احتجاجات شعبية في موريتانيا للمطالبة بالقصاص من كاتب أساء لرسول الله

أكد قناعته بما جاء في المقال.. ويواجه تهمة «الردة والمساس بالمقدسات الدينية»

TT

تتواصل في عدة مدن موريتانية الاحتجاجات على مقال نشره شاب موريتاني الأسبوع الماضي يسيء فيه لرسول الله محمد، عليه الصلاة والسلام. وأثار المقال موجة غضب عارمة في الشارع الموريتاني، في حين اعتقل الأمن كاتب المقال، ووجهت إليه الجهات القضائية تهمة «الردة والمساس بالمقدسات الدينية».

وتستعد عدة مدن موريتانية اليوم لتنظيم مظاهرات متزامنة، تخرج من المساجد بعد صلاة الجمعة قبل أن تتوجه نحو قصر العدالة، وذلك من أجل الضغط على الجهات القضائية لتقديم كاتب المقال إلى المحاكمة و«تطبيق الشريعة الإسلامية» فيه، وفق ما تدعو إليه بعض الجهات في الشارع الموريتاني.

يشار إلى أن كاتب المقال المسيء للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، يتحدر من مدينة نواذيبو التي تقع شمال البلاد، وكان يعمل محاسبا في شركة تابعة لأكبر شركات المعادن في البلاد. وعرفت مدينة نواذيبو أكبر موجة من الاحتجاج، اقتحم خلالها محتجون غاضبون مبنى قصر العدالة، قبل أن تتدخل الشرطة، وتدخل في مناوشات مع المحتجين.

وارتفعت حدة الغضب في نواذيبو بعد أنباء عن إمكانية نقل كاتب المقال ليمثل أمام القضاء في العاصمة نواكشوط، وهو ما يرفضه الشارع في نواذيبو، الذي يرى سكانها أن القضية قضيتهم دون غيرهم، ويطالبون بمحاكمة كاتب المقال وتنفيذ الحكم عليه في نواذيبو.

وقال إمام مسجد النور في نواذيبو، وهو أحد منظمي الاحتجاجات، لـ«الشرق الأوسط»: «مطالبنا واضحة، نريد محاكمة هذا الشخص أمام مجموعة من العلماء والأئمة، والحكم عليه وفق الشريعة الإسلامية».

وعد الإمام الذي كان يقود مظاهرة تجوب شوارع المدينة، أن تلكؤ السلطات القضائية الموريتانية في محاكمة كاتب المقال يهدد الأمن والسلم الأهلي في نواذيبو، خاصة في ظل اتساع رقعة الاحتجاجات واتخاذها طابعا عنيفا في الأيام الأخيرة.

وشكل عشرات المحامين الموريتانيين حلفا لنصرة رسول الله، ودعوا الجهات القضائية إلى اتهام كاتب المقال بـ«الإرهاب الفكري» وعرضه على محكمة مختصة في قضايا الإرهاب.

وكان وكيل الجمهورية (النائب العام) في نواذيبو قد استجوب كاتب المقال الذي أكد نسبة المقال إليه، وأنه «كتبه في كامل وعيه ومقتنع بما ورد فيه من أفكار»، وأثارت اعترافاته حالة من الغضب في الشارع الموريتاني؛ في حين قرر وكيل الجمهورية إحالته إلى السجن.

من جهتها، ظلت الحكومة الموريتانية تلتزم الصمت تجاه الموضوع، رغم مرور أكثر من أسبوع على نشر المقال المثير للجدل، قبل أن يشيد وزير الشؤون الإسلامية بالمظاهرات التي خرجت في المدن الموريتانية، معدا أنها «وثبة وطنية واسعة»، ووصف الوزير المقال المذكور بأنه «إساءة إجرامية دنيئة في حق ديننا الإسلامي الحنيف ونبي الرحمة، صلوات الله وسلامه عليه».