مواجهات في إسطنبول بين ناشطين أكراد والشرطة التركية

مظاهرة في ذكرى اغتيال ثلاث ناشطات بحزب أوجلان في باريس

TT

وقعت مواجهات عنيفة أمس في إسطنبول، بين الشرطة التركية ومئات الأشخاص الذين تجمعوا لإحياء ذكرى اغتيال ثلاث ناشطات كرديات قبل عام في باريس، بحسب مصوري وكالة الصحافة الفرنسية.

وتجمع 500 إلى 600 متظاهر كردي، من بينهم عدد من النواب، بعيد الظهر أمام مدرسة غلطة سراي في إسطنبول، وهتفوا «نريد العدالة» من أجل الضحايا الثلاث، حيث ما زالت دوافع عمليات الاغتيال مجهولة. وتدخلت قوى الأمن بأعداد كبيرة عندما توجه المتظاهرون إلى السفارة الفرنسية، مستخدمة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي لتفريقهم. واستمرت المواجهات بعد الظهر.

وصرحت صباحات تونجيل، النائب عن حزب السلام والديمقراطية المؤيد للأكراد «عوضا عن حل (الاغتيالات)، فإنهم يتدخلون ضد من يندد بها. هذا يظهر كيف تدافع الجمهورية التركية عن (القتلة)». وأضافت «لا تضعوا الحواجز أمام النساء أو حل النزاع التركي. ضعوها أمام الذين يسعون إلى منع تحقيق السلام»، في أقوال نقلتها وكالة «دوغان» للأنباء.

وفي 9 يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، قتلت الناشطات الكرديات الثلاث: ساكنة جانسز التي تشكل رمزا تاريخيا لحزب العمال الكردستاني والمقربة من مؤسسة المسجون عبد الله أوجلان، وفيدان دوغان وليلى سويليميز، بالرصاص في مقر مركز المعلومات الكردي في باريس. وبعد ثمانية أيام أوقفت الشرطة المواطن التركي عمر غوناي البالغ من العمر 30 عاما، ووجهت إليه تهمة «تنفيذ اغتيالات على علاقة بمنظمة إرهابية».

وأفاد مدعي باريس بأن غوناي كان مكلفا من طرف حزب العمال الكردستاني بوظيفة سائق ومرافق جانسيز في باريس. لكن الحزب نفى أن يكون غوناي أحد أعضائه. وتم النظر في عدد من السيناريوهات لتفسير اغتيال الناشطات، منها تصفية حسابات في صفوف الحزب الكردي على خلفية مفاوضات السلام الجارية بين الحزب وتركيا، أو عملية لتيار اليمين القومي المتشدد التركي «الذئاب الرمادية»، أو حتى نتيجة خلاف شخصي. وبدأت السلطات التركية في خريف 2012 مفاوضات سلام مع زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان. لكن المحادثات جامدة حاليا منذ تعليق التمرد الكردي في سبتمبر (أيلول) سحب مقاتليه من تركيا، معتبرا أن الإصلاحات التي بدأتها أنقرة غير كافية. وأسفر النزاع الكردي عن مقتل أكثر من 45 ألف شخص منذ اندلاعه عام 1984.