الأكراد يهاجمون المعارضة في الحسكة بمساندة نظامية

الرئيس الفلسطيني يجدد المطالبة بتسهيل إدخال المواد التموينية إلى مخيم اليرموك

TT

عادت المواجهات العسكرية أمس، بين القوات الكردية ومقاتلين معارضين بينهم إسلاميون إلى واجهة الأحداث الميدانية في سوريا، حيث أشار ناشطون معارضون إلى أن قوات «حزب الاتحاد الديمقراطي» مدعومة بعناصر «جيش الدفاع الوطني» تسعى إلى التقدم باتجاه بلدة تل حميس بريف الحسكة، التي تخضع لسيطرة المعارضة السورية.

وأوضح الناشطون أن «كتائب المعارضة فخخت كل الطرق المؤيدة إلى البلدة، ووجهت نداء إلى المدنيين لتوخي الحذر». وقالت مصادر ميدانية إن «القوات النظامية تساند القوات الكردية بهذا الهجوم، حيث عززت مواقعها بسواتر ترابية مرتفعة، ونصبت قواعد للمدفعية والدبابات، بالإضافة إلى الأرتال المقبلة من القامشلي، مما يؤذن بشن هجوم قريب على البلدة».

وإذا ما تمكنت القوات الكردية من السيطرة على تل حميس تكون قد طردت كتائب المعارضة بشكل نهائي من منطقة الجزيرة، بحسب ما يؤكد الناشط الكردي، ميرال أمادورا لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «تل حميس تمتلك أهمية استراتيجية بالنسبة للأكراد، بسبب موقعها الذي يصل قراهما بالقرى العربية».

وتقع تل حميس جنوب شرقي مدينة القامشلي على بعد 30 كيلومترا من بلدة القحطانية، عند تقاطع خطوط النفط.

وأدان «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» ما سماه في بيان، أمس، «الهجوم الإجرامي المزدوج الذي تشنه القوات النظامية بالتعاون والتنسيق مع قوات تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) على مدينة تل حميس بمحافظة الحسكة»، داعيا «كتائب الجيش الحر إلى التصدي لمحاولات احتلال المنطقة».

وأكد البيان «على خطورة مخطط النظام من وراء استهداف هذه المدينة الواقعة على خطوط إمداد النفط»، مذكّرا «بأن تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (pyd) معاد للثورة السورية، لمشاركته مرارا بالتعاون والتنسيق مع قوات النظام في قتل السوريين، ولعمله بأجندات غير وطنية، تتقاطع مع مصالح النظام السوري».

وفي ريف دمشق، تعرضت مدينة دوما في منطقة الغوطة الشرقية إلى قصف عنيف أمس، من قبل القوات النظامية بالتزامن مع خروج المصلين من المساجد بعد صلاة الجمعة، مما أودى بحياة شخص وابنه على الأقل، بالإضافة إلى سقوط عدد من الجرحى.

وكانت بلدات منطقة المرج قد شهدت قصفا صاروخيا عنيفا أمس، تزامنا مع تجدد الاشتباكات بين كتائب المعارضة والقوات النظامية على عدة جبهات.

وفي درعا، أفاد ناشطون بأن «أحياء مخيم درعا وطريق السد وأحياء درعا البلد، إلى جانب مناطق كثيرة في ريف المدينة، تعرضت لقصف بصواريخ أرض - أرض والمدفعية الثقيلة من قبل القوات النظامية»، مشيرين إلى أن «الكتائب الإسلامية والجيش الحر اقتحموا ثكنة وحاجز المشفى الوطني في مدينة جاسم».

بدورها، أفادت وكالة «سمارت» للأنباء بأن «107 من عناصر القوات النظامية قتلوا منذ بداية حصار مبنى المشفى الوطني من قبل (الحر)»، مضيفة أن «عنصرا من (الحر) قُتل في مدينة انخل بدرعا خلال الاشتباكات على حاجز زمرين في منطقة الجيدور». في حين ذكرت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا أن «اشتباكات عنيفة دارت بين «الحر» وجيش النظام في حي المنشية بدرعا البلد بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، وفي ريف اللاذقية، استهدف مقاتلو المعارضة بعدد من الصواريخ محلية الصنع، قريتي سقوبين وستمرخو، التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية، بحسب ما أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، مشيرا إلى «قصف نظامي بالبراميل المتفجرة استهدف مناطق في بلدة سلمى وناحية كنسبا».

وفي موازاة ذلك، وقع انفجار في منطقة الزارة في الداخل السوري، القريب من الحدود اللبنانية، ناجم عن تفجير خط النفط الممتد من حمص حتى طرطوس، في بلدة الزارة بريف تلكلخ.

من جهة أخرى، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى «تسهيل دخول المواد التموينية إلى مخيم اليرموك في سوريا لإنقاذ حياة سكانه». وأشارت الرئاسة الفلسطينية، في بيان، إلى أن «منظمة التحرير والقيادة الفلسطينية، وعلى رأسها محمود عباس، تبذل كل الجهود المطلوبة من أجل حل مشكلة الحصار على مخيم اليرموك».

وذكر البيان الذي بثته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إلى أن «القيادة الفلسطينية أرسلت عدة وفود إلى دمشق لمتابعة قضية فك الحصار، وإدخال المساعدات عبر المنظمات الدولية إلى المخيم». ودعت منظمة التحرير والقيادة الفلسطينية، جميع الجهات المعنية في سوريا إلى وضع حد لما وصفته بـ«هذه الحالة المأساوية غير المسبوقة، التي أدت إلى سقوط ضحايا من المخيم، بمن فيهم عدد من اللاجئين الفلسطينيين الذين قضوا جوعا».