المفوضية الأوروبية تسلم اليونان رئاسة الاتحاد الأوروبي غدا

اليمين المتطرف يتقدم على الحزب الحاكم في استطلاعات الرأي

TT

يسلم رئيس المفوضية الأوروبية جوسية مانويل باروسو وهيئة المفوضين الأوروبيين الثمانية والعشرين في احتفال رسمي بأثينا غدا (الأربعاء) اليونان الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، التي تستمر حتى نهاية يونيو (حزيران) المقبل، وعقب الاحتفال سوف يوضح كل من أندونيس ساماراس رئيس وزراء اليونان وباروسو أولويات الرئاسة اليونانية.

ومن المنتظر خلال الفترة الرئاسية الحالية أن تواجه اليونان تحديات جديدة، نظرا لكون الاتحاد الأوروبي يتعجل لتمرير قوانين جديدة وحاسمة قبل الانتخابات الأوروبية في مايو (أيار) المقبل، وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو بهذا الصدد إن العام الجاري سوف يشهد فترة حاسمة لأوروبا لأنها تسعى للبت في قوانين مهمة، مضيفا أن أولويات الرئاسة الحالية سوف تسمح للدول الأعضاء بالإبحار معا صوب النمو المستدام وتوفير فرص عمل ولعب دور في تعزيز التجارة.

ومن المواضيع المهمة المدرجة في برنامج الرئاسة الدورية لليونان، التي سيجري التركيز عليها، هي النمو والعمالة، وتعزيز تكيف منطقة اليورو - والاتحاد الأوروبي، والهجرة ومراقبة الحدود، وسياسة الملاحة البحرية، وتطبيق الاتحاد المصرفي.

من جانبه أبدى الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس تفاؤله بأن عام 2014 سيكون أفضل من السنوات الماضية، مؤكدا على المسيرة الاقتصادية والسياسية في اليونان وظهور بعض الجوانب الإيجابية للإصلاحات التي تنفذها الحكومة، وتوقع بابولياس أن تشهد البلاد استقرارا سياسيا، موضحا أن عدم الاستقرار لن يكون في مصلحة أحد.

وتنوي اليونان خلال فترة الرئاسة عقد أربعة عشر اجتماعا على المستوى الوزاري ومائة وعشرين اجتماعا آخر على مستوى الوفود، لكن من غير الوارد الإسراف في الإنفاق، فالرئاسة ستكون «صارمة» في هذا الشأن نظرا للأزمة المالية. وتخلف اليونان رئاسة الاتحاد الأوروبي بعد ليتوانيا، على أن تسلم الشعلة إلى إيطاليا بداية يوليو (تموز) المقبل.

ويقول المراقبون إن اليونان تريد أن تثبت أنها قادرة على تحمل المسؤولية، على الرغم من الأزمة المالية، فيما البعض في بروكسل يشككون بقدرة أثينا على إنجاز مهمة رئاسة الاتحاد الأوروبي، لأنها مشغولة بمشكلاتها الداخلية، وفقا لتصريحاتهم.

في غضون ذلك، كشف استطلاع للرأي أجراه قسم الإحصاء في جامعة أثينا الاقتصادية وجرى عرضه في قناة «إكسترا 3» اليونانية، كشف عن تغيير كبير في المسرح السياسي اليوناني في الانتخابات الأوروبية المقبلة، حيث احتل حزب الفجر الذهبي (اليمين المتطرف) المرتبة الثانية بعد حزب تخالف اليسار الراديكالي (سيريزا) الذي جاء في المرتبة الأولى.

ووفقا للاستطلاع، فإذا أجريت الانتخابات البرلمانية الأوروبية الآن، فإن حزب سيريزا سيحصل على نسبة 20 في المائة من أصوات الناخبين، فيما يحصل حزب الديمقراطية الجديدة الحاكم على نسبة 13 في المائة والفجر الذهبي اليميني المتطرف على نسبة 14 في المائة. أما حزب باسوك الاشتراكي والمشارك في الحكومة الحالية فإنه قد لا يتمكن حتى من إدخال نائب واحد إلى البرلمان الأوروبي، حيث ستتشتت أصوات ناخبيه بين أحزاب صغيرة أخرى، مثل حزب اليونانيين المستقلين وحزب الخضر واليسار الديمقراطي.

من جهة أخرى، أعلن وزير الصحة اليوناني أدونيس جيورجياديس في تصريح للتلفزيون الرسمي، أن اليونان ستبدأ في تطبيق إجراء آخر خلال الأسابيع المقبلة يلزم المرضى بموجبه بدفع واحد يورو لصالح النظام الصحي بالدولة عند صرف كل روشتة طبية، وذلك بالإضافة للنسبة الحالية التي يساهم بها المرضى بطبيعة الحال. وسيضطر المرضى في اليونان إلى تحمل المزيد من الأعباء المالية من الآن وصاعدا، وسوف يجري إلزامهم بدفع مبلغ 25 يورو بشكل إضافي عند تلقيهم العلاج في المستشفيات التابعة للدولة، والتي كانت مجانية حتى الآن، وسوف يستثنى من ذلك المواطنون المعدمون والمصابون بأمراض مزمنة. حيث يعاني النظام الصحي اليوناني من مشكلات عدة بعد الأزمة المالية التي ضربت البلاد منذ عدة أعوام.