الشرطة القضائية تحقق مع أبو النعيم حول إهانته لمؤسسات دينية وسياسية مغربية

شخصيات تعتزم التوسط بين الشيخ السلفي وقيادة الاتحاد الاشتراكي

TT

استدعت الشرطة القضائية في الدار البيضاء، أمس، الشيخ السلفي عبد الحميد أبو النعيم للتحقيق معه على خلفية المواقف التي عبر عنها في شريط فيديو نشره على «يوتيوب»، تضمن تكفيرا لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، خاصة أمينه العام إدريس لشكر ومجموعة من قياداته التاريخية.

وكانت النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف في الدار البيضاء أعلنت، في وقت سابق، عزمها على فتح تحقيق «على أثر التصريحات التي أفضى بها أبو النعيم في شريط الفيديو المتداول عبر موقع (يوتيوب)، والتي ارتأت النيابة العامة أنها تتضمن إهانة لبعض الهيئات المنظمة»، حسب بيان صادر عن النيابة العامة، في إشارة إلى ما تضمنه شريط الفيديو من إشارات إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجالس العلمية ورابطة علماء المغرب.

ويواجه الشيخ أبو النعيم أيضا سيلا من الدعاوى القضائية التي تقدمت بها عضوات التنظيم النسائي لحزب الاتحاد الاشتراكي، إثر وصفه لنساء الحزب بـ«الباغيات».

وهاجم أبو النعيم الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي، بسبب دعوته خلال مؤتمر التنظيم النسائي للحزب إلى إلغاء تعددية الزوجات من قانون الأسرة المغربي، ومساواة الذكور والإناث في الإرث.

ويعد أبو النعيم أحد مؤسسي التيار السلفي الحركي في المغرب، وذلك مند انفصاله عن تنظيم الشبيبة الإسلامية سنة 1979، والتي كان أبو النعيم يعد من ضمن قيادييها.

وكان تنظيم الشبيبة الإسلامية قد عرف كثيرا من الانشقاقات في نهاية عقد السبعينات من القرن الماضي، إثر اتهام قياديين في التنظيم باغتيال الزعيم اليساري عمر بنجلون، والاعتداء على يساريين آخرين.

ومن أبرز التيارات التي خرجت من الشبيبة الإسلامية، في نهاية عقد السبعينات، حركة «الجماعة الإسلامية»، التي قامت بمراجعات فكرية ضد التشدد واستعمال العنف، بقيادة سعد الدين العثماني، وعبد الإله ابن كيران، الرئيس الحالي للحكومة المغربية.

وعلى الرغم من النشاط الدعوي لأبو النعيم، الذي حول مسجد الدرب الكبير في الدار البيضاء إلى مركز إشعاع للدعوة السلفية عبر استقدام كثير من الشيوخ من المشرق، إضافة إلى دروسه الكثيرة التي ينشرها عبر الأشرطة وعن طريق الإنترنت، فإنه بقي في الظل طوال هذه السنوات، وظل بعيدا عن الاستقطابات التي عرفها التيار السلفي في السنوات الأخيرة، إلى أن سلطت عليه الأضواء أخيرا، بسبب شريطه الذي كفر فيه حزب الاتحاد الاشتراكي وقياداته وعدة شخصيات سياسية وثقافية أخرى.

وأكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن شخصيات سياسية وإسلامية تعتزم القيام بمساعٍ للتوسط بين أبو النعيم وقيادة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، غير أن الأوصاف التي أطلقها أبو النعيم بحق نساء حزب الاتحاد الاشتراكي تشكل مصدر حرج لهذه الشخصيات.