وزير الخارجية السعودي: نجاح مفاوضات السلام مرهون باستجابة إسرائيل.. وأفغانستان أمام مفترق طرق

الأمير سعود الفيصل التقى الرئيس الباكستاني وبحثا العلاقات بين البلدين

الأمير سعود الفيصل ومستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية والأمن القومي الباكستاني خلال المؤتمر الصحافي في اسلام آباد أمس (إ.ب.أ)
TT

قال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، إن مؤتمر «جنيف 2» المزمع عقده لحل القضية السورية، يجب أن يفضي إلى حكومة انتقالية واسعة الصلاحيات لا يكون لبشار الأسد أو أي من رموز النظام دور فيها.

وانتقد الفيصل في مؤتمر صحافي عقد في إسلام آباد أمس، بعد لقائه الرئيس الباكستاني، وعددا من المسؤولين في باكستان، التصريحات غير الموفقة لبعض الأطراف الدولية، التي وصفها بأنها «لا تصب في خدمة الجهود الرامية لإنجاح مؤتمر (جنيف 2)».

وأضاف «نخشى أن يكون هدف هذه التصريحات إخراج المؤتمر عن مساره الهادف إلى تطبيق توصيات مؤتمر (جنيف 1)، ونجدد التأكيد في هذا الخصوص على العناصر التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر أصدقاء سوريا الأخير في لندن، ومن أبرزها أن يفضي المؤتمر إلى عملية سياسية قوامها تشكيل حكومة انتقالية واسعة الصلاحيات، وأن لا يكون للأسد أو أي من رموز النظام ممن تلطخت يدهم بالدماء أي دور فيها، والعنصر الثاني والمهم: بأن يكون الائتلاف الوطني السوري هو الممثل الشرعي والوحيد لكل أطياف المعارضة السورية»، مهنئا في هذا الصدد الائتلاف الوطني السوري بإعادة انتخاب أحمد الجربا رئيسا للائتلاف.

وبين وزير الخارجية السعودي أنه نقل رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للرئيس الباكستاني ممنون حسين، مبينا أن المباحثات التي أجراها أمس، في باكستان مع الرئيس الباكستاني، ورئيس الوزراء نواز شريف ومستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية والأمن القومي سرتاج عزيز، عكست العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين وحجم التعاون المشترك بينهما في كثير من المجالات.

وتابع: «تلك المحادثات تهدف إلى تعزيز وتطوير التعاملات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والفنية، مشيرا إلى الاتفاق بين الجانبين على دعم التشاور والتنسيق المستمر بينهما حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وأوضح الفيصل أن السعودية تتابع أيضا وباهتمام مسار المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، مشيرا إلى أن السعودية تؤمن بأن نجاح المفاوضات مرهون باستجابة إسرائيل لمبادئ السلام والتزاماته واستحقاقاته، علاوة على أهمية تركيز المفاوضات على قضايا الحل النهائي التي تشكل لب النزاع.

وأضاف «كما أننا نرى في استمرار إسرائيل في سياساتها الأحادية الجانب، والاستفزازات المتواصلة في القدس الشريف والمستعمرات ما يمكن أن يقوض مفاوضات السلام الحالية، ويلقي بالشكوك حول إمكانية إنجازها في فترة التسعة أشهر المقررة لها».

وقال وزير الخارجية السعودي: «إنه ومن دون شك عكست المباحثات العلاقات التاريخية والوطيدة بين السعودية وباكستان، وحجم التعاون المشترك في كثير من المجالات، والهادف إلى تعزيز وتطوير التعاملات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والفنية بينهما، والسعي الدائم إلى تنميتها لمستوى أكثر ترابطا واستغلالا للموارد المتاحة في البلدين، كما أود أن أنوه بالحرص على دعم نشاط اللجنة المشتركة وتفعيل مجلس الأعمال المشترك والعمل على عقد اجتماعهم بصورة منتظمة».

وأكد الفيصل أنه من المهم أيضا التأكيد على حرص البلدين على تذليل أي عقبات قد تعترض مسيرة العلاقات الاقتصادية، موضحا أن الصندوق السعودي للتنمية، سيظل داعما أساسيا لمختلف المشاريع التنموية في باكستان.

