الشرطة والعشائر في الأنبار تخوضان قتالا ضد «داعش».. والنجيفي يؤدي صلاة الجمعة في «أبي حنيفة»

عضو مجلس المحافظة: سيطرنا على 80 في المائة.. والجيش لم يشارك في العمليات

عراقيون يؤدون صلاة الجمعة في مدينة الفلوجة التي تدور فيها معارك بين أبناء عشائرها والمسلحين من داعش أمس (رويترز)
TT

كشف مجلس محافظة الأنبار عن أن الخلل الأمني الذي أدى إلى سيطرة مئات المسلحين من تنظيمات داعش والقاعدة على الكثير من مراكز الشرطة في مدينتي الفلوجة والرمادي، جاء بعد أن وجد المسلحون الفرصة باتت مواتية لهم لاقتحام مراكز الشرطة والمباني الحكومية تحت هذه الذريعة، مستفيدين من التراخي الذي أعقب هذه العملية. وقال عذال الفهداوي عضو مجلس محافظة الأنبار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «ما يجري الآن في الأنبار هو قتال بين رجال العشائر وقوات الشرطة ضد تنظيم داعش والقاعدة بعد أن وجدوا ثغرة تمكنوا من التسلل من خلالها إلى المراكز الرسمية، لا سيما مراكز الشرطة». وأضاف أن «هناك تواطؤا حصل من قبل شيخ عشيرة البوجابر وقسم كبير من أفراد هذه العشيرة هم من مكن هؤلاء من الدخول بغفلة إلى مراكز الشرطة، فضلا عن بعض من كان بساحة الاعتصام استغل هذا الوضع، يضاف إلى ذلك بعض التصرفات الحكومية غير المدروسة، مثل قصة اعتقال الدكتور أحمد العلواني التي مثلت عامل استفزاز كبير لأهالي الأنبار».

وبشأن سير العمليات الجارية في عموم مدن الأنبار قال الفهداوي إن «الوضع بشكل عام مسيطر عليه، حيث إن العشائر ورجال الشرطة تسلموا زمام المبادرة وبدأوا مطاردة العناصر المسلحة من (داعش) و(القاعدة) وجرى تحرير أكثر من 80 في المائة من مناطق الأنبار»، مشيرا إلى أن «هناك جيوبا في بعض المناطق، لا سيما في منطقة البوفهد ومنطقة المعلب وشارع 60 وحي العربي لا تزال تجري معالجتها من قبل قوات الشرطة والعشائر». وأشاد الفهداوي بـ«الدور الكبير الذي بذله في هذه الأزمة قائد شرطة الأنبار اللواء هادي إرزيج حيث إنه نزل إلى الشارع بنفسه وتبعه رجاله وهو من يخوض المعارك بشراسة». وردا على سؤال بشأن الكيفية التي من المتوقع أن تتعامل بها الحكومة العراقية مع وقفة أبناء العشائر معها ثانية في دحر المجاميع المسلحة قال الفهداوي إن «المطلوب من الحكومة تحقيق المطالب التي خرج بها أبناء الأنبار وكل أبناء المناطق الغربية، وأن تفصل بين أصحاب المطالب الحقيقية وبين من هم خارجون عن القانون الذين يقاتلهم أبناء الأنبار». كما دعا الفهداوي الحكومة إلى أن «تصلح أخطاءها حيال أبناء هذه المناطق وأن تتصرف بحكمة وترد الاعتبار إليهم، وفي مقدمة ما هو مطلوب اليوم هو إطلاق سراح الدكتور أحمد العلواني لأن عملية اعتقاله استفزت أهالي الأنبار»، نافيا في الوقت نفسه «اشتراك الجيش في القتال حتى الآن».

من جانبهم دعا خطباء الجمعة في الرمادي والفلوجة أثناء صلاة الجمعة التي أقيمت في الرمادي، في جامع الدولة الكبير وفي الفلوجة في ساحة عامة، إلى عدم الانجرار وراء الفتنة الطائفية. وقال إمام وخطيب جمعة الرمادي عدنان المشعل إن «على جميع المواطنين في محافظة الأنبار وباقي محافظات العراق عدم الانجرار وراء الفتنة الطائفية». وأضاف المشعل: «لقد أصبح اليوم واجبا على الجميع مقاتلة الإرهابيين وعدم السماح لهم بالعبث في المحافظة، كما من واجبنا أيضا الحفاظ على المال العام». وكانت الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية قامت بحماية المصلين خلال أداء الصلاة في الرمادي.

من جهتها منعت القوات الأمنية في بغداد موكب رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي من الوصول إلى جامع أبي حنيفة في الأعظمية لأداء الصلاة برفقة عدد من نواب كتلته «متحدون» في أول صلاة جمعة بعد رفع خيم الاعتصام. وقال صلاح العسكري، أحد وجهاء قضاء الأعظمية الذي كان موجودا في الجامع أمس، لـ«الشرق الأوسط»، إن «رئيس البرلمان أسامة النجيفي ومعه عدد من النواب من بينهم أحمد المساري وحميد الزوبعي وعمر الهيجل اضطروا إلى القدوم مشيا إلى جامع أبي حنيفة من منطقة (الدلال) و(قاسم أبو الكص) بعد أن فرضت القوات الأمنية طوقا حول الجامع»، مشيرا إلى أن «الحجة التي قدمتها الأجهزة الأمنية هي منع دخول أي سيارة إلى الجامع حتى لو كانت سيارة رئيس البرلمان نفسه.. الأمر الذي اضطر النجيفي ومرافقيه إلى قطع مسافة طويلة لأداء الصلاة. وأوضح العسكري أن «إمام وخطيب جامع أبي حنيفة دعا إلى الوحدة والتكاتف لتفويت الفرصة على أعداء البلاد، ناصحا المالكي بضرورة إعادة التجنيد الإلزامي في حال أريد بناء جيش وطني حقيقي، وذلك بالتزامن مع اقتراب ذكرى تأسيس الجيش العراقي في السادس من يناير (كانون الثاني) الحالي».