إدارة الرئيس الأميركي تدافع عن نفسها بعد مذكرات غيتس المحرجة

الجمهوريون يستغلون كتاب وزير الدفاع الأسبوع المقبل لفتح النار على أوباما وبايدن وكلينتون

TT

أثارت معلومات سربت عن مذكرات وزير الدفاع الأميركي الأسبق روبرت غيتس المقرر طرحها في السوق الأسبوع المقبل، ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية الأميركية، خصوصا بسبب ما احتواه الكتاب من اتهام غيتس للرئيس باراك أوباما بإظهار قليل من الحماس حول مهمة الحرب في أفغانستان وانتقاده بشدة السياسة الخارجية لنائب الرئيس جو بايدن.

ويقول غيتس في كتاب «الواجب مذكرات وزير أثناء الحرب»، الصادر عن دار نشر «كنوف» والواقع في 600 صفحة، إن «نائب الرئيس جو بايدن رجل نزيه لكن فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والأمن القومي فهو مخطئ في كل ما يتعلق بتلك القضايا على مدة الأربعة عقود الماضية». ويوجه غيتس أيضا انتقادات لاذعة لما سماه الطبيعة المسيطرة للبيت الأبيض على مجلس الأمن القومي.

وعادة ما تخرج كتب وتعليقات وانتقادات من مسؤولين كبار بعد ترك مناصبهم تثير شهية الإعلام والساحات الثقافية السياسية، لكن البيت الأبيض اختار أن يتحرك بسرعة وبشكل صارم ويصدر بيانا باسم كايتلين هايدن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي قالت فيه، إن «الرئيس يقدر بعمق الخدمات التي قدمها بوب غيتس كوزير للدفاع وخدمته لوطنه طوال حياته. والمداولات السياسية حول أفغانستان جرى تداولاها على نطاق واسع على مر السنيين، وكما هو معروف فإن الرئيس ملتزم بتحقيق مهمة تعطيل وتفكيك وهزيمة تنظيم (القاعدة) مع ضمان وجود خطة واضحة لإنهاء الحرب التي تنتهي هذا العام». وأضاف البيان «كما هو الحال دائما يرحب الرئيس بالخلافات في الرأي داخل فريقه للأمن القومي وهو ما يوسع الخيارات ويعزز سياساتنا». وشدد البيان على العلاقة الوثيقة بين أوباما ونائبه بايدن، قائلا، إن «الرئيس يختلف مع تقييم غيتس من قيادته لمنطقة البلقان في مجلس الشيوخ إلى جهوده لإنهاء الحرب في العراق. جو بايدن واحد من أبرز رجال الدولة في عصره وعزز قيادة أميركا للعالم ويعتمد الرئيس على استشارته الجيدة في كل يوم». كما وجه البيت الأبيض دعوة غير معتادة لممثلي المؤسسات الصحافية لتصوير جلسات أوباما وبايدن في مأدبة الغذاء الأسبوعية ليؤكد على العلاقة الوثيقة بين الرجلين.

من جانب آخر، وجد الجمهوريون فرصة لتوجيه مزيد من الانتقادات للحزب الديمقراطي وإدارة الرئيس أوباما اعتمادا على انتقادات غيتس الجمهوري الذي عمل وزيرا للدفاع في عهد الرئيس السابق جورج بوش وبداية عهد أوباما. وشن الجمهوريون انتقادات بصفة خاصة لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون التي ترتفع احتمالات ترشحها للانتخابات الرئاسية عام 2016، وتوجيه الانتقادات لنائب الرئيس جو بايدن.

وقال السيناتور الجمهوري جون ماكين لشبكة «سي إن إن» إنه «يكن الكثير من المودة لبايدن، لكنه كان مخطئا في الكثير من القضايا وكان مخطئا في عدد من المناسبات وكان أحد العوامل في رحيل جميع قواتنا من العراق». ووجه ماكين الكثير من الانتقادات لإدارة أوباما، مشيرا إلى أن مذكرات غيتس تؤكد الشكوك حول استراتيجيات أوباما الخاطئة في أفغانستان. وقال أيضا «أعتقد أن (الكتاب) يؤكد الشكوك حول سياسة أوباما في أفغانستان»، مؤكدا على وطنية غيتس فيما يتعلق بالأمن القومي.

كما استغل السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام انتقادات غيتس ليلقي مزيدا من الانتقادات للإدارة الحالية، مشيرا إلى أن إدارة أوباما هي المسؤولة عن التطورات الأخيرة في العراق، واستعادة تنظيم القاعدة للسيطرة على مناطق عراقية مثل الفلوجة والرمادي. وقال السيناتور غراهام لشبكة فوكس نيوز «أنا أوجه اللوم إلى أوباما وبايدن لعدم الاستماع إلى قادتهم ورفض المشورة السليمة كما تحدث روبرت غيتس في كتابه وكيف قاموا بتجاوز القادة العسكريين والاستماع إلى السياسيين داخل البيت الأبيض ».

وفي الجهة الأخرى، دافع مساعد أوباما السابق ديفيد أكسلرود عن إدارة الرئيس الحالي ورفض انتقادات غيتس حول القرارات العسكرية الخاصة بالإدارة حول أفغانستان والعراق. وقال أكسلرود إن «الرئيس أوباما عارض التدخل الأميركي في العراق مند البداية ولم يكن هناك نقاش سياسي حول ذلك لأن موقفه كان واضحا تماما». وأبدى مساعد أوباما استغرابه لانتقادات غيتس قائلا، إن «وزير الدفاع الأسبق لم يظهر أي علامات اعتراض أو حرج خلال عمله مع أوباما». وأضاف «فوجئت عندما رأيت التقارير حول الكتاب لأنني شعرت أنهما (أوباما وغيتس) كانا على علاقة عمل جيدة»، مشيرا إلى أن غيتس أعطي قصصا متناقضة ومربكة حول اجتماعاته مع الرئيس. وتابع «لا أقول إنه اختلق ذلك كمحاولة لتسويق الكتاب ولكن اللغة التي استخدمها حول العراق كانت غامضة وغير موضوعية».