المجلس الأعلى ينفي انسحابه من التحالف الوطني

كتلة الأحرار: فشلنا في تحويله إلى مؤسسة سياسية لتفرد رئيس الوزراء بالقرار السياسي

TT

في وقت نفى فيه المجلس الأعلى الإسلامي الذي يتزعمه عمار الحكيم نيته الانسحاب من التحالف الوطني (الكتلة الشيعية الأكبر في البرلمان العراقي بواقع 159 نائبا من بين 325)، اتهم التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر، زعيم ائتلاف دولة القانون رئيس الوزراء نوري المالكي بالتفرد في اتخاذ القرار داخل التحالف وهو ما أدى إلى عدم تحويله إلى مؤسسة سياسية جماعية. وقال رئيس كتلة المواطن التابعة للمجلس الأعلى في البرلمان العراقي باقر جبر الزبيدي في بيان له أمس: «إننا ما زلنا نؤكد على أهمية احترام مرجعية التحالف الوطني واحترام كتله السياسية، وألا يجري اتخاذ القرارات الاستراتيجية والمحورية بشكل منفرد وخارج إطار مبدأ التشاور مع كتل التحالف الوطني السياسية وليس لدينا نية في الانسحاب من التحالف لاعتقادنا أن التحالف لا يزال يشكل إحدى الركائز الأساسية في الخارطة الوطنية». وأضاف أن «إشكالنا ليس على التحالف الوطني كسقف للقرار ومرجعية للتشاور، إنما في استخدام التحالف غطاء لتمرير القرارات الفردية غير المدروسة». وأشار الزبيدي إلى أنه «بالأمس (أول من أمس) واليوم (أمس) وردتني جملة من الأسئلة والاتصالات الهاتفية بعضها يطلب توضيحا لموقفنا مما يجري في صحراء الأنبار ومدنها والبعض الآخر استغاثات من مدن العراق الجنوبية وتحديدا ميسان والكوت والناصرية عبر أكثر من شيخ ووجيه وهم يلحون في الطلب بتخليص الأفواج الثلاثة في هذه المحافظات من مخالب الفتنة». وفي هذا السياق، أكد الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى الإسلامي حميد معلة الساعدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» قائلا «إننا نعمل على أن تكون قرارات التحالف الوطني جماعية وألا يكون هناك تفرد في اتخاذ القرار من أي طرف من أطرافه». وأوضح أن «موقفنا الحالي مثلا مما يجري في الأنبار أوضحناه بشكل تام سواء في البيان الذي أصدره السيد رئيس المجلس عمار الحكيم أو من خلال اجتماعات التحالف حيث إننا داعمون لأجهزة الجيش والشرطة بوصفها أجهزة دولة كما أننا نثمن عاليا مواقف أهلنا في الأنبار من التنظيمات الإرهابية مثل (داعش) و(القاعدة)». من جانبه، أكد عضو البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري جواد الحسناوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التحالف الوطني باق لكنه سيختلف في الدورة البرلمانية القادمة عما هو عليه الآن حيث إننا وإن دخلنا منفردين ككتل وقوائم داخل هذا التحالف الآن فالانتخابات القادمة سوف تحدد حجم كل واحد منا وهو ما سوف ينعكس على قرارات التحالف وآلية عمله». وأضاف الحسناوي: «لقد عملنا طوال السنوات الماضية على تحويل التحالف الوطني إلى مؤسسة سياسية جماعية وبنظام داخلي متكامل لكننا فشلنا بسبب تفرد السيد رئيس الوزراء نوري المالكي بالقرار السياسي ومصادرته إرادة التحالف الوطني وهو ما سوف يتغير بعد الانتخابات حيث سنعود مجددا إلى خيمة التحالف ولكن بقيادة جماعية وبشكل مؤسساتي لا يمكن لأحد الانفراد فيه بصناعة القرار أو اتخاذه مثلما هو حاصل الآن حيث تصنع القرارات وتتخذ من طرف واحد ومن دون مشاورة باقي أطراف التحالف». وردا على سؤال بشأن المواقف التي اتخذها التحالف الوطني مما يجري في الأنبار قال الحسناوي إن «المواقف التي عبرنا عنها من خلال التحالف الوطني تهم الوطن والمواطن لأن ما حصل إنما يمس أمن الدولة وليس المالكي أو غير المالكي في موقع رئيس الوزراء، ولذلك فإننا نقدم كل الدعم والإسناد لأجهزة الدولة ومؤسساتها بمؤازرة أبناء الأنبار وهي تخوض المعركة ضد قوى الإرهاب».