ونوه الأمير سعود الفيصل بالاتفاق حول دعم التشاور والتنسيق المستمر بين الرياض وإسلام آباد، حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتعاون الوثيق وذلك علاوة على التعاون البناء في خدمة القضايا الإسلامية وفي إطار منظمة التعاون الإسلامي.

وأشار الفيصل إلى التعاون الوثيق بين السعودية وباكستان في مجال مكافحة الإرهاب على المستويين الثنائي والدولي، وإصرار البلدين على المضي قدما في هذه الجهود، حتى يتم القضاء عليه واقتلاعه من جذوره.

وفيما يتعلق بأفغانستان، أوضح وزير الخارجية السعودي أن المملكة ترى بأن أفغانستان تمر في مرحلة مفترق طرق، مع الانسحاب المرتقب للقوات الأميركية والدولية منه، وهذا الأمر يتطلب من الأفغان بكافة مكوناتهم نبذ المصالح الفئوية الضيقة وتغليب مصلحة البلاد، ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية، والتصدي لأي محاولات تهدف إلى استغلال أي طرف خارجي للفراغ الأمني في أفغانستان، ومحاولة التغلغل بين أبنائه لإثارة النزعات الطائفية والمذهبية التي من شأنها تعميق جراح الأفغان.

وكان الرئيس الباكستاني استقبل أمس في القصر الرئاسي بإسلام آباد، الأمير سعود الفيصل.

وأوضح بيان رسمي صادر عن القصر الرئاسي الباكستاني أن الجانبين بحثا خلال اللقاء العلاقات الثنائية بين السعودية وباكستان، واستعرضا عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأعرب الرئيس الباكستاني عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على الدعم المتواصل الذي تقدمه السعودية لباكستان وشبعها في كل الأوقات وبخاصة الأوقات الصعبة، مؤكدا أن الشعب الباكستاني يكن كل حب واحترام وتقدير لخادم الحرمين الشريفين، رافعا له التحيات باسمه واسم الشعب الباكستاني، متمنيا للمملكة وشعبها التقدم والازدهار. وقال الرئيس ممنون إن باكستان ترتبط مع المملكة بعلاقات أخوية عريقة تنبع من قيم دينية مشتركة وقواسم ثقافية تضرب جذورها في التاريخ، مؤكدا أن البلدين يتمتعان بتوافق الرؤى إزاء معظم القضايا الإقليمية والدولية.

وأضاف أن باكستان حريصة على تعزيز الشراكة الاستراتيجية والتعاون الثنائي مع المملكة في مختلف المجالات.

وأشار إلى وجود مجالات واسعة لتطوير العلاقات التجارية بين البلدين، موضحا أن باكستان لديها فرص استثمار هائلة في مجالات البنية التحتية والطاقة وبناء السدود والزراعة والثروة الحيوانية وترحب بالمستثمرين السعوديين.

حضر اللقاء الدكتور خالد الجندان وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الثنائية والدكتور يوسف السعدون وكيل الوزارة للشؤون الاقتصادية والثقافية والسفير أسامة نقلي مدير الإدارة الإعلامية والدكتور عبد العزيز الغدير سفير السعودية لدى باكستان وكبار المسؤولين الباكستانيين.

من جهته قال رئيس الوزراء نواز شريف خلال لقائه الأمير سعود الفيصل في مقر إقامة رئيس الوزراء في العاصمة إسلام آباد أمس إن باكستان والسعودية تساندان بعضهما بعضا في الأوقات المختلفة، والشعب الباكستاني يقدر العلاقات مع المملكة بشكل كبير، وقد ناقش الطرفان خلال الاجتماع القضايا الثنائية والإقليمية ذات الأهمية.

وأضاف رئيس الوزراء: «هناك حاجة لبدء حقبة جديدة من العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين لتوسيع وتعميق العلاقات الثنائية الودية القائمة».

وخلال مناقشة موقف الطاقة في باكستان قال شريف إن باكستان ترحب بالاستثمارات السعودية وخصوصا في مجال الطاقة.

ووجه رئيس الوزراء الشكر إلى الحكومة السعودية على مساعدتها العمال الباكستانيين الذي تأثروا بقوانين العمالة الأخيرة التي تطبقها المملكة.

وأوضح شريف أن الجالية الباكستانية الكبيرة في السعودية جسر بشري بين البلدين الشقيقين سيواصل لعب دور حيوي في التنمية في السعودية.