» على قتل القيادي في الجبهة الإسلامية «الطبيب حسين السليمان (أبو ريان)، الذي كان يشغل منصب مدير معبر تل أبيض الخاضع لسيطرة الجبهة».

ونقلت مواقع المعارضة السورية عن إسلام علوش، القيادي في «الجبهة الإسلامية»، والمتحدث العسكري باسمها تأكيده أن السليمان أسر مع عشرين من رفاقه ثم قتل على يد «دولة العراق والشام الإسلامية»، مشيرا إلى وجود «آثار التعذيب الكبيرة على جسده وأجساد رفاقه بعد تسلمهم من قبل (داعش)».

بدوره، قال أبو عبد الله الحموي، قائد حركة «أحرار الشام»، ورئيس الهيئة السياسة في الجبهة الإسلامية، في أول تعليق له على مقتل السليمان عبر «تويتر»: «لا أدري ما هو الدين الذي يقتل فيه المخطوفون من المجاهدين والثوار.. اللهم إنا نبرئ دينك مما يصنع هؤلاء، رحم الله الطبيب المجاهد أبا ريان». وفي إشارة إلى قاتلي «السليمان» تحدث الحموي عن «الأوزار التي سيحملها من يقتل الدماء المعصومة»، قائلا «مهلا، ستثقل كاهلك دماء معصومة». في المقابل، نشر مصدر مقرب من تنظيم «دولة الإسلام في العراق والشام» صورا لجثتين قال إنهما تعودان للمدعوين «أبو يحيى التونسي» و«أبو علي البلجيكي» التابعين للتنظيم، اللذين كانا قد قتلا على يد حركة «أحرار الشام الإسلامية» التابعة لـ«الجبهة الإسلامية»، بعد أسرهما في بلدة حزانو بريف إدلب.

وتتزامن هذه التوترات العسكرية بين «الجبهة» و«الدولة» مع أنباء متضاربة حول إمكانية بدء حوار بين الولايات المتحدة الأميركية و«الجبهة الإسلامية»، إذ يؤكد عضو مجلس قيادة الثورة السورية ياسر النجار، لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الأنباء تخيف تنظيم (داعش) الذي يرى في أي تقارب بين الأميركيين و(الجبهة) إعلان حرب ضده». ويشير النجار إلى «وجود ضعف تنظيمي بين الكتائب الإسلامية مما يجعل احتمال اندلاع اشتباكات بينها كبيرا جدا».

وكان «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» قد دعا أول من أمس جميع المقاتلين تحت لواء «داعش» إلى الانسحاب «فورا وإعلان البراءة» من هذا التنظيم والتنظيمات المقاتلة إلى الانفصال عنه، متعهدا بـ«ملاحقة ومحاسبة قادة هذا التنظيم الإرهابي».