أوباما يقترب من اتخاذ قرارات بشأن إصلاح الاستخبارات

أجرى عدة اجتماعات مع المعنيين بالملف واتصل بميركل ودعاها لزيارة واشنطن

أوباما (يسار) أثناء اجتماعه مع بايدن في غرفة الطعام الخاصة بالبيت الأبيض أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما، على مدى اليومين الماضيين، مشاورات مع مسؤولين في مجتمع الاستخبارات بشأن سبل السيطرة على ممارسات المراقبة التي تقوم بها الولايات المتحدة. وجاء ذلك مع اقتراب نهاية مراجعة ستؤدي على الأرجح إلى تغييرات بشأن كيفية التعامل مع بيانات المكالمات الهاتفية وإلى قيود على التجسس على الزعماء الأجانب.

ويُتوقع أن يعلن أوباما عن إصلاحات في عمل أجهزة الاستخبارات الأسبوع المقبل، وذلك في إطار مساع يبذلها لاستعادة ثقة الأميركيين في هذه المؤسسات الأمنية الأميركية بعد التسريبات التي كشف عنها المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن بشأن ممارسات المراقبة.

وعقد أوباما اجتماعا مع أعضاء لجان الكونغرس المكلفة بالإشراف على الاستخبارات، أمس، غداة عقده اجتماعا مماثلا مع مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر، ومدير وكالة الأمن القومي كيث ألكسندر، ووزير العدل إريك هولاند، ونائب الرئيس جو بايدن. كما اجتمع مع أعضاء لجنة مراقبة الخصوصية والحريات المدنية، وهي لجنة مستقلة غير حزبية تراجع ممارسات الاستخبارات الأميركية بما فيها جمع بيانات المكالمات الهاتفية وعمليات محكمة مراقبة الاستخبارات الأجنبية. وقالت لجنة مراقبة الخصوصية إنها ستقدم نتائجها إلى أوباما في أواخر يناير (كانون الثاني) الحالي أو مطلع فبراير (شباط) المقبل، مما يعني أن التوصيات لن تصل إلى الرئيس قبل أن يعلن خططه للإصلاح. وعلقت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كيتلين هايدن على اجتماع أول من أمس بقولها إنه «مثل فرصة مهمة للرئيس للاستماع مباشرة إلى فريقه وهو يبدأ اتخاذ قرارات نهائية بشأن كيفية المضي قدما في البرامج الرئيسة لجمع الاستخبارات».

ويتوقع أن تشمل خطة الإصلاح بعض القيود على التجسس على الزعماء الأجانب، وهي قضية ثارت مطلع العام الماضي خصوصا عندما أذيع أن وكالة الأمن القومي الأميركية راقبت الهاتف الجوال الخاص بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وتحدث أوباما إلى ميركل هاتفيا، أول من أمس، ودعاها لزيارة واشنطن في القريب العاجل، وكشف المتحدث باسم المستشارة لاحقا أنها قبلت الدعوة. ولم يذكر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني ما إذا كان الزعيمان، اللذان توترت علاقاتهما إثر الكشف عن إقدام وكالة الأمن القومي الأميركية على التجسس على الهاتف الجوال للمستشارة الألمانية، تطرقا إلى حادثة التجسس أو تداعياتها، أم لا. وأوضح أن أوباما أجرى الاتصال من أجل التعبير عن أمنياته لميركل بالشفاء إثر إصابتها بكسر في الحوض في حادث تزلج على الجليد. وعندما وجه أحد الصحافيين مازحا سؤالا لكارني حول ما إذا كان أوباما اتصل بميركل على هاتفها الجوال أم على الهاتف الأرضي، ابتسم كارني وأجابه ساخرا بأن أوباما «يتصل بالزعماء الأجانب على خط أرضي».

وأضاف كارني في بيان له أن الزعيمين «تطرقا إلى جدول الأعمال الكامل لعام 2014، الذي يتضمن مفاوضات الشراكة التجارية والاستثمارية عبر الأطلسي وقمة حلف شمالي الأطلسي وتطلعهما إلى العمل معا بشكل وثيق لتعزيز مصالحنا المشتركة». وكان أوباما قد زار برلين في يونيو (حزيران) الماضي في حين كانت آخر زيارة لميركل إلى البيت الأبيض في يونيو 2011. وكانت لجنة خبراء عينها البيت الأبيض أوصت أوباما، الشهر الماضي، بأن يحدد القادة الأميركيين قبل التجسس على الزعماء الأجانب ما إذا كانت مثل هذه المراقبات تبررها مخاطر كبرى على الأمن القومي أم لا، وهل البلد المعني «من الدول التي يتعين علينا أن نولي زعماءها درجة عالية من الاحترام والتقدير».

ويحرص أوباما أيضا على التأكد من أن القلق بشأن الحريات المدنية حاز قدرا وافيا من المناقشات في محكمة مراقبة الاستخبارات الأجنبية التي تحيط نشاطها بتكتم شديد والتي تقر طلبات أجهزة انفاذ القانون بمراقبة أميركيين أو أجانب.